نظم نادي السينما بجمعية مركز غزة للثقافة والفنون عرضاً سينمائيا،للفيلم الوثائقي بعنوان " يا ريتني مش فلسطينية "، للمخرجة فداء نصر بحضور عدد من المثقفين والنشطاء الشباب والمهتمين بالعمل السينمائي، وذلك بقاعة الاتحاد العام للمراكز الثقافية، ضمن فعاليات عروض "يلا نشوف فيلم" ضمن مشروع تنفذه مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع جمعية "الخريجات الجامعيات" ومؤسسة "عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة"، بتمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج "تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين"، وتمويل مساعد منCFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي.
و افتتحت ميسرة الورشة تغريد عطالله اللقاء بتقديم تعريف عن المشروع والنشاط واهمية العلاقة مع مؤسسة شاشات سينما المرأة وبعد العرض مباشرة فتح باب النقاش بمشاركة الحضور وتنوعت المداخلات والاراء للجمهور.
تتمنى المخرجة بسبب بعض الظروف التي مرت بها لو أنها ليست فلسطينية.،الفيلم يصف اختلاط المشاعر لدى المخرجة، فبعد ظروف معينة مرت بحياتها أضحت أسيرة منزلها، ولا تريد رؤية أحد. وتتمثَّل أصعب المشاعر التي تُلازِمها في كونها فتاة تتعثر بالكثير من القيود سواء بسبب المجتمع وعاداته، أو بسبب الاحتلال ومعيقاته. فباتت تعيش في حالة يأس وقلق وخوف، لدرجة أنها تمنت لو لم تكن فلسطينية لا سيما في لحظات الغضب، لكنها في كل مرة تعود وتسأل نفسها لو لم تكن فلسطينية ماذا يا تُرى ستكون؟ لم تجد المخرجة جواب إلا أن تكون فلسطينية، وهي تفتخر بهذه الهوية.
الفيلم يسلط الضوء على التناقضات التي تعيشها بطلة الفيلم ، وتمثل ضغوطات شديدة عليها للتخلي عن مهنتها ، مقابل الشعور بالراحة ، والبعد عن الصراع مع المحتل الذي يهتم بتنغيص حياتها ، وقلبها رأسًا على عقب، لكنها اخيرًا تعود لوسط المعركة وتدافع عن كرامتها.
كما يتناول الفيلم واقع المرأة الفلسطينية التي تحبسها الظروف والعادات والتقاليد الاجتماعية، والمعاناة التي تواجهها بسبب الاحتلال والخوف من المستقبل وكذلك الصراع و الهوية والانتماء للوطن وللأرض وأن للعادات والتقاليد التي يتمسك بها بعض أفراد المجتمع آثار وتبعات سلبية تنعكس على حياته اليومية وأفكاره ومعتقداته .
وعبر عدد من الحضور أن الفيلم يجسد حياة الفلسطينيين في كافة تجمعاتهم في ظل الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال في ظل ظروف معيشيه صعبة تتمثل في الفقر وقلة العمل وانعدام الأفق السياسي ووضع اقتصادي صعب، ناهيك عن العادات والتقاليد الاجتماعية والاعراف التي تحكمهم فهم يفكرون في الهجرة من البلد هروبا من الواقع، ولكن حبا لهذه الأرض والوطن الأم فلسطين يجعلهم يتمسكون بالصمود والنضال من أجل البقاء.
وأبدى عدد من الحضور إعجابه ببطلة الفيلم ، التي أظهرت اختلاط مشاعرها عبر الظروف المحيطة التي مرت بحياتها ، في رحلة نفسية ما بين الجيّد والسيئ،بين الحماسة والخذلان وفقدان الامل، واسترجاعه في النهاية وربما بداية حياة جديدة ، تمثلت في أوجها أنها أضحت أسيرة منزلها و لا تريد رؤية أحد عبر قيود المجتمع و عاداته و معيقات الاحتلال مما دفعها لحالة من اليأس و القلق و الخوف بتمنيها لو لم تكن فلسطينية و أخيرا" لم تجد حلا" إلا أن تكون فلسطينية معتزة و مفتخرة بهذه الهوية ..
وأشاد الحضور بقدرة المخرجة على تجسيد الواقع الفلسطيني من خلال دقائق معدودة لتكون رسالة للعالم أجمع أننا صامدون عنا في فلسطين ونفتخر أننا فلسطينيين ونعتز بذلك.
ودعا الحضور إلى ضرورة تسليط الضوء على قصص النجاح للشباب والتركيز على الأفلام التي تهتم بقضايا الشباب خصوصا في قطاع غزة وتقديم أفلام تعزز الهوية الوطنية الفلسطينية .