أزواج شابة يكافحون الواقع المعيشي الصعب في غزة عبر مشاريع منزلية

عدلي عبيد وزوجته جمانة يحزلان منزلهما إلى مطبخ لإعداد وتحضير أنواع مختلفة من الكيك من أجل تسويقها وبيعها لزبائنهما، 11 نوفمبر 2020. (شينخوا)

لجأ العديد من الأزواج الشابة في غزة إلى إنشاء مشاريع منزلية سعيا لتوفير مصدر دخل مستدام يساعدهم على تخطي الواقع المعيشي الصعب في القطاع المحاصر إسرائيليا منذ 13 عاما.

وحول عدلي عبيد وزوجته جمانة وهما في العشرينيات من عمرهما، منزلهما في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، إلى مطبخ لإعداد وتحضير أنواع مختلفة من الكيك من أجل تسويقها وبيعها لزبائنهما.

وعانى عدلي من آثار فقدان قدمه اليسرى في غارة إسرائيلية استهدفته عام 2011.

ويقول عدلي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه فشل في الحصول على عمل يناسب إعاقته من أجل إعالة عائلته المكونة من خمسة أفراد.

ويضيف بينما كان يساعد زوجته في صناعة قالب كيك من الشوكولاتة لأحد زبائنهما، أن فكرة إنشاء مشروعهما الصغير فرضت نفسها عليه بعد أن أغلقت جميع الأبواب في وجهه وازدادت صعوبات الحياة عليه.

ويوضح أنه لجأ وزوجته للترويج لمنتجاتهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وزوجته جمانة الأم لثلاثة أطفال خريجة من كلية التعليم الأساسي وقد استغلت مهارتها في صناعة الحلويات من أجل إطلاق مشروعها الخاص مع زوجها.

وتقول جمانة لـ((شينخوا))، إنها رغبت في إثبات نفسها خاصة أن الصناعة ستكون منزلية ويجب أن تنافس المحلات الخاصة ببيع الحلويات، مشيرة إلى أنها التحقت بدورة تدريبية متخصصة بصناعة الكيك.

وتعرب جمانة عن سعادتها الغامرة بسبب نجاح مشروعها على الرغم من حداثته "إذ أنه لاقى قبولا لدى عدد لا بأس به من الزبائن"، مشيرة إلى أنها تصنع ما بين ثلاثة قوالب إلى أربعة بشكل يومي.

وتقول "اليوم أصبحنا نجني حوالي ما يقارب 400 دولار أمريكي شهريا، وهو مناسب وكاف لنا كي نعيش في وضع اقتصادي مستقر دون أن نضطر لانتظار المساعدات المالية أو الغذائية التي تقدمها المؤسسات المانحة".

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة إلى أسيل الخالدي وزوجها جياب الوحيدي، اللذين تخرجا من الجامعة ولم يتمكنا من الحصول على فرصة عمل مناسبة لهما تساعدهما بمواجهة ضغوط الحياة.

وتقول أسيل (27 عاما)، وهي من سكان مدينة غزة، إنها عملت صحفية ميدانية لسبع سنوات متواصلة، إلا أنه وبسبب الظروف الصعبة وصل بها الحال إلى عدم تمكنها من مواصلة العمل لدى أي مؤسسة إعلامية.

أسيل الخالدي وزوجها جياب الوحيدي يعدان الأطعمة في مطبخ منزلهما، 15 نوفمبر 2020. (شينخوا)

أما زوجها جياب (27 عاما) فهو خريج قسم تأهيل تنموي وقد اضطر للعمل في مجالات عديدة تختلف عن مجال دراسته، من بينها مندوب مبيعات لشركة انتاج القهوة، وسائق لسيارة أجرة وبائع في الأسواق.

ولكنه اشتكى من أن أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) أجبرته على أن يصبح عاطلا عن العمل، مشيرا إلى أن "الديون تراكمت عليه، وخاصة إيجار المنزل الذي يسكنه، مما جعله عرضة للطرد منه".

وفي محاولة منهما للتغلب على ظروفهما الاقتصادية الصعبة قرر الزوجان الخالدي والوحيدي أن يفتتحا مشروعهما الخاص من داخل منزلهما، وهو إعداد وجبات الطعام السريعة وتسويقها لزبائنهما عبر صفحتهما على الفيسبوك.

وأطلق الزوجان اسم "غصن الزيتون" على مشروعهما، وتقول أسيل لـ ((شينخوا)) بينما كانت تحضر وجبة طعام غربي لزبائنها "قررت أن أقدم نوعا جديدا من المأكولات السريعة، وأن تكون صحية وأن يتم إعدادها بزيت الزيتون الصحي".

وتضيف "من المهم أن نحاول دوما أن نتغلب على الظروف الصعبة التي نعيشها عبر ابتداع أفكار جديدة لإنشاء مشاريع خاصة، دون الحاجة إلى انتظار وصول مساعدات مادية".

ويشتكي الأزواج الأربعة من عدم وجود عدالة ببرامج توظيف الشباب وتوزيع المساعدات المالية التي تصل إلى قطاع غزة، من خلال المؤسسات الأهلية أو حتى الحكومية.

ويقول جياب "يفترض أن تعمل المؤسسات على دعم قطاع الشباب من خلال تمويل المشاريع الاقتصادية الصغيرة والتي تضمن توفير فرص عمل دائمة".

ويضيف "للأسف الشديد هناك جيوش من الخريجين العاطلين عن العمل، ولا يوجد لديهم أي أمل في بناء مستقبلهم في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة والتي نعاني منها كثيرا".

ويعاني قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ 13 عاما، من أزمات عديدة على رأسها ارتفاع معدلات البطالة التي بلغت 46 في المائة خلال الربع الأول من عام 2020 بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.

وتعد مستويات البطالة في قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة، بالنظر إلى الكثافة السكانية من المعدلات الأعلى عالميا وفق تصنيفات البنك الدولي.

وارتفع معدل الفقر بين سكان قطاع غزة وفقا لأنماط الاستهلاك الحقيقية ليصل إلى 53 في المائة، وبلغ معدل الفقر المدقع 33.8 في المائة، وفق آخر إحصائيات رسمية صادرة من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة (شينخوا)