دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لتكثيف كل أشكال الإسناد والتضامن مع الأسرى لمواجهة سياسات الاحتلال بحقهم، وخاصة سياسة الاعتقال الإداري، العزل الانفرادي، الإهمال الطبي، اعتقال الأطفال والقاصرين، مؤكدة على أن"مخصصات الأسرى والمحررين خطٌ أحمرٌ، لا يمكن أن نسمح لأي كان بالاقتراب منها".
جاء ذلك خلال مؤتمراً صحافياً عقدته الجبهة، يوم الاثنين، أمام برج الشوا حصري بمدينة غزة بمناسبة ذكرى انطلاقتها، وفي خضم "المعركة البطولية" المستمرة التي تخوضها الحركة الأسيرة والهجمة الواسعة التي يشنها الاحتلال ضد قيادات وكوادر الجبهة والتي كان آخرها اعتقال عدد من أعضاء الجبهة في الدهيشة وأبوديس اليوم.
وشارك في المؤتمر الصحافي قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة ولجنة الأسرى فيها وممثلي لجنة الأسرى للقوى. ورُفعت خلاله اليافطات والشعارات الداعية لإسناد الأسرى.
وألقى عضو اللجنة المركزية والأسير المحرر وعضو لجنة الأسرى وض السلطان كلمة الجبهة اعتبر فيها أن انطلاقة الجبهة الشعبية هي محطة نوعية، نؤكد فيها على "استمرار مقاومتنا المشروعة بكافة الوسائل وفي المقدمة منها الكفاح المسلح باعتباره الأسلوب الانجع لانتزاع حقوقنا ودحر الكيان الصهيوني"، داعياً لاستمرار تصدينا لنهج التسوية المدمر وللتطبيع، مشيداً بقلاع الأسر باعتبارها ساحة اشتباك مفتوح دائمة ضد العدو الصهيوني."
وقال السلطان في كلمته: " نحتفي وإياكم اليوم في ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الثالثة والخمسين. هذه الجبهة التي انطلقت في الحادي عشر من كانون أول عام 1967 وسط جرح ومأساة ونكبة وتشتت الشعب الفلسطيني ومن رحم حركة القوميين العرب انطلقت الجبهة الشعبية أيقونةً وطنيةً بعباءة قومية وكوفية أممية ثائرة، ترفع رايات التحرير والعودة، تنسج كينونتها من أجساد الشهداء، وعطاءات المناضلين الأفذاذ، شعارها " وراء العدو في كل مكان " تردد في مطارات وفضاءات العالم، وعملياتها النوعية والجريئة دوت في ساحات الوطن والعالم، كان وما زال هدفها دوماً وأبداً تحرير فلسطين كل فلسطين من نهرها إلى بحرها".
وتابع قائلاً: " ها هي اليوم تضئ الجبهة قنديلها الـ53 في مسيرة كفاحية طويلة ومتواصلة قَدمتّ خلالها قوافل الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين، أثبتت خلالها وعبر مسيرة نضالية طويلة أنها حزب الشهداء، والقادة العظام المؤسس الدكتور جورج حبش، أبو علي مصطفى، أحمد سعدات، وديع حداد، أبو ماهر اليماني، جيفارا غزة، غسان كنفاني، باسل الكبيسي، ربحي حداد، شادية أبو غزالة، وأبو أمل، وقافلة طويلة من الشهداء وفي مقدمتهم شهدائها الذين ارتقوا داخل زنازين الاحتلال أبو المنتصر الراعي، اسحق مراغة، خليل أبو خديجة وجميع شهداء الحركة الأسيرة".
واعتبر السلطان أن "الحملة الصهيونية الواسعة ضد الجبهة والتي كان آخرها حملة الاعتقالات بحق قيادات وكوادر فيها فجر اليوم لم ولن تكسر إرادة وعزيمة الجبهة"، لافتاً أن "الجبهة كانت دوماً تخرج من هذه الهجمة أكثر قوة وإصرار على مواصلة مسيرة المقاومة، مُحملّاً الاحتلال الصهيوني المسئولية عن سلامة الرفيق/ وليد شرف الذي كان من بين الرفاق المعتقلين فجر اليوم، والذي يعاني من مرض خطير."
وجدد دعوة الجبهة في مناسبة الانطلاقة وذكرى انتفاضة الحجارة إلى "ضرورة إعادة الاعتبار لكل أشكال دعم وإسناد الحركة الاسيرة، والتي تعاني من هجمة صهيونية متواصلة، مشيراً أن ما يريده الاسرى هو تكثيف كل أشكال الإسناد والتضامن والضغط لمواجهة سياسات الاحتلال الاجرامية بحق الحركة الاسيرة، وخاصة سياسة الاعتقال الإداري، العزل الانفرادي، الإهمال الطبي، اعتقال الأطفال والقاصرين، وما يستوجبه ذلك من صوغ استراتيجية وطنية يكون احدى أسلحتها وثوابتها هو تحرير الاسرى جميعاً."
ودعا السلطة الفلسطينية إلى وقف ما وصفها "كل إجراءاتها التي تستهدف حقوق ومخصصات الأسرى والأسرى المحررين، رضوخاً للاملاءات الصهيونية والأمريكية، والتي تستهدف ضرب الرمزية النضالية التي تمثلها الحركة الاسيرة، في سياق المحاولات المستميتة لضرب الهوية الوطنية وقتل فكرة المقاومة"، مشدداً أن حقوق ومخصصات الاسرى خط أحمر لا يمكن أن نسمح لأي كان بالاقتراب منها.حسب قوله
وأبرق السلطان بالتحية إلى الاسيرات والأسرى في سجون الاحتلال وفي المقدمة منهم القائد الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، والمناضلتين خالدة جرار وختام السعافين وجميع أسرى الجبهة في فرع السجون، والحركة الوطنية الاسيرة وعلى رأسهم القادة مروان البرغوثي، حسن سلامة، زيد بسيسو، وجدي جودة، باسم خندقجي، إسراء الجعابيص.
كما توجه التحية لجماهير الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وفي المخيمات، وإلى الحركة الوطنية الاسيرة داخل زنازين الاحتلال، معتبراً أن "استعادة وحدة مكونات شعبنا يجب أن تكون أولى الأولويات على أجندة شعبنا الفلسطيني وفي هذه اللحظة الحساسة من تاريخ شعبنا."
وفي ختام كلمته جدد عهد الجبهة والأسرى "لجماهير شعبنا بمواصلة معركة المقاومة والصمود، مستلهمين دروس وعبر وتجربة الجبهة ورفاقها في داخل السجون"، مؤكداً أن "الجبهة ستظل وفية لكل المبادئ والمثل التي قدمتها خلال هذه التجربة. حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال وإقامة الدولة على كل شبر من فلسطين وعاصمتها القدس."