يطالب فلسطينيون شبان قبيل أول انتخابات تتسنى لهم المشاركة فيها في حياتهم، بإصلاحات للانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة هذا العام.
في البداية، كانت لدى الكثيرين شكوك فيما إذا كانت الانتخابات الفلسطينية المزمعة، وهي الأولى منذ 15 عاما، ستُجرى بالفعل بعدما أعلن عنها الرئيس محمود عباس في يناير كانون الثاني.
كما اعتبر كثيرون التوقيت محاولة لإعادة إصلاح العلاقات مع واشنطن تحت رئاسة جو بايدن وتحركا جاء متأخرا جدا للرد على الانتقادات الموجهة لشرعية عباس الذي انتُخب في 2005 ويحكم بموجب قرار لأكثر من عشر سنوات منذ انتهاء ولايته.
وتحركت الانتخابات التشريعية المزمعة في 22 مايو أيار خطوة إلى الأمام الأسبوع الماضي عندما قدمت حركة فتح بزعامة عباس ومنافستها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قائمتيهما الانتخابية.
لكن انقسامات داخلية في فتح أثارت اضطرابات إذ قدم مروان البرغوثي، القيادي الفلسطيني المسجون، وناصر القدوة، ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، قائمة مرشحين منافسة في تحد مباشر لزعيم الحركة.
وكلاهما في الستينات من العمر ورغم ذلك فهما من الجيل الأصغر سنا من جيل عباس، البالغ من العمر 85 عاما، والذي سافر إلى ألمانيا يوم الاثنين لإجراء فحوص طبية.
ويقول الفلسطينيون الشبان إن الركود الذي تشهده العملية الديمقراطية همَّش جيلهم في مجتمع تقل أعمار أكثر من نصف أفراده، البالغ عددهم 5.2 مليون فلسطيني، عن 29 عاما.
ولم يصوت أي فلسطيني أصغر من 34 عاما في انتخابات عامة ولم تُنظم أي انتخابات في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أجري آخر اقتراع برلماني في يناير كانون الثاني 2006.
وقال سالم براهمة من حركة جيل التجديد الديمقراطي الشبابية "نسمي نفسنا الجيل المُهمل لأننا لم نحظ بمساحة ضمن النظام السياسي للمشاركة وحتى تُسمَع أصواتنا".
وأضاف براهمة (31 عاما) في تصريح لرويترز من أريحا "نحن من جيل لم ينتخب ممثليه قط".
وتحث جماعته على إصلاح القوانين التي تتطلب ألا يقل عمر المترشحين في الانتخابات التشريعية عن 28 عاما وأن تدفع القوائم 20 ألف دولار من أجل التسجيل، وتقول إن هذه الإجراءات تحول دون مشاركة الشبان.
* قائمة افتراضية
أعدت الجماعة قائمة برلمانية افتراضية بديلة لتُظهر كيف تكون الديمقراطية والمشاركة السياسية في اعتقادها.
وفي غزة شكَّل شبان صفحة على فيسبوك أسموها (15 سنة) تتهم حماس وفتح بإعطاء الأولوية للتنافس السياسي بينهما على حساب بطالة الشبان.
وقال أحد مؤسسي الصفحة، طالبا عدم نشر هويته خشية التعرض لعقاب في القطاع الذي تديره حركة حماس، "15 سنة واحنا مهملين ومعزولين، أردنا أن نسمع أصواتنا وأن نحاسب هؤلاء القادة".
ستهيمن فتح وحماس على الأغلب على الانتخابات. وخاضت الحركتان صراعا طويل الأمد على السلطة، اتسم أحيانا بالعنف، منذ فازت حماس على نحو مفاجئ في انتخابات عام 2006.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الانتخابات التشريعية، وأيضا الانتخابات الرئاسية المقررة في 31 يوليو تموز، ستُجرى كما هو مقرر في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس الشرقية مع خضوع كل منطقة لإدارة مختلفة.
وتحكم حركة حماس قطاع غزة منذ 2007 فيما تمارس السلطة الفلسطينية برئاسة عباس، والمدعومة من الغرب، حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية المحتلة بينما تسيطر إسرائيل على القدس الشرقية.
أجرت إسرائيل في الآونة الأخيرة رابع انتخابات لها في عامين في ظل اضطراب سياسي لم يسبق له مثيل. ولم يتضح ما إذا كانت ستسمح بإجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس الشرقية كما فعلت في المرة السابقة، إذ أن المحادثات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين انهارت في 2014.
ولم تبدأ فتح ولا حماس بعد الحملات الانتخابية الرسمية إذ لا يُسمح بها قبل 30 أبريل نيسان.
وسعت الحركتان لاختيار اسمين لقائمتيهما يعكسان أسسهما طويلة الأمد، فقد اختارت حماس اسم (القدس موعدنا) بينما اختارت فتح اسم (العاصفة) وهو اسم جناحها العسكري في عهد عرفات.
ويقول الطرفان إنهما يتفاعلان مع صوت الشباب.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لرويترز "أردنا أن يكون للشباب كلمة في السياسة من خلال البرلمان وصنع القرار، لذلك تضمنت القائمة العديد منهم".
وقال متحدث باسم فتح إن الشبان هم أساس الحركة.