- بقلم : صلاح صبحية
اجتياز المسافات في الدروب الوعرة يحتاج إلى إرادة صلبة قوية للوصول إلى الهدف المنشود ، ونحن اليوم نعاني من وعورة الدروب وطول المسافات وقصر الزمن ، هو التحدي الذي لا بدّ لنا أن نقبله لأننا آمنا بأنّ قضيتنا لا تقبل التأويل في نتيجتها الحتمية التي ستؤدي بنا إلى نهاية النفق ليس للوصول إلى الشمعة التي شكلت حافزاً لنا لتحقيق الأمل ، بل من أجل الوصول إلى الحقوق التي هي لنا والتي لا نقبل المساومة عليها .
وإذا كنا نعيش اليوم في جو الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني في ظل احتلال صهيوني وحصار عربي ودولي واقليمي إنما نخوض بذلك معركة وجودنا على أرضنا ، وتتشعب هذه المعركة السياسية فلسطينياً وعربياً ودولياً.
فلسطينياً تقول للعدو الصهيوني أننا موجودون كشعب فلسطيني على أرضنا ومن حقنا وواجبنا أن نمارس حياتنا السياسية على أرضنا لنجسد حقنا في وجود دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، لأنه بذلك نعمل على تكريس مؤسسات دولتنا الفلسطينية ، هذه الدولة التي اعترفت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها ٦٧/١٩ تاريخ ٢٠١٢/١١/٢٩ ، والتي أكدت المحكمة الجنائية الدولية أنّ صلاحياتها في التحقيق في جرائم الصهيوني تشمل كل الأراضي الفلسطينية المحتلة في حزيران ١٩٦٧ ، وهذا جزء من حق تقرير مصيرنا فوق أرضنا الفلسطينية، وهذا يتطلب من القوى الفلسطينية أن تخوض هذه الانتخابات كمعركة مع الاحتلال من خلال برامج انتخابية هدفها حماية المشروع الوطني الفلسطيني.
عربياً فإنّ هذه الانتخابات تقول للأشقاء العرب أنّ التطبيع مع العدو الصهيوني لن يثني عزيمتنا في التصدي لهذا العدو على أرضنا الفلسطينية وفي كافة المحافل الدولية وليس من العدل الإنساني والأخلاقي والقومي والديني المساواة بين الضحية والجلاد ومنح العدو الصهيوني صك براءة من الدم الفلسطيني والعربي ، وأن القضية الفلسطينية ليست قضية خلاف مع الغزاة الصهاينة بقدر ما هي صراع وجود مع قوة غازية تريد التخلص منا ديموغرافياً وجغرافياً وسياسياً ، فالتطبيع هو خدمة مجانية لعدو هدفه الاستراتيجي السيطرة على مقدرات بلادكم .
أمّا دولياً فإننا نقول لدول العالم أجمع إننا كآخر احتلال خارجي موجود في هذا العالم لن نقبل أن نكون تحت وصاية أي منكم دولاً وهيئات دولية ولن نخضع لصفقات تنهي وجودنا التاريخي فوق أرضنا ولن نقبل إلا بدولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي طردوا منها عام ١٩٤٨ وممارسة حق تقرير المصير فوق أرضنا الفلسطينية، فالمنظومة الدولية التي خططت لاحتلال بلادنا منذ بداية القرن العشرين عليها أن تدرك اليوم بأنّ الانتخابات الفلسطينية هي رسالة واضحة بأن الشعب العربي الفلسطيني يملك القدرة على تقرير مصيره دون تدخل من أية جهة كانت لأنه صاحب الأرض التي يعيش فوقها والتي يدافع عنها كل يوم وهذا حق من حقوق الشعوب أن تقاوم احتلال بلادها من قبل الآخرين ، فعلى العالم أن يعيد النظر في موقفه الخاطىء من الشعب الفلسطيني وقضيته . فالانتخابات ليست ترفاً سياسياً بقدر ما هي مسؤولية الكل الفلسطيني وعملية نضالية في حماية المشروع الوطني الفلسطيني.
٢٠٢١/٣/١٠ صلاح صبحية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت