- اللواء د. محمد أبوسمره ــ مؤرخ ومفكر فلسطيني/عربي ــ رئيس مركز القدس للدراسات والإعلام والنشر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ المقدمة :
تابع الشارع الفلسطيني الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة بمنتهى الاهتمام، كما تابعها الشارع العربي والإسلامي والعالم أجمع، نظراً لتأثيرات نتائجها على القضية الفلسطينية، وعلى الشؤون والأوضاع الفلسطينية وملف الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، وكذلك على العلاقات الفلسطينية ــــ الأميركية ، وأيضاً على المنطقة العربية والعالم.
ومن المتوقع أن ينقلب الرئيس الأمريكي جو بايدن على كافة الخطط والمشاريع السياسية، التي حاول ترامب فرضها في الملفات الساخنة والخطرة في العالم، وخصوصًا في ملف الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، عبر صفقة القرن وضم الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية ومنطقة الأغوار وشمال البحر الميت للكيان الصهيوني، والضغوط على بعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وسنكون أمام متغير نوعي في السياسية الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة نحو الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يعمل الرئيس بايدن بالتنسيق مع الأوروبيين على العودة للعمل بالإتفاق النووي مع إيران، لكن الأمر يستدعي عدم الإفراط بالتفاؤل، لأنَّ الموقف الجذري للولايات المتحدة والدعم النوعي للكيان الصهيوني لن يتغير، لذا لا بد من العمل على خلق موقف فلسطيني وعربي وإسلامي وإقليمي قوي وموحد ومؤثر وصلب يساهم في دعم الموقف والحق والنضال الفلسطيني.
ـ ترحيب فلسطيني بفوز بايدن في انتخابات الرئاسة:
بادرت القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية بالتواصل مع قادة الحملة الانتخابية للرئيس بايدن، وأبدت القيادة الفلسطينية استعدادها للتعاون مع الرئيس بايدن قبل وعقب الإعلان عن فوزه، وبعد ظهور المؤشرات الأولية ثم النهائية للانتخابات الرئاسية الأميركية، تم الترحيب الفلسطيني الرسمي والفصائلي والشعبي بفوز الرئيس جون بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية، وبادرت القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية بالتواصل مع كبار المسؤولين المرشحين للعمل ضمن طواقم إدارته الجديدة، وتعاملت القيادة الفلسطينية مع فوز الرئيس بايدن بمنتهى الترحيب والإيجابية، وأرسلت العديد من الرسائل أعلنت فيها عن ترحيبها بفوز الرئيس بايدن، واستعدادها للتعاون معه ومع إدارته، وسبق لبايدن أن زار رام الله والتقي في مقر الرئاسة الفلسطينية بالمقاطعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومن المتوقع أنَّ ينفتح الرئيس بايدن على القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية، وأن يكون الزعيم والرئيس الفلسطيني من أوائل قادة وزعماء العالم الذين ستتم دعوتهم للقاء الرئيس بادين في البيت الأبيض، ويعيد افتتاح تمثيل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
ـ رحيل ترامب غير مأسوف عليه:
بكل الأحوال فإنَّ رحيل ترامب غير المأسوف عليه يمنحنا الكثير من الأمل والتفاؤل، وهو خبرٌ سعيد ومفرح وأمراً جيداً ومريحاً، فلقد قدَّم ترامب للكيان الصهيوني ما لم يكن يحلم به، ونَقَلَ سفارة الولايات المتحدة من يافا المحتلة (تل أبيب) إلى القدس الشرقية المحتلة، واعترف بالقدس الموحدة المحتلة عاصمةً أبديةً للكيان الصهيوني، وعمل على فرض صفقة القرن، وهي خطة ووصفة صهيونية كاملة، لاتمنح الفلسطينيين أي شيء من حقوقهم التاريخية والمشروعة، وهذه الخطة الصهيونية الشيطانية التي رفضتها القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وكافة الفصائل، ليست سوى عملية للإنتحار السياسي والوطني، لأنَّها تعني القبول بتقديم كافة التنازلات التي حاولت فرضها إدارة ترامب، والموافقة على تصفية القضية الفلسطينية. وسينعكس رحيل ترامب على حليفه وشريكه نتنياهو، الذي بات رحيله هو الآخر من سدة الحكم أمراً مؤكداً، فكلاهما شريكان في الفساد والخراب والإجرام والدمار، وكلاهما سيذهبان للمحاكمة بسبب فسادهما وجرائمها وتجاوزهما للقوانين المحلية والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وكلاهما مجرما حرب يستحقان العقاب العادل.
ــ ملفات ساخنة :
هناك الكثير من الملفات الساخنة على الصعيد الفلسطيني والعربي والإقليمي والدولي تنتظر من الرئيس بايدن حسمها وتحديد الخط السياسي تجاهها، وتجاه الكثير من الملفات والقضايا الهامة، وعلى ضوء السياسات التي سينتهجها نحو القضية الفلسطينية وملف الصراع العربي ــــ الإسرائيلي، وخصوصاً إنهاء صفقة القرن، ومنع ضم منطقة الأغوار وشمال البحر الميت في الضفة الغربية المحتلة، وتحديد طبيعة وشكل ومستقبل العلاقات الرسمية بين السلطة الوطنية الفلسطينية وسلطات الاحتلال، واحتمالات إحياء مسار المفاوضات الفلسطينية ــــ الإسرائيلية، بشراكة ورعاية الأمم المتحدة والرباعية الدولية، وقد طالبته القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية بشكلٍ واضحٍ بإلغاء صفقة القرن وكل ما نتج عنها، ومنع الحكومة الصهيونية من ضم الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، وخصوصاً منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، ووقف عمليات التهويد ومصادرة الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية والإستيطان والتمدد والتوسع الإستيطاني، وغير ذلك من الممارسات الإحتلالية العنصرية.
ــ "صفقة القرن" :
من المتوقع أن يوقف الرئيس بايدن تنفيذ صفقة القرن، وربما سيلغيها، ولكنه لن يستطيع أن يلغي ما تم تنفيذه وفرضه من أمرٍ واقعٍ جديد مثل نقل السفارة الأميركية من مدينة يافا(تل أبيب) المحتلة عام 1948، إلى القدس الشرقية المحتلة عام 1967، وسيعيد التواصل والعلاقات والتنسيق مع القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية، وسيلغي الكثير من القرارات والإجراءات التي اتخذها ترامب فيما يتعلق بالشؤون الفلسطينية، ولن يسمح بضم منطقة الأغوار وشمال البحر الميت والكتل الإستيطانية من أراضي الضفة الغربية المحتلة إلى الكيان الصهيوني، وسيلغي بايدن قرار ترامب بقطع ووقف المساعدات للسلطة الوطنية الفلسطينية، وسيعمل على إعادتها كما كانت من قبل في عهد الرئيس أوباما، ومن المتوقع أن يسمح باعادة افتتاح مكتب تمثيل منطة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ونأمل أن تنجح إدارة الرئيس جو بايدن في إزالة كافة الآثار والنتائج الكارثية للسياسات الرعناء دونالد ترامب، وأن ينجح الرئيس بايدن وإدارته في إصلاح كافة الأضرار التي تسبب بها ترامب وإدارته للقضية الفلسطينية والمنطقة العربية والإسلامية.
ــ مستقبل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية :
عودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى مسار المفاوضات رهينةً بجملة من الأمور في ظل الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن، وقد طرح السيد الرئيس محمود عباس، رؤية شاملة لعملية السلام والتسوية العادلة، عبر دعوته الأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي لعرض رؤيته ومشروعه للسلام من أجل الوصول إلى حلٍ عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، انطلاقاً من المبادرة العربية للسلام، والتي تدعو إلى اقامة دولة فلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، مع التأكيد على أنَّ خيار العودة إلى مفاوضات ثنائية مع الدولة العبرية برعاية أميركية لم يعد أمراً مقبولاً على المستوى الفلسطيني، وعلى العكس من ذلك فالمطروح فلسطينياً وبشكلٍ واضح عقد مؤتمر دولي يقود إلى إطلاق مفاوضات برعاية الأمم المتحدة والرباعية الدولية والصين والإتحاد الأوروبي، خصوصاً أنَّ التجربة العملية على مدى سنواتٍ عديدةٍ أثبتت أنَّ المفاوضات الثنائية كانت إضاعةً للوقت والجهد، في حين تستثمر سلطات الاحتلال الصهيونية الوقت لفرض الأمر الواقع والمستجدات والوقائع على الأرض، وخصوصاً عمليات مصادرة وتهويد الأراضي الفلسطينية، وتغوُّل وتمدد الاستيطان، ومحاصرة القدس المحتلة بحزامٍ من المستوطنات، وتكثيف عمليات التهويد بداخلها وفي محيطها، مع استمرار السعي المحموم لفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى المبارك، وتصاعد عمليات اقتحام قطعان المستوطنين يومياً للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية جنود وأجهزة مخابرات وأمن الاحتلال الصهوني، حتى يكون من الصعب في ظل هذه الممارسات والوقائع الجديدة على الأرض الإستمرار في عملية السلام أو المفاوضات، أو الوصول إلى حلٍ عادلٍ للقضية الفلسطينية، ولأجل ذلك فإنَّ القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية بحاجة إلى ضمانات عربية وأوروبية ودولية وأميركية لوقف الإستيطان الصهيوني وعمليات التهويد وضم ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والممتلكات الفلسطينية، ووقف تنفيذ صفقة القرن وكافة المخططات والمشاريع الصهيونية التي سابقت الزمن خلال السنوات الأربع الماضية خلال ولاية الرئيس ترامب لقطع الطريق أمام اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ولعدم منح الفلسطينيين حقوقهم المسلوبة عدم السماح بعودة اللاجئين والمبعدين والمراوغة في ملف اطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال، وغيرها من القضايا والملفات التي حاولت سلطات الاحتلال عبرها وبدعم ادارة ترامب لاستنزاف وتشتيت القدرات والطاقات والجهود الفلسطينية، ومحاصرة القيادة الفلسطينية، وتصفية الأونروا، تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية.
ـ الخطوط العامة المتوقعة لسياسات بايدن وإدارته الجديدة:
سينقلب بايدن على كافة الخطط والمشاريع السياسية التي حاول ترامب فرضها في غالبية الملفات الساخنة والخطرة في العالم، وخصوصاً في ملف الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، عبر صفقة القرن وضم الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية للكيان الصهيوني، وضغوطه على بعض الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وهذا كله سوف يوقفه بايدن، وسوف يعيد العمل بالاتفاق النووي مع إيران، وسيوقف التوتر والتصعيد مع الصين، وربما يبحث عن القواسم المشتركة معها، ويعقد اتفاقيات التعاون في العديد من المجالات، وسيعمل الرئيس بادين بعكس الطريقة التي عمل بها ترامب في كافة ملفات الشرق الأوسط، وخصوصاً الملفات الحسَّاسة والمشتعلة كالقضية الفلسطينية والحرب الكونية في سوريا، وحرب اليمن وفي ملف العراق وليبيا والدور التركي في المنطقة، وسيلجأ إلى إغلاق الكثير من الملفات نهائياً مثل حرب اليمن، وفرض تسويات في ملفات أخرى، وسنكون أمام متغيرات نوعية في السياسية الخارجية للولايات المتحدة، والإدارة الأميركية الجديدة.
ــ التطبيع :
لم تتواصل أية دولة من الدول العربية التي عقدت مؤخراً اتفاقيات للتطبيع والسلام مع العدو الصهيوني، مع القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية مسبقاً حول هذا الأمر، وفوجئت القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية بهذه الاتفاقيات، مثلما فوجئ بها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، ومن المتوقع ألا يمارس الرئيس بايدن أية ضغوط على أي من الدول العربية والإسلامية الأخرى للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ونأمل أن تتوقف عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني، لأنَّ أي شكلٍ من أشكال التطبيع العربي مع العدو الصهيوني لن يقدم أي خدمةً للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية، بل على العكس تماماً من ذلك، فإنَّ أي شكلٍ من أشكال التطبيع لأي من الدول العربية والإسلامية ، وخاصةً التطبيع الشعبي يضر كثيراً بالقضية الفلسطينية وبالحقوق التاريخية الفلسطينية والعربية، ويمس بالثوابت التي أجمعت عليها الأمة العربية والإسلامية فيما يتعلق بجوهر الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي.
ـ الرؤية الفلسطينية:
طرح الرئيس محمود عباس، رؤية شاملة لعملية السلام والتسوية العادلة، عبر دعوته الأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي لعرض رؤيته ومشروعه للسلام من أجل الوصول إلى حلٍ عادل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، انطلاقاً من المبادرة العربية للسلام، والتي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وتأمل القيادة والسلطة الوطنية الفلسطينية أن يعلن الرئيس بايدن موافقته على رؤية الرئيس محمود عباس، ويعلن إنهاء صفقة القرن، ومنع ضم منطقة الأغوار وشمال البحر الميت في الضفة الغربية المحتلة، ووقف عمليات التطبيع العربية ـــــــ الصهيونية، ووضع حد للمخطط الصهيوني لفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى المبارك، ولعمليات اقتحام قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية جنود وأجهزة مخابرات وأمن الاحتلال الصهيوني.
ــ المصالحة وانهاء الإنقسام الفلسطيني:
مع انتهاء الحقبة الأميركية الأكثر سوداوية وسوءاً فيما يتعلق بتأثيراتها الخطيرة على الشأن والملف الفلسطيني، ومع رحيل ترامب، وقدوم بايدن وإداراته الجديدة، فلابد لحركتي فتح وحماس وكافة الفصائل الفلسطينية من تغيير طريقة تعاطيها مع ملف الإنقسام الأسود، وملف المصالحة، وهما الملفان الأكثر وجعاً وألماً للشارع الفلسطيني، ومع قدوم الإدارة الأميركية الجديدة، فهناك فرصة جديَّة سانحة لتحقيق المصالحة الفلسطينية وطي صفحة الإنقسام الأسود اللعين، حيث أنَّها في مع بداية توليها مهامها ستكون منشغلة في ملفات عالمية واقليمية وعربية أخرى أكثر أهميةً من هذا الأمر، ولهذا اقتناص الفرصة والاستجابة الفورية العاجلة للجهود المصرية المشكورة الداعمة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام الفلسطيني اللعين، واعادة توحيد النظام السياسي الفلسطيني، وتكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتعزيز الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي والعملي في كافة المحافل الدولية والإقليمية، والوقوف بصلابة خلف الرئاسة والقيادة الفلسطينية التاريخية والشرعية. وإنَّ نجاح المصالحة الفلسطينية، يعني افشال وهزيمة أخطر مخططات الاحتلال المتمثل في الانقسام، فاستمرار الانقسام يعتبر مصلحة للعدو الصهيوني، وتحقيق المصالحة هزيمة للاحتلال ولمخططاته الشيطانية، وانتصاراً للحق والإرادة الفلسطينية والمصرية، والجميع في الساحة الفلسطينية يدرك يقيناً أنَّ استمرار الانقسام يصب في مصلحة الاحتلال الصهيوني، وأنَّ تحقيق المصالحة تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ولابد من تجاوز الجميع للمصالح والحسابات الحزبية، وتقديم المصلحة الوطنية العليا على أية مصلحة أو مصالح حزبية، ولابد من وضع حد للتأثيرات والتدخلات من بعض الأطراف الخارجية التي تُعيق انهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة، وأيضاً لابد للشارع الفلسطيني من قول كلمته، والضغط على الجميع من أجل تجاوز الوضع الكارثي الذي نتج عن استمرار الإنقسام للعام الرابع عشر على التوالي، وكفى معاناة وتشرذم وتشتت وانقسام، ولابد من تفويت الفرصة على كل من يريد استثمار استمرار الإنقسام الفلسطيني من أجل مصالحه الخاصة.
ـ الخلاصة :
سيكون أمام الرئيس جو بايدن وإدارته الجديدة الكثير من الوقت لترميم آثار الخراب والأضرار التي تسبب بها ترامب وإدارته الراحلة معه، وقد يمضي بايدن الأربع سنوات المقبلة كاملةً وهويحاول أن ينجح في إزالة الآثار المدمرة التي تركها وراءه ترامب، ولكن بايدن سينجح في إطفاء الكثير من الحرائق التي يشهدها العالم عموماً، والشرق الأوسط خصوصاً نتيجة السياسات الحمقاء والرعناء لترامب وفريقه الجاهل، وسنشهد انسحاباً أميريكاً طوعياً من كافة بؤر الصراع والإشتعال الشرق أوسطية، وسحب للقوات الأميركية من سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها من المناطق، وخفض تعداد وعديد القوات الأميركية في الخليج العربي للحد الأدنى، وتقليص النفقات العسكرية الخارجية، وتهدئة التوتر والصراع مع إيران وكوريا الشمالية والصين وروسيا، والتوجه نحو الفلسطينيين والعرب والمسلمين بخطابٍ عقلاني إلى حدٍ ما، شبيه بخطاب الرئيس الأميركي لأسبق أوباما، والأهم من ذلك سيتم التوقف عن اللعب بورقة الجماعات الإرهابية والتكفيرية و"المتأسلمة"، ولن تجد هذه الجماعات وأمثالها من " المتأسلمين" موطئ قدم لهم في أي مكانٍ من العالم العربي والإسلامي، فلقد أثبتت السنوات العشر الماضية للإدارة الأميركية أنَّه لايمكن المراهنة عليهم، وأنهم فرس الرهان الخاسر...
وليس من المستبعد أن يسارع الأرعن ترامب وحليفه المجرم نتنياهو بإشعال الحريق أمام الرئيس بايدن، قبل تسلمه لمهامه يوم 20يناير/ كانون ثاني المقبل، وعلينا أن نراقب بحذر ما ستحمله الأيام المقبلة من تفاصيل ومفاجآت، وباعتقادي ستنجح الدولة العميقة في الولايات المتحدة بلجم ترامب وعدم السماح له بخلط الأوراق، ولكنَّ الأيام القليلة المتبقية من ولايته ستكون ساخنة وحُبلى بالكثير من المفاجأت، ولهذا يتوجب الحذر الشديد..!!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موبايل / واتس أب ـــــ فلسطين 00970595611621
ـــــ البريد الإليكتروني [email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت