أحداث الخليل في ميزان الربح والخسارة

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله
  • بقلم: المحامي علي ابوحبله

 لاشك أن أحداث الخليل لها ما لها وعليها ما عليها ودخلت منحى ومنعطف خطير جدا لأنها كشفت حقائق جسيمه وبينت حقيقة أهداف التسليح في الخليل وكل محافظات الوطن ، وكله ضمن حسابات أن معادلة الخليل لها خصوصيه لدى الاحتلال الصهيوني ، وتعميق الصراع في الخليل بين السلطه الفلسطينيه وبعض المنفلتين الذين بادروا باطلاق النار على قوات الامن قد تكون الشراره لمحاولات فلسطنة الصراع ضمن محاولات ترسيخ سياسة الكنتونات وتجسيد سلطة روابط القرى وعوده للاداره المدنيه لاستكمال المشروع الاستيطاني وتهويد الضفة الغربيه
حقيقة ما جرى في الخليل مظلم وواقع مرير وكما يبدوا ان قرار الاغلاق بسبب جانحة كورونا القشة التي اظهرت حقيقة النوايا وهي نتاج الصراع المحتدم بين أجنحه متصارعة فيما بينها وتقود إلى إسقاط الشعب الفلسطيني في وحل الخلافات والصراعات ، وتجسد الانقسام الفلسطيني وفصل الخليل عن الضفة الغربية وهو تكريس للمخطط الإسرائيلي لإنشاء دويلات ضمن سياسة الكنتونات بهدف بسط السيطره الاسرائيليه على كامل الضفة الغربيه واعلان السيادة الصهيونيه ، فحين يستعمل السلاح في غير موضعه ، وحين يكون السلاح وسيله من وسائل الاتجار ضمن مهمة إغراق المجتمع الفلسطيني بالفوضى والعودة لظاهرة الفلتان فهذه جريمه وخيانه عظمى بحق الوطن ،
 وان محاولات البعض من اقتناء السلاح هو من باب الميليشيات التي تحمل شبهات لأجندات هدفها تمرير مخططات مشبوهة وتخدم سلطات الاحتلال وضمن عملية ابتزاز المواطن وتد فيع الخاوه عندها يصبح مواجهة انتشار هذه الظاهرة الخطرة أمرا محتما وضمن مشروعية حماية المجتمع الفلسطيني والحفاظ على وحدته شعار المواطن لا للانفلات الأمني لا للسلاح المنفلت لا للفئوية والميليشيا ت المسلحة غير المنضبطة ، نعم لتطبيق القانون بحق الجميع سواء بسواء ضمن مفهوم سيادة القانون لحماية المجتمع الفلسطيني وتحقيق امن وأمان المواطن وحقيقة ما جرى في الخليل ومدن اخرى يتطلب دراسه معمقه واستخلاص للعبر وماجرى في الخليل لا يمكن عزله عن مخططات الاحتلال واعوانه ، فأول مسبب ومعيق للاستقرار الأمني هو الاحتلال، وحقيقة القول ان الحكومه الفلسطينيه عليها ان تضع في سلم أولوياتها بسط نفوذها وسيطرتها على كامل الجغرافيه الفلسطينيه ضمن مهمة تطبيق القانون وتحقيق الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني وهي تعلم دقة المرحلة وخطورتها وحقيقة الصراعات والحواضن لحملة السلاح .
 إن أحداث الخليل مؤشر خطير أريد منها زرع الخصام والشقاق بين ابناء الوطن الواحد وشق وحدة الصف الفلسطيني وهذه تعيدنا لحوادث واحداث سابقه والحكومه أمام اختبار حقيقي وأمام موقف لا يمكن التراجع عنه لأجل فرض الأمن والاستقرار في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية وتفويت ألفرصه على المخطط الإسرائيلي الذي يسعى لأحداث الفتنه عبر تسهيل تهريب السلاح للضفة الغربية بهدف إحداث الفوضى لتمرير مخطط البديل عن القيادة الفلسطينية ، عبر سلسله من عمليات الاستهداف لإضعاف ضمن مخطط الفوضى المرسوم لتمرير مخطط البديل وفتح المجال أمام قوات الاحتلال الإسرائيلي للتدخل تحت حجة فرض الأمن والاستقرار ضمن مفهوم تحقيق امن إسرائيل استهداف الأمن الفلسطيني واطلاق النار على قوات الامن والتي تكررت في الاونه الاخيره وضع الحكومه أمام قرار لا يمكن التراجع عنه وهو التصدي للسلاح غير المنضبط ويشكل خطر على الأمن العام الفلسطيني
