هل سقطت القضية الفلسطينية ؟

بقلم: فتح وهبه

  •   فتح وهبه

 هل سقطت القضيه الفلسطينيه بالضربة القاضية على يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صاحب مشروع "صفقة القرن" ؟ أم أن القضية الفلسطينية ساقطة أصلاً بِحُكم التنازلات والسياسات والقرارات الغير صائبة التي يتخدها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والمبنية على التنسيق الأمني وعلى الإقصاء والتهميش والتفرد في صناعة القرار والمبنية أيضا ًعلى  التناقضات والمساومة على حق العودة والتمسك بخيار المفاوضات كخيار وحيد لتحقيق الدولة الفلسطينية ؟
سؤال في قمة الشفافية والموضوعية لو أجبنا عليه بصدق بعيداً عن حساباتنا الخاصة الضيقة سنستطيع حينها الخروج من عنق الزجاجة وإيجاد خارطة طريق للمرحلة المقبلة من أجل النهوض بالقضية الفلسطينية وإلا ستسير القضية الفِلسطينية من السيء إلى الأسوَأ، فنحن لو نظرنا إلى السلطة الفلسطينية في ظل صفقة القرن وفي ظل خطط الضم الإسرائيلية وتسارع وتيرة التطبيع بين الدول العربيه ودولة الإحتلال الإسرائيلي، وجدناها سلطة هشة مُتصدعه أشبه بهيكل عظمي لا تمتلك إستراتيجية ولا رؤية وطنيه ولا تقوم بأي خطوات عملية مؤثرة على أرض الواقع لمواجهة المخططات الإسرائيلية، مثل :
 تحصين وترميم البيت الفلسطيني، إستعادة الوحدة الوطنية، تجميد الاتفاقات مع الطرف الإسرائيلي، وقف التنسيق الامني، إشعال إنتفاضة شعبية في وجه الإحتلال، التوجه الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة وملاحقة مجرمي الإحتلال الإسرائيلي.
هذا التهاون والإخفاق من طرف السلطة الفلسطينية بقصد أو دون قصد أفقد القضية الفلسطينية هيبتها ومكانتها وكان له تداعيات كارثية على القضية الفلسطينية وأهمها :
 الإنقسام الفلسطيني وتوسيع الإستيطان وقرار ترامب باعتبار القدس المحتلة عاصمة لدولة الإحتلال بالإضافة إلى إقدام بعض الدول العربية على التطبيع مع دولة الإحتلال الإسرائيلي.
 اليوم كثير من الدول العربية لم تعد تجد حرجاً في تمرير وتبرير التطبيع مع دولة الإحتلال الإسرائيلي طالما صاحبة الشأن والمؤتمنة على القضية "السلطة الفلسطينية" تُطَبِّع وتُنَسِّق وتتواصل مع مُُُجتمع الإحتلال الإسرائيلي وتُقدم التنازلات بالمجان.
 اليوم الرئيس أبو مازن والأمناء العامين للفصائل الفلسطينيه مُطالبون بتطبيق القرارات والتوجهان التي أجمعوا عليها في إجتماعهم الأخير الذي عُقد في رام الله وبيروت بأسرع وقت ممكن والكف عن إضاعة الوقت إن كانوا هُم جادين في إستنكارهم وإدانتهم للتطبيع العربي الإسرائيلي وعازمون على مواجهة "صفقة القرن" وكل المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وإلا سنصحوا  عن قريب ونجد أنفسنا قد فقدنا كل شى وأصبحنا بلا قضية ونجد أيضاً جميع العرب قد ركبوا قطار  التطبيع، عندها ستجد السلطة الفلسطينية نفسها في قفص الاتهام وتتهم حتماً بالتواطؤ، مما يتطلب من الشعب الفلسطيني حينها إيجاد جيل جديد من القادة القادرين على رأب الصدوع السياسية وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت