- كتب / أسامة فلفل
عندما تملأ الأحزان كل خلايانا، وتسيل من مآقينا مع الدموع، عندما نتفسها، نشربها، وننام عليها، نفترشها لتكون غطاءً لأحلامنا وفراشا لها، عندما تقف غيومها السوداء الداكنة حائلاً بيننا وبين شعاع الشمس، عندما يختفي القمر وتتساقط من الغيوم أمطار سوداء تلوث الأرض تقتل كل ما هو يانع عليها يكون هناك حزن وفراق ليس كأيّ فراق، إنه فراق الروح للروح وانسلاخ القلب عن جسد طاهر غادرنا ونحن في حاجة ماسة ليكون بيننا ومعنا وسط هذه الخطوب.
قل لي يا أبا وائل كم أحتاج من العيون كي أبكيك، وهل يا ترى أستطيع غسل حزن الوطن والصحافة الفلسطينية والعربية والحركة الرياضية والإعلامية على رحيلك وغيابك عن ميدان العمل والعطاء؟؟؟
اليوم أبا وائل يا من تحتل في القلب مكان الاورطي نقرأ حروف اسمك فوق الغيوم وصورتك وأنت منتصب القامة شامخة تعانق السماء تتوهج في كل ليالي الحصاد،
مازلنا أبا وائل نبحث عن دفء روحك ونفتش في بقايا مذكراتك وكتاباتك ومنشوراتك ودراساتك وأبحاثك عن شيء منك، مازلنا نتذكر جلساتك في ليالي تموز وأنت تخفف عنا بروحك المرحة ونهر عطائك الذي كان يغذي عناقيد الحب الخالص للوطن والصحافة الفلسطينية والعربية.
فليدوّن التاريخ وليكتب المؤرخون والكتاب عن ألم وحزن وطن أصاب شعبنا المكلوم ومنظومته الإعلامية على رحيل موسوعة الصحافة الفلسطينية د. أحمد أبو السعيد.
المتأمل في سيرة القائد والمعلم وموسوعة الصحافة الدكتور أحمد أبو السعيد يشهد الكم الهائل من الإنجازات والعطاءات التي قدمها للصحافة الفلسطينية عامة والاعلام الرياضي الفلسطيني خاصة، فهو يعد مثالاً للعطاء الذي لا يموت، رحل أبو وائل العظيم في القول والفعل والعطاء والإنجاز والإنتاج الوطني الوافر، تاركاً إرثاً ثميناً للصحافة الفلسطينية.
اليوم في رحيل موسوعة الصحافة الفلسطينية يكون الوطن قد فقد عموداً من أعمدته الأساسية في بناء جيل الشباب، فطالما عمل على صنع النجاحات في زمن قد
تتعثر فيه الطموحات والرؤى، وفي ذكري الأربعين لرحيله نعزّي أنفسنا والوطن والصحافة الفلسطينية، ولكن عزاءنا هو أنّ مسيرة عطائه ستبقى خالدة في سماء المجد الأزرق، فهو وإنْ رحل عن دنيانا الفانية بجسده ستبقى أعماله الجليلة ومآثره وسيرته العطرة رمزاً خالداً في سجلات التاريخ وذاكرة الصحافة الفلسطينية.
أبا وائل يا مقلة العين وصمام الفؤاد ستبقي مشعا كابتسامات النجوم، مشرقا باسما كالبدر في ليالي الحصاد، وسوف نظل نبتسم للأمل القادم الذي زرعته في بيادرنا
المملوءة بسنابل الحب والانتماء والعطاء.
ختاما ...
ماذا يمكن ان أقول أبا وائل الحبيب بعد الغياب والفراق المؤلم والحزن العميق الرابض في القلب والوجدان؟ هل للوداع مكان أم أنه سفينة بلا شراع؟ يا ليت الزمان يعود أبا وائل واللقاء الدافئ يطول، ولكنْ يا معلمنا وصاحب الفضل علينا وعلى مناهجنا، يا راسم ملامح خريطة إعلامنا ويا قدوتنا، مهما مضينا من سنين سيبقى الموت هو الأنين، وستبقى الذكريات قاموسا تتردد عليه لمسات الوداع.
لن ننساك أبد الدهر، وستبقي ذكراك العطرة في سويداء القلوب للأبد .. وإلى لقاء.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت