- خالد أحمد/ منسق إعلامي
لوحظ في السنوات الأخيرة زيادة في حوادث السير في كافة محافظات الوطن مما حدا بالمرجعيات الدينية في فلسطين لتدق ناقوس الخطر ،وذلك من خلال الفتوى الشهيرة للشيخ الجليل د. عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك ،والتي أكد خلالها "إن عدم الالتزام بتعليمات السير فإن السائق يكون آثماً شرعاً" ، بل وأعتبر فضيلته من لا يلتزم بتعليمات السير ،وما ينتج عنها من إزهاق لأرواح الركاب، فإن السائق في هذه الحالة توجه له تهمة "القتل العمد" وإذا توفي السائق نفسه في هذه الحالة فإنه يعد "منتحراً".
وبحسب الإدارة العامة لشرطة المرور في غزة فقد بلغت حصيلة وفيات حوادث الطرق خلال عام 2019م المنصرم (66) حالة وفاة " نصفهم تقريباً من الأطفال" وأدت لإصابة المئات بإصابات مختلفة من جميع الفئات العمرية .
وهناك العديد من أسباب الحوادث بشكل عام نذكر منها السرعة الزائدة ،عدم الاكتراث بقوانين السير، عدم وجود رخصة قيادة ، العبور الخاطئ للشارع من قبل المشاة ،عدم احترام خطوط المشاة وإشارات المرور سواء مـن قبـل السائقين أو المشاة ،عدم إنارة الشوارع والطرقات في أوقات الليل، الوضع المتردي للشوارع والطرق ، عدم صلاحية المركبات.
أما بخصوص حوادث الطرق في محافظات غزة فاعتقد أن الوضع الاقتصادي أرخى بظلاله على كافة مناحي الحياة ،حيث فرض هذا الواقع على الجهات المختصة التهاون والتراخي مع السائقين الأمر الذي جعل البعض منهم يتصرف كما يحلو له وبدون أدنى مسئولية فتجد أحد السائقين على سبيل المثال يسير بمركبته بدون لوحة أرقام أو يسير بعكس اتجاه السير ،وهناك من لا يتوقف عندما تكون الإشارة حمراء ،ويستمر في السير غير مكترث بالنتائج المروعة التي قد يتسبب بها ،وهناك من يتوقف فجأة في منتصف الطريق لالتقاط أحد الركاب دون مراعاه لمن يسير خلفه .. الخ وهذا ينسحب أيضًا على المارة والمشاة في العبور الخاطئ للطريق .
وعلى الرغم من كثرة الحواجز المنتشرة ،والتي ضاق بها المواطن ذرعاً إلا أن وجودها لم يكن له الأثر الإيجابي المطلوب على حركة المرور ،وبقي وجودها حسب ظني مجرد حواجز أمنية ،ولو كان هناك تنسيق أفضل بين هذه الحواجز وشرطة المرور فمن المرجح أن الوضع سوف يتحسن للأفضل .
أما أصحاب الدراجات النارية والتوكتوك وعربات الكارلو فحدث ولا حرج فهم يستغلون التساهل معهم بشكل بشع حتى ظنوا أنهم خارج إطار المساءلة القانونية من الأساس متناسيين ما يسببونه من حوادث مميتة لأنفسهم وللأخرين .
وحتى يكون لنا في عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسوة حسنة عندما قال: "لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر؟ .
لذلك لا بد من تشديد الإجراءات بحق المخالفين ،وتسيير دوريات شرطة على طول طريق صلاح الدين بشكل مستمر لمتابعة ومراقبة السائقين ،وعدم التهاون مع من يرتكبون المخالفات الخطيرة التي ليس لها علاقة بالوضع الاقتصادي ، أما فيما يتعلق بترخيص المركبات فلا بد من توحيد الأسعار بين الضفة وغزة لا نه لوحظ ان الأسعار في غزة أعلى من مثيلاتها في الضفة بكثير ، كذلك لابد من الاستمرار في حملات تخفيض رسوم المركبات التي حدثت مؤخراً والتي استثنت المركبات الخاصة "الملاكي" وأن لا تكون على فترات متباعدة .
إن بقاء الوضع على ما هو عليه ينذر بما هو أسوأ ،ويجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا عند ذهاب أطفالنا إلى المدارس ،وحتى لا ينطبق علينا القول المأثور والذي حدثني به أحد أفراد شرطة البلديات "من أمن عقوبة أساء الأدب" .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت