من ينقد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟

بقلم: فتح وهبه

مخيمات لبنان
  •  فتح وهبه 

 من يُنقذ اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من لهيب الأزمة المالية والإقتصادية التي تُعاني منها البلاد، بعدما باتوا غير قادرين تأمين قوت عيشهم اليومي وتأمين إحتياجاتهم الأساسية، بسبب تفشي البطالة بينهم والغلاء الفاحش في الأسعار وسياسة التقليص المُتبعة من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ؟.
لقد تأثر اللاجئين الفلسطينيين بشكل سلبي ومُباشر بتداعيات الأزمة المالية والإقتصادية الخانقة التي يُعاني منها لبنان، وأتى الوضع الصحي المُستجد في العالم والمتمثل بجائحة كورونا ليزيد الطين بلة، مما أدى الى توقف أعمالهم وإرتفاع مُعدل الفقر والبطالة بينهم بشكل مُخيف وغير مسبوق، الأمر الذي جعل شباب المخيمات الفلسطينية مُلقاة في الشوارع بلا عمل في مشهد لا يخلو من "الإحباط والكآبة" ويُنذر "بعواقب وخيمة".
إن الوضع المعيشي الصعب الذي يمر به اللاجئين  الفلسطينيين في لبنان في ظل "ترشيد الأسعار" والحديث عن رفع الدعم عن السلع الأساسية قريباً هو مأساوي ويُنذر بحدوث كارثه تتخطى المجاعة في المنظور القريب، فمن يُنقد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟
أين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، المسؤولة عن إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؟! التي حَرصت على دفع رواتب موظفيها بالدولار الأمريكي، "لتعويض الموظفين" من الفروقات بين سعر صرف الدولار الرسمي وصرفه في السوق السوداء.
أين السلطة الفلسطينية، المسؤولة عن ملف اللاجئين الفلسطينيين؟! التي تستلم ملايين الدولارات من المجتمع الدولي "بإسم الشعب" الفلسطيني.
 أين منظمة التحرير الفلسطينيه، المُمثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؟! التي يستلم عناصرها وموظيفها رواتبهم "بالدولار الأمريكي".
في الحقيقة لقد كشفت تداعيات جائحة كورونا وتداعيات الأزمة الإقتصادية اللبنانية قُصور وإهمال تلك الجهات المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين وبالأخص وكالة الأونروا الغائبة شبه كُليّاً عن تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاههم، مِما دفع اللاجئين الفلسطينيين في مُختلف أماكن تواجدهم في لبنان تنظيم العديد من الإعتصامات والوقفات الإحتجاجية أمام مقار وكالة "الاونروا"، وكان آخرها الإعتصام الذي حصل الجمعه الماضية أمام مكتب مدير مخيم نهر البارد شمال لبنان، طالبوا الوكالة بوقف تقليص خدماتها التربوية والصحّية والإجتماعية بحجة العجز المالي وإطلاق خطة طوارئ عاجلة لهم، وتأمين إغاثة فورية عينية ومادية، ورفع التغطية الاستشفائية إلى مئة بالمئة، والتعامل مع جميع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على أنهم عُسر شديد، بعد أن أصبح وضعهم المعيشي لا يُطاق، إلا أن وكالة الاونروا حتى هذا اليوم لم تُصغي لهم ولم تأخد مخاوفهم مَحمَل الجد تاركه هؤلاء لمصيرهم يُصارعون الفقر والجوع والعوَز دون أن تتحمّل أي مسؤولية مُباشرة، وهذا إنتهاك لكرامتهم الإنسانية، وإنتهاك لإلتزام وكالة "الاونروا"، الذي يقتضي مُساعدة اللاجئين الفلسطينيين في العيش حياة كريمة في البلدان المستضيفة لهم، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لهم.
اليوم في ظل تقاعُس وكالة الاونروا بات الجميع يتساءل، كيف تستطيع وكالة "الاونروا" تأمين رواتب مسؤوليها وموظفيها دون إنقطاع وبالدولار الأمريكي ولا تستطيع تأمين مُساعدات مالية عاجلة لجميع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟!، لماذا تتعامل وكالة الاونروا مع فلسطينيو لبنان بإجحاف ولا تتعامل معهم بنفس المعيار الذي تتعامل فيه مع فلسطينيو سوريا الموجودين حالياً في لبنان، من حيث الخدمات والمساعدات.
ولماذا السلطة الفلسطينية لا تطلب من السفارات الفلسطينية حول العالم، "التي تُكلِّف الشعب الفلسطيني ملايين الدولارات" جمع المساعدات والتبرعات للاجئيين الفلسطينيين في لبنان؟
ولماذا أيضاً لا تقوم منظمة التحرير الفلسطينية هي الأخيرة بتقديم مساعدة مالية عاجلة، ولو لمرة واحدة لدعم صمود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من خلال خصم خمسه بالمائة من رواتب عناصرها وموظيفها لحساب اللاجئين الفلسطينيين وبعدها  يُوَزّع المبلغ على جميع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان "على كل من يحمل كرت اعاشه" بإستثناء كل شخص يتقاضى راتباً بالدولار الامريكي، لانه لم يتأثر بالأزمة الحالية ويعيش حياة طبيعية.
أترك الإجابة لكم.   

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت