• بقلم:- سامي ابراهيم فودة

 قال تعالى:- "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا "صدق الله العظيم
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل مناضل وصديق حميم عايشته في سجون الاحتلال الصهيوني إنه ابن مخيم جباليا وابن جهاز الحرس الرئاسي الخاص والذي يشهد له القاصي والداني بسيرته الطيبة وسمعته الحسنة وأخلاقه الحميدة والذي كان مثالاُ للضابط الملتزم والمنضبط للنظم العسكرية في مجال العمل والمقدام في ساحات التدريب وأوقات العسعس في الجبهات الأمامية لحماة ثغور الوطن من كل شر ودرئه من كل خطر والذي كان يتحلى بالشجاعة والإقدام والصلابة والمسؤولية وغيرته الوطنية وصدق انتمائه لقضيته ولحركة فتح الغلابه صاحبة المشروع الوطني والرائدة في الصدارة وطليعة في العمل الجماهيري والتنظيمي والسياسي والعسكري ,
انه الأخ والصديق ورفيق الأسر في سجون الاحتلال الصهيوني المناضل "أبو محمد" والذي وافته المنية يوم السبت الموافق 13/2/2021م عن عمر يناهز 53"عاماً" أثر نوبه قلبيه حاده ألمت به قضاها في خدمة الوطن,
ولد المناضل / توفيق عيسي احمد النمنم المكني "أبو محمد" بتاريخ 30/3/1967م في معسكر جباليا الثورة وقد نشأ في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي وترجع أصول جذور عائلته إلى بلدة حمامه في فلسطين المحتلة عام 1948م التي هاجروا منها قسراً بقوة السلاح إلي قطاع غزة, واستقرت في معسكر جباليا للاجئين, فهو متزوج وله من الأبناء/ تسعه أربعه ذكور محمد -احمد- محمود- حسن- وخمسه اناث,
 المؤهل العلمي/ تلقى تعليمه الدراسي الاساسي والاعدادي في مدارس وكالة الغوث" الاونروا" ومن ثم حصل علي الثانوية من مدرسه الفالوجا الثانوية للبنين، خلال دراسته الثانوية محطات مضيئة في حياة المناضل / توفيق النمنم "أبو محمد" أكتب عن صديق ورفيق في الحياة وفي قلاع الأسر عايشته عن قرب وتقاسمت معه ومع أسرانا البواسل داخل جدران السجن الباردة المتوحشة معاناة الأسر ومرارة السجن والغربة والحرمان والبعد عن الأهل والوطن والذي كان شعلة من النشاط الثوري والعمل النضالي والتنظيمي وقد التحق في صفوف حركة فتح في ريعان شبابه وكان من خيره أبناء حركة الشبيه الفتحاويه الطلابية في المدرسة,
اعتقل المناضل توفيق من قبل قوات الاحتلال في شهر 10 لعام 1986, وخضع لتحقيق قاسي على ايدي ضباط مخابرات "الشيت بيت" في سجن غزة المركزي قبل اندلاع الانتفاضة الأولى بسبب نشاطه التنظيمي ومقارعته للاحتلال في أزقة وشوارع وحواري مخيم جباليا وحكم عليه بالسجن لمده عامين, عند قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية التحق المرحوم توفيق النمنم بقوات أمن الرئاسة الـ17 في شهر نوفمبر1995م وخضع لتدريب شاق لمدة ستة اشهر بعد تخرجه من الدورة التحق بجهاز الحرس الرئاسي وعمل ضمن فريق مرافقة الشهيد/ ياسر عرفات" أبو عمار" في غزه والضفة
 ومن ثم عمل ضمن فريق مرافقة الرئيس/محمود عباس"أبو مازن" حصل على العديد من الدورات التدريبية في مديرية التدريب العسكري ودورة تأهيل الضباط في مدينه عرفات للشرطة وسافر مع مجموعة من أبناء جهاز الحرس الرئاسي إلى الولايات المتحدة الامريكية عام1997و عام2005وحصل على العديد الدروات التدريبية منها حماية الشخصيات الهامه ومكافحة الارهاب.
 كان طوال فترة الانقلاب في قطاع غزة من أبناء الأجهزة الأمنية الملتزمين بقرارات الشرعية إلى حين تقاعد بقرار من السيد الرئيس أبو مازن عام 2017, سافر الأخ المرحوم توفيق إلى الأراضي السعودية لأداء مناسك الحج والعمرة عام 2000, نظرة الوداع الأخيرة...
لرحيل المناضل / توفيق عيسي احمد النمنم شارك في تشييع جنازة المرحوم توفيق النمنم جماهير غفيرة من أبناء محافظات قطاع غزة وألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته وأقيمت عليه صلاة الجنازة, ودع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب خيمت عليه أجواء الحزن إلى مثواه الأخير حيث ‏وارى الثرى في مقبرة شهداء مخيم جباليا
وأقيم للمرحوم ابو محمد بيت عزاء في مخيم جباليا منطقة النادي بالقرب من محيط منزل العائلتة وقام بتقديم واجب العزاء عامة الناس ورجال الإصلاح والوجهاء والمخاتير واعيان البلد والشخصيات الوطنية والاعتبارية..
بقلوب ملؤها الحزن والأسى وبالأصالة عن نفسي وعائلتي أتقدم بخالص العزاء لعائلة الفقيد المرحوم/ توفيق النمنم أبو محمد سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان" يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي " وإنا لله وإنا إليه راجعون

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت