عادت الغواصة الصينية المأهولة الجديدة لأعماق البحار "فندوتشه" (المناضل)، إلى مقاطعة هاينان الجزرية بجنوبي الصين صباح يوم السبت على متن سفينة البحوث العلمية "تانسوه-1"، بعد إكمال مهمتها الاستكشافية في المحيط.
ورست السفينة "تانسوه-1" في سانيا عند الساعة 8:30 صباح يوم السبت.
وبعث الرئيس شي يوم السبت برسالة تهنئة بمناسبة الإتمام الناجح لتجربة الغوص البحري لعمق 10 آلاف متر من قبل الغواصة المأهولة "فندوتشه" وعودتها إلى الميناء.
كما أعرب شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، عن تهانيه الحارة وتحياته المخلصة للباحثين العلميين الملتزمين بتطوير معدات أعماق البحار والدراسات العلمية.
وشدد على أن تطوير الغواصة المأهولة "فندوتشه" وتجربتها البحرية عكسا قوة الصين الشاملة في مجال التكنولوجيا البحرية الفائقة.
وخلال المهمة الاستكشافية التي بدأت يوم 10 أكتوبر الماضي، أكملت "فندوتشه" بنجاح 13 عملية غوص، بينها ثماني عمليات تجاوز عمقُ غوصها 10 آلاف متر في خندق ماريانا، أعمق خندق طبيعي في العالم في غربي المحيط الهادئ.
وفي الساعة 8:12 صباح يوم 10 نوفمبر الجاري، حققت الغواصة المأهولة رقما قياسيا وطنيا جديدا بغوصها لعمق 10909 أمتار.
وبحسب وزارة العلوم والتكنولوجيا فإن فريق المهمة الاستكشافية تغلب على صعوبات مثل الأعاصير والأمطار ودرجات الحرارة المرتفعة، وأجرى عدة اختبارات وحصل على دفعة من الرواسب والصخور والعينات البيولوجية على قاع البحر.
كما أجريت خلال المهمة الاستكشافية عملية مشتركة من قبل "فندوتشه" ومركبة الإنزال للتصوير بالفيديو في أعماق البحار "تسانغهاي".
وتحققت التجربة البحرية الناجحة من مختلف وظائف الغواصة وأدائها فضلا عن اختراقات الصين على صعيد معدات وتكنولوجيات أعماق البحار، ومثلت ارتقاء الصين إلى المستوى الأول للبحوث العلمية لأعماق البحار وقدمت دعما فنيا قويا للبحوث التالية لأعماق البحار التي ستجريها البلاد.
وضمت عملية التطوير المحلي للغواصة "فندوتشه"، والتي بدأت في عام 2016، قرابة 1000 عالم وباحث من نحو 100 من المؤسسات البحثية والكليات والشركات. واعتمدت "فندوتشه" نظام طاقة آمنا وقويا ونظام تحكم متطورا بالإضافة إلى نظام لتحديد المواقع. وتعتبر مقصورتها ومواد الطفو الخاصة بها أكثر مقاومة للضغط مقارنة بسابقاتها.
وفي يوليو 2010، وصلت "جياولونغ"، أول غواصة صينية مأهولة محلية الصنع لأعماق البحار، إلى عمق 3759 مترا تحت الأمواج، وهو ما جعل من الصين خامس دولة، بعد الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا واليابان، تمتلك تكنولوجيا الغوص إلى عمق تجاوز 3500 متر تحت مستوى سطح البحر.
ومع تصميمها للغوص لعمق 7000 متر، حققت "جياولونغ" رقما قياسيا بالغوص لعمق 7062 مترا في خندق ماريانا في يونيو عام 2012.