قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن معاهدة السلام التي وقعتها الإمارات وإسرائيل تعد نقطة تحول في الشرق الأوسط، مشدداً على أنها جاءت في أساسها لوقف عملية ضم الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية، كما أكد أن آفاق عملية السلام في الشرق الأوسط جيدة.
وقال قرقاش في تصريحات خلال لقاء افتراضي عبر سلسلة "حوارات المتوسط" بروما "إن ردود الفعل الغاضبة على معاهدة السلام في بداية التوقيع اختلفت الآن، حيث أدرك الفلسطينيون التغيير الكبير الحاصل، وهو ما انعكس أخيراً بإعلانهم أنهم سيستأنفون اتصالاتهم مع إسرائيل، فضلاً عن إعادة سفرائهم الذين تم استدعاؤهم من الإمارات والبحرين. "حسب صحيفة "البيان" الإماراتية
وشدد على ضرورة دفاع الفلسطينيين عن قضيتهم التي تقف الدول العربية جميعهاً إلى جانبها، وضرورة انخراطهم لإيجاد حل سياسي، كما أعرب عن تفاؤله بالقرارات الأخيرة للفلسطينيين وأن الإمارات تدعم وتشجع قرارات الجانبين التي لن يتخذها سواهما لتقرير المصير.
وشدد على أن معاهدة السلام "قرار سيادي لدولة الإمارات ويتعلق بها إيماناً منها بأنه يتوجب عليها التوصل لمزيد من العلاقات الطبيعية التي تتحكم بها عبر الحوار والتواصل وغيرها"، مضيفاً أن الدولة تفصل بين القضايا السياسية وقدرتها على تأسيس العلاقات بين البلدان الأخرى. ثانياً، تأتي المعاهدة لكسر الجمود الاستراتيجي بالمنطقة وتتمحور حول ذلك. والمغزى الثالث منها يتعلق بالتأكيد بالمسألة الرئيسية وهي بالتأكيد القضية الفلسطينية.
وقال قرقاش إن الدول العربية الأكثر نفوذاً التي لعبت دوراً في دعم عملية السلام هي مصر والأردن، وتأمل الإمارات فعلاً في لعب دور مماثل والمضيّ قدماً في تلك المساعي الحميدة.
وأضاف أن آفاق عملية السلام في الشرق الأوسط جيدة، وبشكل أساسي لعبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دوراً أساسياً في التوصل للمعاهدات، كما أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن دعم بشكل سريع "اتفاقيات إبراهيم".
ولا يخفي قرقاش أن الفلسطينيين أمام مهمة صعبة، بيد أن الانفتاح الاستراتيجي الحاصل يمهد لطريقة تفكير جديدة.
وأكد قرقاش ضرورة وجود مشاركة أمريكية في عملية صنع السلام بالشرق الأوسط، وأن "اتفاقيات إبراهيم" لم تكن لتحقق لولا الوساطة الأمريكية، كما فسر الفرق بين "اتفاقيات إبراهيم" والسلام بين كل من مصر والأردن مع إسرائيل وفلسطين، كون الأول بمثابة "سلام دافئ"، حيث لم يكن بين الإمارات وإسرائيل حرب أو حدود، كما أن المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية قدمت لإسرائيل فرصة لبناء علاقة طبيعية وبناءة مع دولة عربية.