أكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة د. أحمد بحر على ضرورة توحد الأمة العربية والإسلامية من اجل الدفاع عن دينها وقضايا خاصة القضية الفلسطينية، والوقوف في وجه الهجمة التي يتعرض لها الدين الإسلامي الحنيف.
وقال بحر خلال مشاركته في مؤتمر دولي إلكتروني حول مناهضة الإسلام نظمتها مؤسسة محبي النبي محمد، وحزب الهدى بتركيا :" إن الإسلام يحمل رسالة ملؤها الحب والإخاء والتسامح والسلام، ويسعى لنشر قيم الوداد والوئام، ويحرص على بناء مجتمعات خالية من الأحقاد والضغائن والعنصرية والقهر والاستعباد والاستكبار، ويحقق منظومة أمن وأمان واستقرار الشاملة".
وأضاف " لكن أعداء الإسلام وسدنة الظلم حاولوا طمس هذه الرسالة السمحة والقيم المباركة، عبر تشويه صورة الإسلام وإلصاق النعوت والتهم الباطلة بحقه وأهله، وجرّوا معهم العديد من الجهّال، وتمكنوا من تشكيل أحلاف بائسة واصطفافات غاشمة عملت على تخويف وترهيب الناس من الإسلام، لتنتشر حالة "الإسلاموفوبيا" في الغرب".
وأشار بحر أن العداء للإسلام تصاعد في وقت حساس حيث تواجه الأمة العربية والإسلامية وقضاياها الهامة تحديات كبيرة خاصة القضية الفلسطينية، "ما يفرض علينا العمل أكثر للذود عن ديننا، وتحصين أمتنا التي يُراد لها التفسخ والتشظى والانقسام لصالح المشروع الإمبريالي/ الصهـ ـيوني الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإخضاع المنطقة بأسرها عبر التطبيع المذلّ، والسيطرة على مواردها وثرواتها ومقدراتها.
وشدد بحر على ضرورة الدفع باتجاه إعادة بناء ذواتنا العربية والإسلامية على أسس منهجية منظمة، وتوفير سبل التعافي الداخلي، كي تنهض الدول العربية والإسلامية بواجباتها المطلوبة تجاه الدفاع عن دينها ورسالتها وتاريخها وحضارتها، وتتمكن من كسر الهجمة المتصاعدة.
وقال :" لن يتأتى ذلك إلا عبر خطوات جادة وإجراءات حقيقية تعمل على إعادة ترتيب أوضاع الأمة، ولجم الخارجين والشاذين عن صفها القويم باتجاه التطبيع مع الاحتلال، وبناء جبهة عربية وإسلامية قوية، رسمياً وشعبياً، قادرة على التصدي للحملة الظالمة التي يقودها قادة ورؤساء وأدعياء فكر وثقافة في الغرب".
وأشار د. بحر إلى الحملة التي يتعرض لها الإسلام في فرنسا وباقي أوروبا، مؤكداً أن تلك الهجمة تشارك فيها أطراف وجهات مختلفة، حيث يقع الكيان الصهـ ـيوني في مقدمتها، فهو من أول المحرضين على معاداة الإسلام، ولم يتوقف يوماً عن نشر الفتنة وزرع الأحقاد وبث العنصرية.
القضية الفلسطينية
وقال بحر :" إن الهجمة الشرسة وتنامي معاداة الإسلام أثرت على القضية الفلسطينية كونها قضية العرب والمسلمين المركزية، وعمل الاحتلال على إلصاق تهم التطرف والإرهاب بالشعب الفلسطيني ومقـ ـاومـ ته التي تدافع عن أرضه وحقوقه وثوابته الوطنية، ومارس القتل والظلم والعدوان وشنّ الحروب ضد أبناء شعبنا وفرض الحصار على قطاع غزة وحرمهم من لقمة العيش، وتوظيف الموقف الدولي ضد التطرف والإرهاب لصالح مخططاته العنصرية وإجراءاته الوحشية".
وأضاف " إن تنامي العداء للإسلام في الغرب أرخى بظلاله السلبية وأسهم في تعطيل عمل الكثير من المؤسسات والجمعيات الدولية التي عملت على دعم وإسناد شعبنا وقضيته الوطنية، حيث أُغلقت الكثير من هذه المؤسسات والجمعيات تحت وطأة "الإسلاموفوبيا"، وتم حرمان مئات الآلاف من الأسر الفقيرة والمعوزة والمرضى من أبناء شعبنا".
ولفت بحر إلى مرور عام على إعلان صفقة القرن على يد العنصري دونالد ترامب الذي جند قوى إقليمية ودولية لفرض وتمرير مخططه بهدف تصفية القضية الفلسطينية، الذي أعطى الصهـ ـاينة الضوء الأخضر في استمرار البطش والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، "وتواطأت معه أنظمة عربية لم تجد أدنى رادع في إبرام اتفاقيات تطبيعية مع الكيان الصهـ ـيوني باعت القدس وفلسطين وتجاوزت كل ثوابت العقيدة والتاريخ وإجماع الأمة في إطار تحالفات خطيرة تهدد حاضر ومستقبل أمتنا وشعوبها".
وأشار إلى خطورة إجراءات الاحتلال بحق فلسطين والقدس خاصة عمله لتقسيم الأقصى مكانياً تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم، ويواصل فرض الحصار الظالم على غزة التي تحولت إلى سجن كبير، "ويواصل اعتقال ما يزيد عن 5 آلاف أسير، ويحرمهم من أبسط حقوقهم في مخالفة لكل القرارات والأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية، ويوجد أكثر من 300 أسير مصاب بفايروس كورونا، والاحتلال هو الذي يتحمل المسؤولية عن حياتهم".
وبين بحر أن الاحتلال يواصل التنكّر لحق الملايين من أبناء شعبنا في المنافي والشتات في العودة إلى ديارهم وبيوتهم التي هجّروا منها، "في إطار من الدعاية المسمومة السوداء الموجهة للغرب والعالم التي تقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، وتحول الجلاد إلى ضحية والضحية إلى جلاد، وتزور حقائق التاريخ والجغرافيا، بكل صلف ووقاحة وفجور واستكبار".
وقال بحر :" إن ظاهرة تنامي العداء للإسلام في الغرب هي ظاهرة مفتعلة ونتاج مخططات ماكرة ومؤامرات كبرى ضد الإسلام والمسلمين، ما يستوجب من هذا المنبر الدولي الهام سرعة التحرك لبلورة مواقف جريئة وحقيقية وأشكال حراك جادة ومؤثرة لوقف هذه الظاهرة الخطيرة".
وأضاف " من هنا نعول على مؤتمركم لرفع رسالة الانتصار للإسلام والدفاع عنه، وتثبيت البوصلة في اتجاهها الصحيح بما يخدم ديننا وقضايا أمتنا، وتوحيد الجهود والطاقات العربية والإسلامية في سبيل دحر الهجمة الشرسة التي تستهدف جوهر وجودنا وحقيقتنا التي يمثّلها الدين الإسلامي الحنيف، وإعادة لمّ شمل ووحدة الأمة وقواها لمواجهة التحديات الكبرى، ودعم وإسناد الشعب الفلسطيني المكلوم والقضية الفلسطينية العادلة في ظل المخاطر المحدقة التي تستهدف شطبها وطيّ صفحتها، ومواجهة وباء الاحتلال الصهـ ـيوني الذي يستغل حملات التشويه الممنهج لصورة الإسلام والمسلمين، لتكريس سياساته الإجرامية بتهويد القدس وابتلاع الأرض بالاستيطان واستهداف الحق والوجود الفلسطيني".