قالت الجبهة العربية الفلسطينية إن "الذكرى الثالثة والثلاثون لانطلاقة الانتفاضة الشعبية المباركة تعيد إلى أذهاننا صورة الصمود الأسطوري لشعبنا الذي خرج بكل فئاته شيباً وشباناً، نساءً ورجالاً، صبية وأطفالاً بصدورهم العارية عزلاً إلا من إيمانهم بحقهم وعدالة قضيتهم وبحجارتهم التي أضحت رمزاً لنضال شعبنا في تلك المرحلة التاريخية من مسيرة نضاله ليواجهوا طاغوت العصر بكل أسلحته وقدرته الفائقة على الإبادة والفتك، واستطاع شعبنا أن يجعل من انتفاضته وعزيمته التي لا تلين حدث العالم الأبرز وادخلها كما هي (انتفاضة) في كل لغات العالم . وها هو شعبنا لا زال على عهده يواصل نضاله وتمسكه الحازم بحقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف ليؤكد يوماً بعد يوم وشهيد تلو الشهيد فشل وعجز الاحتلال بكل آلاته الحربية على كسر إرادة هذا الشعب ودفعه للتنازل عن حقوقه الثابتة بل على العكس استطاع شعبنا على الدوام تحويل مآسيه وآلامه إلى عوامل لتعزيز صموده وإصراره على ممارسة حقه المشروع في مقاومة الاحتلال، ليؤكد للعالم اجمع أن كافة الخيارات مفتوحة أمام شعبنا وانه لا زال يمتلك من المخزون النضالي ما يمكنه من استعادة كامل حقوقه الوطنية.
وأضافت الجبهة في بيان لها ، يوم الأربعاء، "تأتي هذه الذكرى هذا العام ولا زال الاحتلال الإسرائيلي يكشف ان العقلية الحاكمة في دولة الاحتلال هي ذات العقلية التي احتلت فلسطين، عبر العصابات الصهيونية المسلحة التي تحولت اليوم الى جيش نظامي يمتلك اقوى ترسانة عسكرية في المنطقة ولكن بذات العقيدة العسكرية القائمة على نهب الارض وقتل الفلسطينيين، مواصلا عدوانه الممنهج ضد كل ما هو فلسطيني من حجر وشجر وبشر، في مسلسل متواصل لانتهاك الحقوق الفلسطينية، وهو يكشف بذلك انه احتلال غبي لا يتعلم من الدروس ولا التجارب، فلم يدرك بعد أن سياسة القتل والإرهاب لا يمكن أن تدفع شعبنا إلى الرضوخ ولن تفلح بكسر إرادته، بل ها هو اليوم يقف بعنجهية لا مثيل لها أمام العالم الذي أذهله صمود الشعب الفلسطيني وقدرته على مواجهة التحديات ليدرك تماماً ان هذا الشعب صاحب حقوق وأن الطريق إلى الأمن والاستقرار في المنطقة يبدأ بتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه المشروعة التي لازالت دولة الاحتلال تتنكر لها وليست جاهزة للإقرار بها مراهنة على آلاتها العسكرية وبشاعة جرائمها والدعم الامريكي اللامحدود الذي تجلى بوضوح خلال ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب واجراءاته ضد الشعب الفلسطيني وقيادته ممثلة بما يعرف بصفقة القرن وسعيه الى فرض امر واقع في القدس والتصدي لحقوق شعبنا في كافة المحافل الدولية والتنكر لكافة القرارات الدولية ذات الصلة ومواصلة الضغط المتواصل لتركيع شعبنا ودفعه للقبول بأنصاف الحلول وأرباعها، في تعد سافر على حقوق وارادة الشعوب."
وتابعت الجبهة إن "ما حققه شعبنا خلال مسيرة نضاله من انجازات هامة على طريق تحقيق أهدافنا الوطنية مقدماً خلالها أعظم التضحيات يحتاج منا مزيداً من الثبات والصمود ومزيداً من الفعل النضالي الأمر الذي يحتاج إلى تصليب الجبهة الداخلية الفلسطينية ومعالجة كافة الإشكاليات التي عصفت بها خلال المرحلة الماضية وخصوصاً أننا أمام مرحلة تاريخية هامة لن نتمكن من مواجهة تحدياتها إلا بتعزيز وحدتنا الوطنية، وإعادة نضالنا الوطني إلى مساره الطبيعي في مواجهة الاحتلال، الأمر الذي يتطلب انجاز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام وإزالة كل آثاره وبدء مرحلة جديدة من علاقاتنا الوطنية، تقوم على أساس الشراكة السياسية الحقيقية ومبدأ تكامل الأدوار نحتكم فيها للمصلحة الوطنية العليا والحرص على تحقيق أفضل النتائج لشعبنا، وكذلك تفعيل المقاومة الشعبية للاحتلال ضمن خطة وطنية يشارك فيها كافة قطاعات شعبنا.
إننا وبهذه المناسبة المباركة نتوجه بالتحية والتقدير لأرواح شهدائنا الأبرار مجددين لهم العهد والقسم على المضي على ذات الدرب الذي قضوا من اجله حتى تحقيق الأهداف الوطنية، كما نتوجه بالتحية إلى أسيراتنا وأسرانا البواسل القابعين خلف قضبان القهر في سجون الاحتلال مؤكدين لهم انه لن يهدأ لنا بال حتى ينعموا بالحرية، والى جرحانا البواسل كل التمنيات بالشفاء العاجل ليواصلوا دورهم في النضال."