- مصدر في السلطة : القرار هو إجراء الانتخابات حتى لو قاطعها البعض
- هنية: مستعدون في غزة لاتخاذ كل الإجراءات المطلوبة لإنجاح الانتخابات
- مجدلاني: هدف اللقاء توفير الظروف المواتية لدعم المسار الانتخابي والديمقراطي
- غنيم: لدى الفصائل النية للخروج باتفاق في ختام جلسات الحوار
ينطلق في العاصمة المصرية القاهرة، يوم الإثنين، الحوار الوطني الفلسطيني لتذليل آخر العقبات أمام إجراء الانتخابات، ويستمر الحوار، الذي ينعقد بحضور الجانب المصري، حتى الأربعاء، حيث تناقش وفود 14 فصيلاً، ومستقلون، توفير الأجواء المطلوبة لإنجاح الانتخابات.
وقد وصلت جميع الوفود المشاركة في الحوار، أمس الأحد، إلى القاهرة، بدعوة مصرية رسمية للتباحث في كل كبيرة وصغيرة حول الانتخابات، وصولا إلى توقيع وثيقة شرف بالالتزام بإجراء هذه الانتخابات ونتائجها.
وقال مصدر مطلع في السلطة الفلسطينية، لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، إن وفد حركة فتح يحمل تعليمات واضحة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بتذليل كل العقبات.
وأضاف، أن "الوفد الذي يرأسه اللواء جبريل الرجوب، ذاهب من أجل الاتفاق على كل شيء". وتابع المصدر، أنه "تم منع التحدث إلى وسائل الإعلام من أجل إنجاح الجهود. هناك نية صادقة، بـأنه لا يوجد أي شيء يمكن أن يمنع الانتخابات".
وأردف، أن "القرار، هو في إجراء هذه الانتخابات حتى لو قاطعها البعض، لذلك نريد للجميع أن يشارك لأنه لا بد من تجديد الشرعيات".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إن "حوار القاهرة هو تتويج لمسار فاعل بدأ منذ شهور، عملنا فيه مع حركة فتح وجميع الفصائل، وتخلله اجتماع الأمناء العامين وتفاهمات اسطنبول".
وأضاف هنية في تصريح صحفي ، يوم الإثنين،" غير أن المحطة الراهنة تكتسب أهمية استثنائية من حيث المكان والتوقيت وأجندات الحوار، بما فيها الاتفاق على إجراء انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج ."
وقال "نحن في حركة حماس منفتحون على حوار شامل يفضي إلى ترتيب بيتنا الداخلي، وينهي الانقسام، ويؤسس لنظام سياسي يقوم على أساس مبدأ الشراكة والتعددية السياسية واحترام إرادة شعبنا، ويفتح الباب أمام إعادة بناء المرجعية القيادية المتمثلة بمنظمة التحرير عبر انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، ويعيد الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، والتوافق على برنامج سياسي أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية."
وتابع القول "إن وفد الحركة برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، ويضم قيادات مركزية، هو وفد متسلح بقرار وإرادة واضحة من أجل العمل على التوصل لاتفاق وطني وازن نتمكن من خلاله تدشين مرحلة جديدة، ونقلة نوعية في مسيرة شعبنا على طريق إنجاز مشروع التحرير والعودة."
وقال هنية "إننا ندرك أننا نجتاز مرحلة هي الأخطر على قضيتنا وثوابتنا، خاصة في القدس والأرض وحق العودة، ولذلك فعلينا مسؤولية مشتركة وواجبات لا مفر منها."
وأضاف "إنني إذ أحيي جميع قيادات الفصائل المشاركين في الحوار، فإنني أدعوهم إلى تحمل المسؤولية التاريخية، واتخاذ كل ما يلزم لنعبر معًا هذه المرحلة، ونتفرغ للقضايا الوطنية، وأن نصمم مشهدًا حضاريًا عبر الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني تعكس عظمة شعبنا ومقاومته الباسلة، وتضحياته الجسام، وشهدائنا وجرحانا وأسرانا الأبطال."
وقال هنية "إننا نؤكد في حركة حماس أننا مستعدون في غزة لاتخاذ كل الإجراءات المطلوبة، وصون الحريات من أجل إنجاح الانتخابات القادمة، وهذا ما نتطلع إليه أيضًا في الضفة من قبل الإخوة في السلطة، وكذلك تأمين الانتخابات في القدس."
وقال أيضا "إننا نرى بأن الانتخابات وسيلة وممر لما بعدها، فإن الحركة لديها تصور لكيفية بناء مشهد ما بعد الانتخابات يرتكز على الشراكة والتوافق وعدم الإقصاء."
وقال أحمد مجدلاني أمين عام جبهة النضال الشعبي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في حديث لصحيفة "الأيام": هناك عدد من القضايا التي هي مثار نقاش في حوار القاهرة، منها محكمة الانتخابات، ودور المحكمة الدستورية وعلاقتها بالانتخابات، وموضوع الانتخاب المباشر لرئيس الدولة من الناخبين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة".
وأضاف: "وهناك موضوع إدارة العملية الانتخابية، وأمن الانتخابات، والبيئة الملائمة لإجراء الانتخابات بما فيها إطلاق الحريات العامة، ووقف الملاحقة، وإطلاق المعتقلين السياسيين".
وتابع مجدلاني: "هذه القضايا الجوهرية التي من الممكن أن تكون على جدول الأعمال، ومن الممكن نقاشها بطريقة جدية، ونحن نسعى لتذليل العقبات ومعالجة أي تخوفات، وتقديم أي تطمينات باتجاه إنجاح المسار الانتخابي".
وقال مجدلاني: "هدف هذا اللقاء توفير الظروف المواتية لدعم المسار الانتخابي والديمقراطي باعتباره مساراً سياسياً يربط ما بين إنهاء الانقسام والمصالحة، والشراكة السياسية في السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية".
وأضاف: "وقد رسم المرسوم الرئاسي خارطة طريق بجدول زمني وسقف زمني، ومن خلال التوافق على الترتيبات التي من الممكن أن نجريها في إطار إجراء العملية الانتخابية والديمقراطية، وإزالة العقبات أمامها، وأعتقد أن هذا مصلحة للجميع ومصلحة لمن يريد أن يكون جزءاً من النظام السياسي الفلسطيني".
وتابع: إن التوافق الفلسطيني - الفلسطيني مهم من أجل إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية إقليمياً ودولياً وعربياً.
من جهته، قال نافذ غنيم نائب الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني: "ستحاول الفصائل الاتفاق على ميثاق شرف جوهره الالتزام بنتائج الانتخابات وتحصينها سياسياً، وتذليل بعض العقبات القانونية والإجرائية.
وأكد غنيم لصحيفة "الأيام" أن جلسات الحوار ستستمر بشكل مبدئي اليوم وغداً، على أن تغادر جميع الوفود يوم الأربعاء المقبل، منوهاً إلى أن الحديث سيركز بين الفصائل المشاركة في الحوار على الانتخابات وضرورة نجاحها وتذليل العقبات، خاصة تحصينها سياسياً.
وأضاف غنيم: إن الفصائل ستقدم وجهات نظرها خلال الحوار، على أن يبدأ النقاش حول القضايا المختلف عليها في محاولة لتقريب وجهات النظر بينها، مؤكداً أن "الأشقاء في مصر، ممثلين بجهاز المخابرات العامة المصرية، سيتدخلون لتقريب وجهات النظر وتذليل أي عقبات قد تظهر بهدف التوصل إلى اتفاق على ميثاق شرف يقوم على أساس الالتزام بنتائج العملية الانتخابية".
ونوّه إلى أن جزءاً من الحوار في القاهرة سيركز على كيفية ضمان أن يلتزم الجميع بنتائج الانتخابات دون اعتراض من أحد الأطراف على نتائجها، محذراً من الوصول إلى هذه العقبة التي ستمثل كارثة كبيرة يتم بسببها إعطاء شرعية للانقسام القائم.
وأكد أن هناك جملة من القضايا والقوانين المقترحة من أجل تصويب العملية الانتخابية وضمان نجاحها، إضافة إلى ضرورة الاتفاق على بعض الإجراءات المهمة مثل المرجعية القضائية والجهات الأمنية التي ستؤمن عملية الانتخابات، وهي قضايا خلافية.
وتابع: لدى الفصائل النية للخروج باتفاق في ختام جلسات الحوار، لكنها تحتاج إلى إرادة وطنية لتتمكن الفصائل من بث الأمل لأبناء الشعب الفلسطيني، الذين يترقبون نتائج الحوار بحذر بعد أن شعروا بخذلان من نتائج الحوارات السابقة.
وتضم جلسات الحوار وفودا تمثل حركة "فتح"، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وطلائع حزب التحرير الشعبية، وحزب الشعب الفلسطيني، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، وجبهة النضال الشعبي، وجبهة التحرير الفلسطينية، وجبهة التحرير العربية، والجبهة العربية الفلسطينية، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، والمبادرة الوطنية الفلسطينية، وحركتي "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، إضافة الى عدد من الشخصيات المستقلة.