العثماني: المغرب لم يغير موقفه من القضية الفلسطينية

رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني

شدد رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني على أن قرار المغرب بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل "ليس تضحية بحقوق الشعب الفلسطيني"، مؤكداً "استمرار الرباط في دعم القضية الفلسطينية".

وأكد العثماني، في مقابلة مع تلفزيون "الشرق"، أن قرار بلاده إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل "لم يكن متأثراً بإبرام دول عربية أخرى اتفاقات سلام مع تل أبيب"، مشدداً على أنه "قرار سيادي لم يصدر بإملاءات خارجية".

وكان البيت الأبيض، والديوان الملكي المغربي، أعلنا في 10 ديسمبر الجاري، تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وقررت واشنطن الاعتراف بسيادة المغرب على منطقة الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، في خطوة غير مسبوقة لم تقدم عليها أي دولة غربية.

وردا على سؤال حول ربط بعض التقارير الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء، بقرار الرباط إقامة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب،  أجاب العثماني: "يصعب الحديث عن خلفيات الربط بين التطورات في قضية الصحراء، والقضية الفلسطينية".

وأضاف، أن"توقيع الرئيس الأميركي على الإعلان الرئاسي الذي يعترف بسيادة المغرب على صحرائه، يعتبر تحولاً استراتيجياً وتاريخياً مهماً بالنسبة لقضية الصحراء، لأن معظم الدول الغربية تتعامل مع الصحراء على أنها منطقة نزاع"، مشدداً على أن "المغرب لم يضح بالقضية الفلسطينية من أجل تحقيق هذا المكسب".

وقال العثماني: "المغرب لم يغير موقفه من القضية الفلسطينية، وكما رفض نقل السفارة الأميركية إلى القدس في السابق، يستمر حتى الآن في دفاعه عن عدم تغيير وضع القدس ولم يقدم أي تضحيات في هذا الصدد"، مشيراً إلى أن "الأيام المقبلة ستثبت أن المغرب سيبقى دائماً إلى جانب أشقائه الفلسطينيين".

وذكر العثماني بأن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، "اتصل بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بهدف التأكيد على أن موقف المغرب من قضية القدس وفلسطين ثابت ولا يتغير، وأن الملك والمغرب يضعان القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء، وهذا التأكيد صدر في بيان للديوان الملكي، وبالتالي فهو موقف رسمي صادر من أعلى هرم السلطة في البلاد".

وأصبحت المملكة المغربية، رابع بلد عربي يعلن هذا العام، إبرام اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بعد الإمارات والبحرين والسودان.

وقال رئيس الحكومة المغربية في حديثه لـ"الشرق"، إن مسار التوصل إلى اتفاق بشأن إقامة العلاقات مع إسرائيل كان منفصلاً عن باقي الدول العربية الأخرى، مشدداً على أن المغرب اتخذ "قراراً مستقلاً" من دون أن يتأثر بقرارات الدول الأخرى.

وأوضح العثماني، أن المغرب "أثبت في السياسة الخارجية باستمرار أنه يتخذ قرارته السيادية بنفسه، من دون أية إملاءات خارجية، وفي الكثير من النزاعات التي وقعت في المنطقة العربية، كان المغرب يتخذ مواقفه وفقاً لقناعاته، هذا حدث في الأزمة الخليجية، وفي ليبيا، حيث حاول المغرب إمساك العصا من الوسط"، مضيفاً أن "المغرب يعمل جاهداً، وإما أن يكون عنصر حل أو لا يكون".

وأشار العثماني، إلى أن "قرار المغرب بإقامة علاقات مع إسرائيل، ليس له علاقة بأي مسار آخر أو موقف دول أخرى، هذا الأمر تم الإعداد له، فالحصول على قرار الاعتراف الأميركي بالصحراء احتاج إلى جهد كبير وتواصل من أجل إقناعهم بذلك".

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الرباط