تقدّمت جمعيّة عير عميم بالتماسٍ إلى المحكمة المركزيّة في القدس المحتلة ضدّ مناقصة إنشاء مركز زوّارٍ يهوديٍّ في حيّ بطن الهوى، الواقع في قلب سلوان شرقيّ القدس.
وهذا المركز الذي يُطلق عليه اسم "كفار هتيمنيّم" [بالعربيّة: قرية اليمنيّين] موجودٌ في مبنىً كانت تقطن فيه، حتى قبل خمسة سنواتٍ، عشرات العائلات الفلسطينيّة، على مدار عشرات السّنوات، وقد تم إخلاؤهم من قبل جمعيّة "عطيرت كوهنيم" الاستيطانيّة المتطرّفة. وحتّى اليوم، لا يزال المبنى تابعًا لوقف "بنيڤستي" الذي تتحكّم به جمعيّة "عطيرت كوهنيم"، والتي تعمل على مدار السّنوات الماضية على إخلاء وطرد عشرات العائلات الفلسطينيّة من هذا الحيّ الفلسطينيّ.
يذكر أنّ بطن الهوى هو حيّ فلسطينيّ يقع في قلب سلوان، ويقطن فيه قرابة الـ 10،000 نسمة. وتقوم جمعيّة "عطيرت كوهنيم" منذ العام 2015، وتحت غطاء الوقف، بالعمل على اقتلاع عائلات الحيّ من منازلها التي تقطن فيها منذ عشرات السّنوات. هذا، وقد تمّ حتى اليوم إخلاء 14 عائلةٍ من منازلها، كما أنّ أكثر من 80 عائلةٍ تواجه دعاوىً قضائيّةً إضافيّةً لإخلائها من منازلها، كانت قد تقدّمت بها جمعيّة "عطيرت كوهنيم" تحت ذريعة الوقف. ويتمّ رفع دعاوى الوقف باسم "وقف بنيڤستي"، وهو وقفٌ يهوديٌّ كان نشطًا في نهاية القرن التّاسع عشر وبداية القرن العشرين. وهنالك اليوم نحو 700 من الحيّ تحت خطر فقدان منازلهم.
وتطالب جمعيّة "عير عميم"، في التماسها، بوقف المناقصة التي نشرتها شركة "پامي" [شركة تطوير شرقيّ القدس] الحكوميّة الإسرائيليّة، لإقامة مركز الزوّار اليهوديّ في أحد المنازل، الذي تم إخلاؤه من سكّانه الفلسطينيّين في قلب بطن الهوى. وتدّعي عير عميم في التماسها بأنه يجب تجميد المناقصة على الأقل حتى انتهاء الفحص المعمّق الذي يقوم به مسجّل الأوقاف التّابع لوزارة العدل، وقد صدر القرار بإجراء هذا الفحص في أعقاب التماسٍ سابقٍ تقدّمت به جمعيّة عير عميم بالتّعاون مع العشرات من سكّان بطن الهوى، حيث ينصّ الادعاء على أنّ جمعيّة عطيرت كوهنيم قد سيطرت على وقف بنيڤستي وتقوم باستخدامه بشكلٍ غير قانونيّ.
وينطوي الالتماس على ادعاءٍ إضافيّ، مفاده أن شركة "پامي" الحكوميّة، لم تقم بإجراء أيّة فحوصات، رغم الخشية الكبيرة من تعارض المصالح بين عضوة المجلس الاستشاريّ في "پامي" المتزوّجة من أحد كبار مسؤولي جمعيّة عطيرت كوهنيم، والذي كان أحد رواد الجولة المقدّمة للمشاركين في المناقصة في حيّ بطن الهوى.
وتقول المحامية أوشرات ميمون، مديرة تطوير السياسات في جمعيّة عير عميم "يُضاف التحريف الحاصل في نيّة إنشاء مركز زوّار يهوديّ في ذات البيت الذي تم مؤخرا اقتلاع عائلات فلسطينيّة منه، إلى التحريف الحاصل تجاه نيّة تحويل المال العامّ إلى هيئةٍ خاضعةٍ لتحقيقٍ رسميّ. إن الإنصاف والحياة المشتركة في القدس يستوجبان وقف هذه المناقصة"