ملتقى عائلات خانيونس ينظم ندوة ثقافية حول "التطور العمراني في مدن قطاع غزة"

نظم المنتدى الثقافي لملتقى عائلات محافظة خانيونس بالتعاون مع مركز دراسات التراث والمجتمع الفلسطيني بجمعية إنعاش الأسرة، ندوة ثقافية بعنوان: "التطور العمراني في مدن قطاع غزة" وذلك بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في الهندسة والتاريخ والتراث عبر تطبيق زووم. 
 
وأشاد نورهان العقاد منسق عام ملتقى عائلات محافظة خانيونس، بالدور الكبير والبارز الذي تبذله جمعية إنعاش الأسرة، من أجل حماية التراث الوطني الفلسطيني، معبرًا عن شكره وتقديره لكل من ساهم شارك في إنجاح هذه الندوة الثقافية التي تؤصل لموروث تاريخي وحضاري هام.
 
بدورها عبرت ريم مسروجي رئيس جمعية إنعاش الأسرة، عن سعادتها الغامرة بهذا النشاط والتعاون المثمر الذي يجمع بين شقي الوطن في هذه الندوة التي يشارك فيها عدد من الخبراء والباحثين في مجالات الهندسة والتاريخ والعمران، بهدف المحافظة على الموروث الثقافي الفلسطيني. 
 
من جانبه شدد الدكتور مروان أبو خلف محرر مجلة التراث والمجتمع، على أن أصل الحضارة كانت في فلسطين، قائلًا: "قبل مدينة أريحا التي تعد أقدم مدينة في العالم، كان في فلسطين حضارة إنسان الكرمل الذي عاش في كهوف الكرمل، وبالقرب من مدينة رام الله كانت الحضارة النطوفية نسبة إلى وادي النطوف، قبل آلاف السنين"، لافتًا إلى أن مركز التراث والمجتمع الفلسطيني أعد ثلاثة أعداد عن مدن فلسطين، ويجري الآن التحضير لعدد رابع خصص للحديث عن مدن الداخل الفلسطيني.
 
وتحدث المهندس غسان الوحيدي عن النسيج العمراني لمدينة غزة، موضحًا أن مدينة غزة تعد من أقدم المدن في العالم، وأنها رسخت مفاهيم العمارة عبر العصور بدًء من غزة القديمة في تل العجول، وصولًا إلى عهدها المعاصر. 
 
وتطرقت المهندسة إيمان الشوا في حديثها إلى النسيج المعماري الحديث لمدينة غزة، مشيرًة إلى تنوع العمارة في مدينة غزة فترة الحكم العثماني وصولًا إلى فترة السلطة الوطنية الفلسطينية.
 
وتناول الدكتور محمد البطة الحديث عن التطور العمراني لمدينة خان يونس منذ تأسيسها، لافتًا إلى أن خان يونس الحالية هي مدينة حديثة بنيت عام 1387م، على يد "الأمير يونس أحد أمراء السلطان برقوق، وخلال قرن من الزمان قفز عدد السكان من 3890 نسمة سنة 1922، إلى 230000 نسمة سنة 2017،  يعيشون في عشرين حيًا سكنيًا. موزعة على أراضي مدينة خانيونس البالغ مساحتها نحو 54000 دونمًا.
 
وعن النسيج العمراني لمدينة رفح لفت المهندس جمال تمراز إلى أن رفح مدينة قديمة بناها الكنعانيون، وتوالت على حكمها أمم أخرى كالفراعنة والآشوريين والرومان مما شكل تراكمًا معماريًا، كما تناول تطور الأنماط المعمارية للمساكن من حيث خصائصها وعناصرها.
 
وبين المهندس هشام الديراوي التطور العمراني لمدينة دير البلح، مؤكدًا أن أصل تسمية المدينة كانت الداروم بمعني الجنوب في اللغة الكنعانية، وأن تاريخ دير البلح يعود إلى العصر البرونزي المتأخر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، موضحًا أن مدينة دير البلح تعرضت خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي إلى سرقة الآثار في منطقة البركة التي كان بها مقبرة فرعونية تحتوي على الكثير من الآثار منها توابيت على شكل إنسان ومجوهرات تم نقلها إلى الأراضي المحتلة عام 1948، وجزء منها معروض الآن في متحف بالقدس وجزء آخر في متحف حيفا.
 
وتحدث المهندس محمود الزعانين عن التطور العمراني لمدينة بيت حانون، مبينًا أنها بلدة قديمة تعود نشأتها إلى الملك الفلستي (الفلسطيني) حانون الذي ورد اسمه في الوثائق الآشورية لتكون مصيفا له، لافتًا إلى الأنماط المعمارية التي كانت سائدة في البلدة على مر العصور، ونوع السكن والمواد المستخدمة في البناء خلال العصور المختلفة.
 
وتناول إبراهيم خشان الحديث عن التطور العمراني لبلدة القرارة، التي لها موقع تاريخي لاسيما الجزء الشرقي منه والآثار الأولية تدل علي أهمية موقعها التاريخي وخاصة في العهد البيزنطي والروماني، قائلًا: "حتى وقت قريب كانت بقايا آثار تدل على محكمة بيزنطية عظيمة وتوجد بقايا آثار هنا وهناك، وقد استطاع شباب متطوعون تجميع ما أمكنهم، ليشكلوا متحفًا، سمي باسمها، وهناك آثار لم يتم التنقيب عنها بعد، ولا تزال القرارة جذب لسكان جدد، ينتقلون إليها من المدن القريبة، لجمال موقعها، وحسن هندستها، وطيب أهلها".
 
وأكد سعيد تمراز مدير دائرة التوثيق في مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، أن الكتابة عن المدن والقرى الفلسطينية هي كتابة عن تاريخ فلسطين، فالمدينة هي وطن صغير، والوطن الكبير يتكون من عدة مدن وقرى، وهنا يكمن دور المثقفين والكتاب ومراكز الأبحاث في الكتابة العلمية الرصينة عن المدن والقرى الفلسطينية حفاظًا للتاريخ، وتصديًا للهجمة الإسرائيلية التي تستهدف التراث الفلسطيني.
 
وتعقيبًا علي جميع المداخلات أوضح الدكتور رشاد المدني أن جميع المتحدثين أكدوا في هذه الندوة على عروبة مدن قطاع غزة، وركزوا على العمران والتراث الفلسطيني الذي يمثل الروح كما وصفه ابن خلدون.

IMG_٢٠٢٠١٢١٨_٢١٤١١٤

 

IMG_٢٠٢٠١٢١٨_٢١٤٠٣٣

 

IMG_٢٠٢٠١٢١٨_٢١٣٩٣٢

 

IMG_٢٠٢٠١٢١٨_٢١٣٧٥٤

 

IMG_٢٠٢٠١٢١٨_٢١٣٧١١


 
المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - خانيونس