استعرضت صحيفة عبرية، 4 سيناريوهات قالت إن إيران قد تلجأ لها للانتقام من مقتل عالمها النووي محسن فخري زاده بالعاصمة طهران أمس الجمعة.
وتسائلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، مساء السبت، عن "الأدوات التي تملكها طهران للرد على عملية الاغتيال، والأهداف التي يمكن أن تختارها، والثمن المتوقع حال قررت استخدامها".
وتتهم إيران إسرائيل بالوقوف خلف عملية اغتيال الرجل الذي تقول تقارير عبرية إنه "رقم 1" في البرنامج النووي الإيراني.
عمليات اغتيال
وقالت الصحيفة إن أولى الأدوات بحوزة طهران تتمثل في تنفيذ عمليات اغتيال في الخارج.
وزعمت أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يضم وحدة اغتيالات معروفة بـ "الوحدة 804".
وأضافت أن عناصر الوحدة بعضهم أجانب والبعض الآخر إيرانيون مقيمون بالخارج.
وبحسب الصحيفة العبرية فإن عناصر "الوحدة 804" مدربون على تنفيذ عمليات خارج الحدود الإيرانية بما في ذلك عمليات اغتيال.
وتابعت:"خلال الخمس سنوات الماضية، ارتبط اسم الوحدة بـ6 عمليات تصفية في دول أوروبية وبمحاولة اغتيال فاشلة في الولايات المتحدة"، لافتة إلى أن "فكرة اغتيال مسؤوليين، وشخصيات إسرائيلية أو مقربين لإسرائيل بإحدى البلدان الأوروبية هي احتمال وضمن قدرات فيلق القدس والوحدة 804".
هجوم ضد هدف إسرائيلي بالخارج
الاحتمال الآخر للهجوم على إسرائيل، كما تقول "يسرائيل هيوم" هو عملية انتقامية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.
وأضافت الصحيفة "تحدث مسؤولون إيرانيون يوم أمس عن الحاجة إلى ضرب أهداف "دولية"، مشيرين على ما يبدو إلى أهداف تابعة لإسرائيل في الخارج".
وتابعت أن إيران و"حزب الله" اللبناني سبق "ونفذوا هجمات ضد أهداف إسرائيلية بالخارج بينها الهجوم على مطار فارنا في بلغاريا وهجمات ضد سفارات إسرائيلية ومقر الجالية اليهودية في الأرجنتين عام 1992".
وقالت إن الميزة في تنفيذ هجوم ضد أهداف إسرائيلية في الخارج هو القدرة على نفي أية صلة به بشكل رسمي وتقليل احتمال تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية فورية.
مع ذلك ينطوي العمل في دولة أجنبية على مخاطر التسبب في إحراج دولي حال الفشل، وعدم القدرة على الإعلان عن تحقيق هدف الانتقام لمقتل فخري زاده، بحسب الصحيفة.
كذلك فإن عيب آخر لهذه الطريقة يتمثل في التراجع الكبير في عدد السياح الإسرائيليين بالخارج حاليا، على خلفية تفشي جائحة كورونا، وفق ذات المصدر.
هجوم صاروخي دقيق
تقول الصحيفة: "في المرة الأخيرة التي نفذت فيها إيران عملية انتقامية اختارت طهران استخدام هجوم بالصواريخ الباليستية الدقيقة على قاعدة للجيش الأمريكي في العراق، ردا على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني".
وتضيف: "العملية الإيرانية ورغم أنها لم تسفر عن مقتل جندي أمريكي واحد، وتسببت في إحراج كبير على خلفية إسقاط طائرة ركاب أوكرانية فوق طهران بنيران مضادة للطائرات عن طريق الخطأ، إلا أنها كانت بالفعل نجاحا عسكريا باهرا".
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، تمكنت الصواريخ الإيرانية من إصابة وحدة الطائرات المسيرة المسؤولة عن اغتيال سليماني وتدمير مقر قيادتها وضرب الطائرات نفسها.
وتتابع "يسرائيل هيوم": "يدور الحديث عن إنجاز عسكري مذهل في مجال الصواريخ الباليستية. وبينما أُطلقت الصواريخ على القاعدة الأمريكية في العراق من داخل الأراضي الإيرانية، حال قررت إيران إطلاق صواريخ دقيقة على الأراضي الإسرائيلية، فسوف تضطر على الأغلب إلى القيام بذلك من داخل الأراضي السورية أو العراقية".
واعتبرت الصحيفة أن "الصواريخ الدقيقة تشكل تهديدا من نوع جديد على إسرائيل التي اعتادت مواجهة تهديد صاروخي يفتقر إلى وسائل توجيه متطورة".
ومضت قائلة: "العيب في هذه العملية هو أن مطلقي الصواريخ سيكونون عرضة للاستهداف الإسرائيلي، وكذلك أي تنظيم يساعد إيران في سوريا نفسها. كذلك هناك احتمال إسقاط بعض الصواريخ من قبل أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية التي تتضمن منظومة "العصا السحرية" و"القبة الحديدة".
هجوم على الحدود
تقول الصحيفة: "دربت إيران خلال العقود الأخيرة قوتين هامتين على الحدود الشمالية لإسرائيل، منظمة حزب الله والمجموعات الموالية لإيران في سوريا. ويتواجد كلاهما على حدود إسرائيل، وسبق أن استخدمتهما إيران لإلحاق الأذى بإسرائيل".
وتتابع "استهداف جنود الجيش الإسرائيلي على الحدود سيسمح لإيران باستهداف كرامة إسرائيل مع تقليل المخاطر على قواتها وعناصرها. فسوف تستخدم البنية التحتية المتواجدة بالفعل على الأرض ويمكنها أن تتضمن عبوات ناسفة كتلك التي تم العثور عليها على حدود الجولان الأسبوع الماضي، أو استخدام صواريخ مضادة للدبابات تجاه قوات الجيش الإسرائيلي، مثلما أعتاد حزب الله أن يفعل. كذلك فشل مثل هذه العملية لن يضر كثيرا بمكانة إيران".
مع ذلك تؤكد الصحيفة أن "العيب في تنفيذ عملية على حدود إسرائيل هو إمكانية أن ترى فيها إسرائيل سببا في استهداف واسع لحزب الله أو المجموعات الإيرانية في سوريا".
وختمت الصحيفة بالقول: "فيما لم تنته الحرب الأهلية في سوريا تماما، فإن ضررا كبيرا يلحق بالموالين لإيران ونظام الرئيس بشار الأسد في البلاد قد يعرض للخطر إنجازات المحور الإيراني خلال القتال. عملية متهورة في لبنان يمكن أن تقود إلى مواجهة شاملة بين إسرائيل وحزب الله".
وتطرّق وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطاينتس مساء السبت، إلى اغتيال عالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، وقال "ليس لدي أدنى فكرة من فَعل ذلك، لكن لا شك في أن هذا يعد ضربة كبيرة، للبرنامج النووي الإيراني".
وشطاينتس هو عضو في "الكبنيت" الإسرائيلي (المجلس الوزاري المُصغّر). وقال الوزير الإسرائيلي اوفير اكونيس، إن إسرائيل مستعدة للتعامل مع التهديدات الإيرانية للرد، وحماية مواطنيها والدفاع عن مقارها خارج البلاد. وينتمي الوزيران إلى حزب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "الليكود". وترفض رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية الإسرائيليتين، التعليق على اغتيال زاده.
وبحسب تقرير في قناة 12 العبرية، فإن مصدرا استخباراتيا كبيرا في الغرب، قال إن "الاغتيال فرصة أخيرة، قبل دخول بايدن البيت الأبيض، والعودة إلى الاتفاق النووي، الذي يمنح الإيرانيين حصانة". وأضاف أن "القضاء على زاده، هو تتويج لخطة إسرائيل الاستراتيجية الطويلة، لتخريب البرنامج النووي".
وكتب الضابط الرفيع في الحرس الثوري محسن رضائي، رسالة إلى الرئيس الإيراني روحاني، يطلب منه السماح لوزارة الخارجية، باتخاذ الإجراءات القانونية، ضد اغتيال فخري زاده. وكتب رضائي أنه يجب على إيران، تحذير المجتمع الدولي، من أن "عملا إرهابيا" آخر، سيؤدي إلى عدم السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بزيارة المواقع النووية الإيرانية.