 الحاضنة لمجموعات خارجه عن القانون تعمد لتصعيد وتوتير الأجواء الفلسطينية وهدفهم خلق بيئة للفوضى والفلتان بحكم أنهم المستفيدون من ذلك وان تحقيق الأمن والأمان للمواطن يربكهم ويربك مخططاتهم ويهدف البعض من جراء مخطط الفتنه لتعكير الأجواء
ولو تمعن أصحاب الرأي والفكر ذي التوجهات الوطنية في مستجدات التغيرات الدولية والاقليميه لادرك الجميع أن انعكاس هذه الصراعات والتغيرات على الشعب الفلسطيني يسهل للاحتلال الصهيوني مخططه لتصفية القضية الفلسطينية واستكمال مشروعه ألتهويدي والاستيطاني في ظل الحواضن للفوضى ومتطلبات المرحله تتطلب التصدي لهذا المخطط التصفوي للقضيه الفلسطينيه وتجسيد سياسة الكونتونات والتصدي لهذا المخطط بكل حزم وقوه نخاطب الجميع وخاصة هؤلاء الغوغائيين وأصحاب المصالح والنفوذ والأقلام الماجوره
 كل كلمه وكل حرف قد يصب في خدمة المخطط الإسرائيلي ويسهل للاحتلال في الاستمرار بمخططه ليعلم الجميع أن أولوية صراعنا مع المحتل
 وان هدفنا الاستراتيجي والوطني هو التحرر من الاحتلال وتحقيق الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية على ارض فلسطين المغتصبة المحتلة لا تحرفوا أيها الجهلة الغوغائيين بوصلة صراعنا مع الاحتلال وتوجهوا السهام ضد بعضنا بعضا
لا توجهوا سهام الصراع لبعضكم بعض لنتجاوز محنة الانقسام في 2007 حيث معاناتها مستمر وأثارها ما زالت تتحكم في مفاصل حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية لليوم ،لنتجاوز الخلاف والانقسام ولنسعى معا وجميعا لتحقيق وحدتنا الوطنية وبرنامجنا الوطني الجامع الذي يجمع جميع القوى الوطنية والاسلاميه اتحدوا جميعا لتصونوا حقوق شعبكم الفلسطيني اتحدوا لكي لا تمكنوا الاحتلال من تمرير واستكمال مخططه الاستيطاني اتحدوا لكي تفوتوا على المحتل مخطط تفريغ الأرض وتهجير الفلسطينيون اتحدوا لأجل الانتصار لاستمرارية وأولوية القضية الفلسطينية اتحدوا لتفوتوا ألفرصه على المتربصين الذي يهدفون لتمرير أجندة الاحتلال وخلق الفوضى والفتن والعودة إلى مرحلة الفلتان الأمني اتحدوا لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وهي سر قوتنا ومناعتنا ومواجهتنا للاحتلال وبعيدا عن حسابات الربح والخسارة التي يحسبها البعض الآن ،
 الحسابات في صراع القوى والذي يقصد منها تأجيج صراعات وخلق صراعات في مناطق مختلفة بهدف زعزعة الأمن والاستقرار حيث تعد الخليل و معادلتها مهمه في استجماع القوى الفلسطينيه المطلوب أن تتضافر جميع الجهود لأجل انفراج الوضع في الخليل وإنهاء حالة الاحتقان الشعبي على اثر الأحداث التي تشهدها الخليل وهي احداث مؤسفة
المطلوب إشاعة جو من الثقة بين السلطة والشارع النابلسي والفلسطيني بشكل عام ضمن مسعى يقود لتحقيق الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني ووضع حد لحالات السلاح المنفلت وضبط ومصادرة السلاح غير المنضبط لوضع حد لكل حالات العبث الأمني ضمن تحقيق السيطرة وتطبيق القانون لتجنيب المجتمع الفلسطيني كل حالات الفوضى والاستغلال وغيرها من التسميات
 إن القضية الفلسطينية تمر بمرحله ومفصل تاريخي يتطلب وعي الفلسطينيين لمخاطر ما تمر فيه القضية الفلسطينية وتتطلب من الجميع وحدة موقف تقود للخروج من المعضلة التي تعاني منها الخليل وكل فلسطين ويستغلها المغرضون وأصحاب الأجندات والمصالح لتجيير الأحداث لمصالحهم وتمرير مؤامرتهم التي في محصلتها تخدم الاحتلال الإسرائيلي وتوسعه الاستيطاني والتهويدي وتكريس الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة .

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت