- بقلم : سري القدوة
الأحد 27 كانون الأول / ديسمبر 2020.
بعد حل الكنيست الاسرائيلي باتت الانتخابات الرابعة على الابواب لتدق فرضية التغير، ولم يكن الخلاف بين الحكومة والمعارضة بل بين الشركاء في حكومة «الوحدة والطوارئ» التي تم تشكيلها الربيع الماضي من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه الانتخابي السابق غانتس ولم ينجح هذا الائتلاف مما ادى في المحصلة النهائية الي الانهيار ويواجه الليكود مأزق حقيقي حيث بات فوزه بالانتخابات القادمة شبه مستحيل وخاصة بعد الانشقاق الذي شهده الحزب مؤخرا، وبناء على الاحصائيات الانتخابية واستطلاعات الرأي تشير الي ان حزب ساعر المستجد سوف يحصد 17 مقعدا بالكنيست وفقا لنتائج الاستطلاع وإن الحزب سيقلل من فرص نتنياهو لتشكيل الحكومة الجديدة وزيادة احتمالات ساعر تشكيل الحكومة في حال ما تقرر تشيكل اتلاف موحد .
وتم حل الكنيست الإسرائيلي مما استدعى الدعوة لإجراء انتخابات جديدة بعد فشل أعضاء البرلمان في تمرير الموازنة العامة، وبذلك يكون الموعد المقترح لانتخابات الكنيست الرابعة والعشرين هو 16 مارس، وان مشروع قانون حل الكنيست والتوجه لانتخابات برلمانية جديدة، يتطلب حسب الدستور الإسرائيلي ان يمر في ثلاث قراءات في الهيئة العامة للكنيست في القراءة الأولى التي تمت ويطرح مشروع القانون على نواب البرلمان ليصوتوا على ضرورته من ناحية مبدئية، ويرى المتابعين لشان الانتخابات الاسرائيلية إن هذه الخطوات تعد تكتيك سياسي مكشوف من قبل الليكود بزعامة نتنياهو لإبقاء التحالف بحالة غير مستقرة، مما يسهل عليه إسقاط الحكومة قبل أن يضطر إلى تسليم السلطة إلى غانتس، بينما يتهم قادة من حزب الليكود زعيم حزب أزرق - أبيض بيني غانتس بخرق الاتفاقيات، وأنه يجر دولة الاحتلال لانتخابات جديدة بسبب خلافات داخلية داخل حزبه، متهمين أحزاب اليسار والوسط بالعمل ضد مصالح دولة الاحتلال من خلال جرها للانتخابات.
ويرى كل المتابعين للشأن الداخلي الاسرائيلي بأن حزب الليكود لن يتمكن من تحقيق الفوز بالانتخابات المقبلة، وان كل المعطيات ستشير الي تشكيل حكومة يسار ووسط، وان الناخب الاسرائيلي وبعد سلسلة المظاهرات التي انطلقت سابقا ضد نتناهو لتطالب برحيله ستفرز خيارات جديدة للجمهور الإسرائيلي بعد فشل الحكومة اليمينية وأنه بيدها تحقيق الخيار وإجراء التغير المطلوب في الفترة القادمة.
ان خيارات التطرف لن تحقق اي تقدم علي صعيد السلام وإعادة انتاج حزب الليكود سيعزز الكوارث بالمنطقة، ويفرز مزيد من اعمال الاستيطان واستمرار سياسة التطرف وإرهاب الدولة المنظم، وان الطريق الوحيد لتشكيل حكومة اسرائيلية جديدة هو استبعاد حزب الليكود والعمل بعيدا عن سياسة التطرف والتكتل اليميني الاسرائيلي الذي اثبت فشله خلال السنوات الماضية، ولا يمكن المضى قدما في ظل استمرار التطرف وإنتاج العنصرية وفرض سياسة الامر الواقع الاسرائيلية، وتطبيق صفقة القرن الامريكية وعدم احترام قرارات الشرعية الدولية وخيار حل الدولتين وتحقيق السلام بالمنطقة.
لا يمكن استمرار نتنياهو في الحكم وخاصة بعد سقوط حليفه ترامب فهو متهم اصلا بثلاثة لوائح اتهام وهو من يجر المنطقة بأكملها الي الدمار الشامل ويمارس العدوان والحصار علي الشعب الفلسطيني، ويقف عقبة حقيقية امام تقدم عملية السلام، وبات رحيله امر مهم ولا يمكن بأي شكل كان استمراره في خلط الاوراق والاستفادة من عدوانه واستيطانه كجزء من حملاته الانتخابية على حساب المشروع الوطني الفلسطيني فلا بد من رحيله وإجراء التغير لاستمرار حماية حل الدولتين ووقف الدمار الشامل في المنطقة .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت