أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانا صحفيا ، يوم الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الـ ٣٣ للانتفاضة الشعبية في الأرض المحتلة.
وجاء في نص البيان :
تتوجه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في الذكرى الثالثة والثلاثين للانتفاضة الشعبية الكانونية التي تفجرت في مثل هذا اليوم في الأرض المحتلة عام ١٩٨٧، بالتحية لجماهير شعبنا الفلسطيني المقاوم ولشعوبنا العربية التي مثلت الظهير والداعم لهذه الانتفاضة، ولكل أحرار العالم الذين ناصروا قضية فلسطين العادلة، وساندوا كفاح شعبنا المشروع في سبيل حريته وعودته واستقلاله وكرامته وتقرير مصيره الوطني.
إن الجبهة الشعبية وهي تُحيي وتحتفي بهذه الذكرى الثورية المجيدة، تؤكد أن انتفاضة الحجارة الملهمة؛ شكلت نموذجًا ومثالًا يحتذى في قدرة شعبنا الفلسطيني على اجتراح طرق المواجهة وإبداع أدوات ووسائل النضال وفق طبيعة كل مرحلة واستحقاقاتها، كما مثلت هذه الانتفاضة، رد الشعب الفلسطيني على محاولة العدو وحلفائه؛ من قوى الاستعمار ونظم الرجعية العربية؛ تصفية الثورة الفلسطينية، بدءًا بوجودها المباشر على حدود فلسطين التاريخية؛ في لبنان على وجه الخصوص، وصولًا إلى سياسات الملاحقة والتضييق والقمع والخنق المادية وغير المادية التي مورست ضد قوى الثورة في دول الطوق العربي وغيرها عمومًا.
وفي السياق ذاته، نؤكد بأن الهجمة الحالية؛ من قبل المنظومة الاستعمارية والإمبريالية، ورأس حربتها المشروع الصهيوني وذيولها من نظم الرجعية والخيانة العربية، لتصفية القضية الفلسطينية، ما هي إلا امتداد للموقف المعادي لحقوق الشعوب العربية كافة، ومنها الشعب الفلسطيني، والساعي للهيمنة على مقدراتها وثرواتها ومصائرها، والتي تحتاج لوحدة شعوبنا وأحزابها وقواها الوطنية والقومية لرد وإفشال هذه الهجمة؛ من خلال مواجهة ومقاومة شاملة؛ تُستثمر فيها كل الأدوات والوسائل الشعبية العنيفة منها والسلمية، وهنا يحضر ضرورة استلهام تجربة الانتفاضات والثورات المجيدة، وتذكير هذا العالم بتلك المآثر الخالدة التي سجلت في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني؛ منذ شروعه في تمدده السرطاني على أرض فلسطين.
كما تؤكد الجبهة قناعتها العميقة بأن وحدة وتلاحم شعبنا وقواه الوطنية في انتفاضة الحجارة، وفي كل محطة نضالية خاضها ببسالة؛ شكلت ركيزة أساسية في مواجهة العدو، وعليه فإننا ندعو لضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإعادة الاعتبار للمقاومة الشعبية، وكل أشكال النضال ووسائل الكفاح الوطني التي هي طريق تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل ترابه الوطني من البحر إلى النهر.
ونجد هنا من الضرورة أن نعيد التذكير؛ بأن الاستثمار المُتسرع للانتفاضة من قبل القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية في مشروع التسوية الأمريكي الصهيوني الذي تجسد في مسار مدريد - أوسلو الانهزامي التفريطي بكل ما تعنيه الكلمة؛ مثل أكبر عملية تقويض إجهاض لمسارها وشعارها الناظم آنذاك: الحرية والاستقلال، وعليه فإن الجبهة تحذر من خطورة استمرار الرهان على ذات المشروع ومفاوضاته الكارثية الذي ألحق أفدح الضرر بوحدة ونضال شعبنا، وكرس الانقسام الأفقي والعمودي المستمر، رغم كل المخاطر والتحديات والمخططات التصفوية التي تواجه شعبنا وحقوقه. ونجدد نداءنا الوطني لرفض الدعوات الاستسلامية للعودة لمسار المفاوضات والتنسيق الأمني وقبول ما أنتجه التطبيع العربي، في سياق تنفيذ صفقة القرن وأهدافها التصفوية؛ فليس أمام شعبنا إلا مواصلة وتصعيد الكفاح والنضال الوطني، ضد هذا العدو ومشاريعه ومخططاته وكل ما يمثله.
وإذ تتوجه الجبهة بتحية الإكبار والإجلال، للشهداء الذين قضوا على درب المجد لأجل حرية شعبهم، والأسرى والجرحى، وذويهم، فإنها تؤكد إيمانها بقدرة شعبنا على تعديل كفة التوازنات في معادلات القوة، وإلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني، في إطار تلاحمه مع شعوب أمتنا العربية وكل أحرار العالم، وصولًا إلى تسجيل انتصار جديد لمعسكر الشعوب في مواجهة معسكر العدوان والهيمنة الإمبريالية.