تعقيبا على مقاطع الفيديو المسربه للشيخة لطيفة بنت الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم

بقلم: سهيله عمر

مقال
  • سهيله عمر  

تفاجئنا من قرابه يومين بنشر ال bbc مقاطع فيديو للشيخه لطيفه بنت محمد بن راشد ال مكتوم امير دبي ورئيس وزاراء دوله الامارات العربيه المتحده البالغه من العمر 35 عام من ام جزائريه التي حاولت الهرب عام 2018 وتم اعادتها الى الامارات.  

ونظرا لان هذه قضيه  انسانيه بحته تتعلق بمصير فتاه بريئه اي كانت جنسيها فانني مضطره ان اعلق على الموضوع لحساسيته من منطلق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

مختصر قضيه الشيخه لطيفه انها حاولت الهرب عام 2018  حيث  تشكو انها لا تشعر بالامن والحريه في دبي لانها مراقبه. وسعت لأن تحصل على لجوأ سياسي بامريكا لتعيش بحريه بعيدا عن عالم الحكم والسياسه. وساعدتها في محاوله الهرب صديقتها الفنلنديه تينا. من ضمن الاسباب التي دفعتها للهروب هوالسعي لعمل ضغط دولي لمساعده اختها شمسه التي حاولت الهرب من سنوات بلندن وتم اعادتها واصبحت رهينه لا تعرف شيء عنها. وذكرت في الفيديو بعام 2018 تفاصيل كثيره عن حياتها العائليه التي لا نعرف مدى دقتها. وبدت مثاليه صاحبه مباديء ساميه وخائفه لا تثق باحد. ومنذ اعادتها لدبي ولم تظهر بعد ذلك للاعلام، ولم يعرف شيء عنها .ولم تكن الامارات تتجاوب مع المطالب الدوليه للكشف عن مصيرها  عدا انها امنه في كنف عائلتها.

حسب التسريبات الجديده تمكن شخص ما من ايصال هاتف للشيخه لطيفه عام 2019. تواصلت من خلاله مع صديقتها الفنلنديه تينا وابن خالتها بلندن ومحامي دولي لحقوق الانسان وايضا وكاله skynews  بلندن. لكن طلبت عدم الكشف عن ذلك حتى لا يكتشف ان بحيازتها هاتف. وكانت تتحدث معهم من التواليت لانه المكان الوحيد الذي بامكانها اغلاقه فغرفتها لا يوجد له مفتاح. وكانت تضع صناديق تغلق بها باب الغرفه. وحين تحاول الشرطيه الدخول تسقط الصناديق فتعرف دخولها ومن ثم تتوقف عن الاتصال او التسجيل.

حسب تسريباتها انها بعد اعاداها دبي عام 2018 تم حبسها في فيلا يحرسها اربعه من رجال الشرطه من الخارج وشرطيتان داخل الفيلا. ولا يسمح لها بمغاده الغرفه الا لتناول الطعام بالمطبخ. وانها لا تعرف ما مصيرها. وزارتها مره الاميره هيا ووعدتها بالافراج عنها لو اتت بيتها وتعاملت  بلباقه وهدوء. واصطحبت الى فيلا الاميره حيث كانت تنتظرها ضيفتها المفوضه الساميه السابقه لحقوق الانسان بالامم المتحده ماري روبنسون الا انه لم يتم تعريف الشيخه لطيفه بهويتها ومن ثم لم تشكي لها وضعها. وفي نفس الوقت تم اقناع ماري روبنسون من قبل الاميره هيا ان الشيخه لطيفه مريضه نفسيا ولديها تقلبات مزاجيه حاده تحرج عائلتها. وقالت ماري روبنسون انها لم تكن تعرف كيف تتعامل مع هذه الحالات لذلك لم تخض باي حديث مع الشيخه لطيفه عن سبب هروبها. وبهذا اخرجت الاميره هيا الامارات من الحرج، وفي نفس الوقت اعيدت الشيخه لطيفه لسجنها  بالفيلا وادركت انها خدعت.

بعد فتره سمعت الشيخه لطيفه عن هروب الاميره هيا مع طفليها الى لندن التي سارعت بالتواصل مع ماري روبنسون وقالت انهم خدعوا عندما اوهموهم بان الاميره لطيفه انها مريضه نفسيا وانها خائفه على مصيرها مع طفليها. وخلال جلسات المحاكمه حول حضانه ابناء الاميره هيا كشفت عن معلوماتها  بخصوص وضع الشيخه لطيفه والشيخه شمسه وكسبت القضيه وحصلت على احقيه بحضانه طفليها. اعتقدت الشيخه لطيفه انها فرجت وسيتحرك المجتمع الدولي لانقاذها ولم يحدث.

وفجإه انقطع الاتصال مع الشيخه لطيفه من قرابه تسعه اشهر فادركوا انهم كشفوا الهاتف المحمول وشعروا بالقلق عليها. واخرجت صديقتها تينا وابن خاله  الشيخه لطيفه ما بجعبتهم من مقاطع فيديو للشيخه لطيفه لقناه ال bbc ليعربوا عن قلقهم حول مصير الشيخه لطيفه.  وايضا اخرجت قناه skynews ما بحوزتها من تسجيلات للشيخه لطيفه حيث الانقطاع مع الوكاله ايضا من تسع اشهر.  

الغريب انه لم تعقب أي وكاله اعلام عربيه على الخبر بما في ذلك قناه الجزيره والعربيه والقنوات الكبرى. ربما لانهم يرون انها قضيه عائليه لا يرون ان عليهم الخوض بها. فمن العجب ان يهتم بهذه القضيه الاعلام الغربي ويتبناها بينما لا يهتم الاعلام العربي بها ولو من منطلق التعاطف والتضامن مع هذه الفتاه. ومن ثم ارتايت ان واجبي كامراه عربيه التعقيب على هذه القضيه بعده نقاط:  

1-كان واضحا جدا من تسجيل الشيخه لطيفه عام 2018 انها امراه مثاليه ذات مباديء تحب اخوانها ولا تحمل بداخلها ضغينه، اي بطابع ملائكي. الا انها كانت خإئفه لا تثق باحد ولا تستطيع ان تستوعب روتين وتقاليد الوسط الحاكم حيث تكون مراقبه ولا تنعم بحريتها  كما تريد. وممنوعه من السفر نظرا لعدم اعطائها جواز سفرها لمحاوله سابقه لها للهروب. كما كانت خائفه على مصير اختها الاميره شمسه مما دفعها للتفكير بتقديم لجوإ بامريكا. فكيف تم اقناع الاميره هيا وماري روبنسون بانها مريضه نفسيا !! انا شخصيا ارى الشيخه لطيفه من اعقل نساء الامارات وتستحق منصب رفيع في مؤسسات القضاء لتحكم بالعدل لا ان تعامل بهذه المعامله وياخذ مستقبلها هذه المسار المجهول حتى بالنسبه لها.  

2 يبدو لي ان الشيخ محمد بن راشد مع انه نجح بجداره في بناء اذكى مدينه عربيه واستقطاب عقول عربيه واجنبيه للامارات  للاستفاده من خبراتهم بتطوير الامارات، ومنح الجاليات الاجنبيه والعربيه بها مطلق الحريه الاجتماعيه في الحياه.  الا انه يحمل عقليه شرقيه تقليديه بامتياز بالنسب لاهل بيته. يبدو انه يرى ان الرجل الشرفي يستطيع ان ينعم بكامل حريته في السفر والدراسه والعمل والهجره ويستطيع ان يمارس حياته كما يشاء. اما المراه فيصنفها قسمان: القسم الاول هي المراه التي تتوافق وتتكيف مع طريقه تفكيره وسلوكه، اي لا تعارضه سواء كانت زوجه او ابنه او اخت وهنا يجلها ويقدرها لانها تعطي صوره مثاليه عنه بالمجتمع. اما المراه التي تعارضه ولا تتكيف مع طريقه تفكيره او سلوكه فهو يتعامل معها بقسوه اعتقادا منه انه يربيها بالصوره التي يريد ان  تكون.  وكان هروب الاميره لطيفه والاميره شمسه بالنسبه له خطيئه ووصمه عار بالنسبه اليه خشى ان تتكرر المحاوله ومن ثم لجأ لفرض رقابه عليهن وحبسهما. لكن لا اعتقد مهما كانت قسوه اي اب يستطيع ايذاء ابنته لان الاب بطبيعته يغضب لكنه يعود يحن على ابنته بحكم الفطره الانسانيه. ومن ثم هو يتبع سياسه فرق تسد لفرض سلطته على اهل بيته من حيث لا يشعر.

3 واضح ان الشيخ محمد بن راشد لا يعي عامل الخوف الذي يسيطر على المراه الذي يدفعها لاي شيء بحكم ضعفها كامره لا حول لها ولا قوه. وهذا الخوف جزا من وسوسه الشيطان احيانا ومن العاطفه احيانا،  ولا يمكن ان تتحكم به المراه. المراه حساسه وقد تقلق من أي شيء بسيط. وعندما تخاف المراه  تفكر بالهروب كحل. سواء الهروب بمغادره المكان لمكان اخر نبتعد به عن المشاكل التي تقلقها، او حتى هروب الى الانترنت  او الاوساط والفعاليات الاجتماعيه. وهذا سبب هروب الاميره هيا والشيخه لطيفه من قبل. هناك قانون يحكم ان اخطأت المراه يعاقب عليه القانون، لكن لا يمكن ان تكون مثاليه المراه ومبادئها او ابداء رايها او قلقها هو امر يستحق العقاب باي حال من الاحوال. ضف  ان كل ممنوع مرغوب بالنسبه لكثير من النساء، لذا تشعر المراه بالغبن لدى حرمانها من شيء تتوق اليه فتسعى اليه، ومجرد تحقيقه تمله.

4 انا اتسائل، قد يقسو الاب على الابناء اعتقادا انه يربيهم او انهم عرضه وشرفه. لكن مفترض هنا ان تلعب الام  دورا متوازنا.  وان لم تستطع لضعفها ياتي دور الاخوات والاخوه.  فاين ام الشيخه لطيفه والشيخه شمسه الجزائريه من حمايه بناتها. ولو افترضنا انها ضعيفه لا حول لها ولا قوه، الا تستطيع هذه الام من التواصل مع ابنها وابنتها الاخرين ا للتوسط لدى الشيخ محمد بن راشد  للافراج عن اختيهما. والا  تستطيع التواصل مع.اخوانها او اخواتها الاخرين من زوجاته الاخريات  ذوي النفوذ لانقاذ اختهم، او باي مسئول اخر بالامارات. وان لم تستطع فلها ان تلجا لدولتها الجزائر  للتفاوض مع الامارات بشكل ودي الافراج عن الفتاتين بما ان امهما جزائريه. ولذا ارجو من والده الشيخه شمسه والشيخه لطيفه واخوانها واخواتها وكل اماراتي شريف التدخل لحمايه الشيخه لطيفه والشيخه شمسها بكافه السبل.

5- للاسف الشديد انه في مجتمعنا العربي عندما يريدون تحقير شخص والتهرب من شكواه فاسهل شيء اتهامه انه مريض نفسي وقد يأتون باطباء نفسيين لكتابه التقرير الذي يريدون. وهذه موضه قديمه لا تخيل على احد فكل البشر سواء امام الله محاسبون على افعالهم. ضف ان تقلب المزاج الذي تم تشخيص الشيخه لطيفه به لا يمكن ان ينطبق عليها، لان الشخص ذو المزاج المتقلب يكون هادئا وديعا في حين ما، وينفعل ويغضب ويشكو باسوب واضح به التشتت بحين اخر فيبدو منافقا بينما هو حقيقه لا يسيطر على مزاجه. وعاده ينجم التقلب بالمزاج عن عدم قدرته لتحقيق هدف ما، وكلما تذكر ذلك يغضب ويثور. بينما الشيخه لطيفه بدت هادئه ومتزنه وتتحدث بعنايه في كافه مقاطع الفيديو المسربه لها سواء عام 2018 وعام 2019 . أي لا يمكن ان تكون متقلبه بالمزاج.   

وختاما انما انا ناصح امين، فارجو من الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم الرحمه بابنتيه الشيخه لطيفه والشيخه شمسه. البنات شرفه وهو  ابيهم لا احد ينكر، لكنهن لم تسأن لشرفه بشيء، وشرعنا يقوم على كلمه واحده " رفقا بالقوارير". فاليدعهم يمارسن حياتهن بشكل طبيعي. ليدرسوا ويسافروا ويتزوجوا ويعملوا ويعبروا عن رايهم كما يشاءوا. كل هذا حلال خوله الله لعباده وليس حرام، والله لا يميز عباده الا بالتقوى. وليثقفهن دينيا  فلا تضلن، مع الحرص على تواصله ومعرفه احوالهن باستمرار. الفتاه ولو وصلت المريخ مردها بيت ابيها واهلها ووطنها فهي ضعيفه ولن تجد الحمايه الا بكنف عائلتها، فلا يمكن ان تنشق عليهم. ثم كلنا مسؤلون امام الله عن افعالنا فقط، ومردنا الى الله يحاسبنا على كل صغيره وكبيره ولا حول ولا قوه الا بالله

[email protected]

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت