- د. طلال الشريف
جيد ما توصلت إليه الفصائل الفلسطينية في إجتماع القاهرة للتوافق على خارطة طريق العودة للإعتدال وممكنات العمل السياسي الفلسطيني الذي تشتت بالإنقسام وكاد يطيح بالقضية الفلسطينية.
كان للدور المصري وإدارته السياسية والخبراتية ما يؤكد من جديد ثبات ورسوخ مركزية مصر في صناعة السياسة في المنطقة مهما تغيرت الظروف من حولها والعالم.
كما تقود فتح التيار الوطني المعتدل منذ عقود إستطاعت في لحظة الحقيقة أن تقلع لمنطقة الوسط محققة إنجازا في إستعادة الوحدة الوطنية رغم ما يعتريها من أثر داخلي وخارجي بارتباك برنامج السلام الذي تبنته ودافعت عنه طويلا ومنذ أن تبنت فكرتها بمن توافق معها في حينه، لم تنتظر من لم يتوافق معها ولازالت معركتها مستمرة مع الاحتلال بغض النظر عن وسائل الوصول لهدف إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وها هي تأتي بحركة كبيرة ناوأت برنامجها بشدة وهي حركة حماس إلى منظمة التحرير للانطلاق سويا نحو الدولة الفلسطينية.
حركة حماس الكبيرة كفتح وبعد التجربة العميقة من نضالاتها وإرتباكها في التجربة السياسية أحيانا وانزلاقها في الإنقسام كانت تطور من حين لآخر من أدائها السياسي العام حتى وصلت لمنطقة الوسط المعتدل أيضا كما فتح في صراع قيادة العمل الفلسطيني وفي طريقها لمنظمة التحرير ولم تنتظر من خالفها أو تحفظ على ما توافقت عليه مع فتح للسير في خارطة الطريق التي تبدأ بالانتخابات الثلاثية وتصبح جزء هام في السياسة الفلسطينية القادمة، وهذا هو العنوان الكبير القادم، الفلسطينيون جميعهم نحو الإعتدال من جديد لإنجاز الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأقول جميعهم بعد أن أصبح الحزبان الكبيران داخل منظمة التحرير والواضح أن المرحلة القادمة محددة الهدف ومن تأخر تأخر وصندوق الانتخابات سيغير الخارطة البينية الفلسطينية ولن تعود الشرعية الثورية الحصان الذي يحمل الفصائل للتمثيل بل هو صندوق الانتخابات، وباقي التفاصيل في واقع الفلسطينيين يمكن إدارتها مهما كانت الصعوبات، ولا يخلو من محطات صعبة لكنها لن تعيق كما السابق، فقد نضج الحزبان الكبيران بالتجربة والخطأ إلى وحدة واضحة الهدف والأدوات النضالية لتحقيقه تحت شعار وعنوان المقاومة الشعبية والدفاع عن شعبنا ضد العدوان، هكذا حماس غيرت المشهد الفلسطيني نحو الاعتدال.
حماس أكدت المؤكد التاريخي بأن الأحزاب الكبيرة في المحطات الفارقة تأخذ قرارها وتنطلق وعلى شركائها التكيف مع الواقع الجديد، الشركاء منهم من لم يستدع للقاهرة دون اعتراض ومنهم من ذهب وتحفظ والأهم أن حماس إنطلقت بقرارها دون انتظار .
أخيرا مع تقديرنا لهذه الخطوة الهامة جدا من حماس وفتح، فهذا لا يمنع محاسبة الجمهور لهما في صندوق الانتخابات على أخطائهما، وهذا الحساب ضروري وحيوي لتمتين الحالة الفلسطينية القادمة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت