- بقلم الاب عيسى مصلح الناطق الاعلامي باسم بطريركية الروم الارثوذكس المقدسية
عقد يوم الثلاثاء الموافق 5.1.2021 عدد قليل من الاشخاص يطلقون على نفسهم اسم "المجلس المركزيّ الأورثوذوكسي" واسم مجموعة "الحقيقة" مؤتمرا صحفيًا في مدينة بيت جالا.
اثار المؤتمرون موضوعين كانا حسب ادعائهم السبب المعلن لانعقاد المؤتمر وذلك ضمن مخططهم "تخوين" البطريركية الاورثوذكسية وتحميلهما مسؤولية مآسي الاحتلال والنكبة الفلسطينية، وكل ما إلى ذلك من شعارات رنّانة وخفاقة تلاقي وبكل أسف آذانًا صاغية لدى البعض المُضلل رغم كونها بعيدة كل البعد عن الحقيقة.
ليس غريبًا على هؤلاء التحريض وبثّ الكراهية والعنصريّة والعنف والمساس بالرموز الدينيّة والوطنيّة قبيل الاحتفالات والاعياد المجيدة ، وذلك بهدف تعكير الأجواء، ومحاولة تجنيد المناصرين المضلّلين لهم، وخصوصًا أن هؤلاء فشلوا حتى الآن فشلًا ذريعا بكل محاولاتهم السابقة وغاب "نجمهم" عن محافل الصحافة والفضائيات، وبسبب اشتياقهم هذا الى "النجوميّة" الكاذبة عادوا الينا بحلّة جديدة تحت مسمّى "مؤتمرًا صحفيًّا" يكرّرون ويجتّرون معلومات قديمة وبالية "أكل الدهر عليها وشرب" أثاروها هي نفسها بشكل تضليليّ في الماضي غير البعيد وكرّروها زورا وبهتانا مرّات عديدة.
وهنا نتساءل: كيف من الممكن لهذه المواضيع أن تُثار من جديد، وكيف من الممكن أن تستحوذ هذه القضايا على اهتمام صحفي أو إعلامي أيًّا كان؟!
هذه المرة فشلت مؤامرة المتآمرين، وذلك بالبيّنات والوثائق المنشورة في الماضي من قبلهم هم أنفسهم، والظاهر انهم لم يراجعوا منشوراتهم التي نشروها في الماضي والتي تفضح ممارساتهم واستغلالهم فترة الأعياد للعودة الى مواضيع قديمة تمّ التداول بها في الماضي من قبلهم بهدف إثارة الفتنة والضغينة قبيل الأعياد المجيدة وبكل عام.
الموضوعان الأساسيّان اللّذان تداولهما المؤتمرون هما ما يسمى "صفقات " البطريركية بخصوص قطعة أرض رقم 2 من الحوض 30288، وقد تناسى المؤتمرون أنهم وفي كانون الثاني 2015 (قبيل الأعياد) قاموا بنشر كتيب من الأكاذيب تحت عنوان "ضياع القدس ودور البطريركية الاورثوذكسية" وقد تطرّقوا في ذلك الوقت بشكل واضح وصريح إلى هذه الأرض نفسها، وادّعوا حينها أن البطريركية قامت بتسريبها! فإذا كانت هذه هي الحال حسب ادعاءاتهم غير المسنودة بدليل، فكيف إذاً يتم التسريب مرتين!! كم مرة يمكن تداول نفس الأكاذيب وإثارة الفتن بسببها. فأقول لهم: إذا قررتم تجريم البطريركية "بالتسريب" الحاليّ، فعلى الأقل ومن باب احترام عقول المستمعين والقرّاء وعدم الاستخفاف بهم، توقعنا منكم تبرئتها من التسريب الأول.
أما الكذبة الثانية التي تفوه بها المؤتمرون، تتعلق بدير مار الياس، والادعاء بأن البطريركية قامت بتأجيره الى شركة قبرصية بهدف تحويل الدير الى فندق!! إن ذلك قمة الزيف والافتراء! فهل يعقل أن تقوم البطريركية التي استنفذت كل طاقاتها لحماية دير مار الياس ومحيطه بمثل هذه خطوة!!
نعم ان البطريركية ستقوم بإعمال صيانة شاملة لدير مار الياس حيث أن أجزاء منه آيلة الى السقوط وذلك بعد أن استطاعت تجنيد الأموال اللازمة لهذه الاعمال بدعم ومباركة كل الجهات الوطنية المختصة، وأن تحويل مبادرة البطريركية المباركة هذه الى سبب للتهجم عليها هو طريقة وضيعة للتعامل مع الأمور. وسيبقى مار الياس صرحا دينيا أرثوذكسيا كما هو الى يوم القيامة.
ان تهجم المؤتمرين على المملكة الأردنية الهاشمية، وعلى رموز القيادة الفلسطينية وشخصيات وهامات وطنية بسبب تعامل هذه القيادات والقامات الوطنية الموضوعي والمهني والعلمي مع البطريركية، ومواقفهم المبنية على دراسة الحقائق بالكامل وعدم الاخذ بأكاذيب تلك المجموعات المضللة، انما يؤكد الإفلاس التام لأجنداتهم ويثبت مرة تلو الاخرى ان ما تهدف اليه تلك المجموعة هو ليس المصلحة الوطنية ولا الحفاظ على الوجود المسيحي في الاراضي المقدسة بل المساس بالبطريركية المقدسية، أم الكنائس، كمؤسسة عريقة، ومن الجلي ان من يدفع هذه المجموعات الوهمية هي جهات غريبة تهدف الى تفتيت الكنيسة الارثوذكسية وزرع الفتنة بين ابناء المجتمع الواحد وترحيل العرب المسيحيين من البلاد.
خلاصة القول: كفاكم أيها المؤتمرون المتآمرون فقد بلغ السيل الزبى فإنكم بعبثكم هذا تنالون من الوجود المسيحي الأصيل، وتتحالفون مع اعداء الكنيسة، وتعملون لصالحهم من اجل تصفية الكنائس ومؤمنيها في الأراضي المقدسة.
وفي الختام ادعو الله هداية اعداء الكنيسة ومثيري الفتن واتمنى لجميع ابناء شعبنا عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة ملؤها الخير والسلام.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت