- بقلم / مصطفى النبيه
يقول عمر بن الخطاب " عليك بالصدق وإن قتلك " ما بين مد وجزر ،تروى الحكايات ويتوه الناس، ما بين الغث والثمين ،نعيش أزمة ثقة وتقتلنا الأنا والدليل فوضى الترشح والانتخابات وأكاذيب الديمقراطية التي ستبعثر الأصوات ، والهدف الأساسي من وراء ذلك أن نخرج من النار إلى الرمضاء .
في كل مرة أكتب عن رأيي بالانتخابات والصراعات من أجل الكرسي الذي خلق ليخدم صاحبة ،يسألوني الأصدقاء لقد أصبحنا في حيرة من أمرنا ، كثرت القوائم فمن سننتخب ؟! فأقول لهم الحكاية سهلة ،وأبسط مما تتخيلون أولا .. لا تعنينا البرامج السياسية التي سيتشدق بها المرشحون فهي ككذبة إبريل سينسوها بعد أن يحصلوا على السيارة الحديثة والثلاثة ألاف دولار ،الراتب الشهري والنثريات،ولنا تجربة مع أبطال المسرحية السابقة ..أما بالنسبة للحديث عن القدس والعودة وفلسطين التاريخية ،هي مجرد شعارات استهلاكية لوسائل الإعلام والعزف على عاطفة المواطن المسحوق أثناء الانتخابات .
تعالوا نتساءل عن أوزان المرشحين السابقين وارتفاع كروشهم وعن أمولهم ومن أين مصادرها وهنا الحديث يطول . ثانيا .. علينا أن نفتش بين كومة القش عن انجازاتهم في السنوات العجاف وهل صانت البيت الفلسطيني وحمته من المستغلين وما آل إليه من خراب .. هل عاقبوا المسؤولين والمتسببين بانتحار وحرق الشباب والشابات وهروبهم إلى التهلكة وعدم إيمانهم بالوطن وهجرتهم الغير شرعية إلى الجحيم . .. هل هناك من حاول على مدار خمسة عشر عاما ،لو مرة وبالصدفة أن يعيد لنا الثقة بأنفسنا ، هل صادفنا جرئ تطوع وصرخ بالفاسدين وقال كفى .. هل خرح من يحاسب المسؤول الذي سرق وأصبح بقدرة قادر يتمتع بالملايين والناس جياع .
كثير من الأسئلة التي تراودنا وتصب علينا الوجع فقبل أن نعود لمربع الخطأ .. علينا أن نقرأ الأسماء جيدا ونغربل الشخصيات التي سترشح نفسها للانتخابات ،فليس كل ما يلمع ذهبا .. نحتاج لتشكيلة غريبة تتجرد من أناها ،نحتاج فدائيون يحبون الوطن ،لا نحتاج لشخصيات إمعة منقادة ،لا ترى إلا بعين واحدة ،تعبد حزبها وتطعم أبنائها وباقي الشعب فليذهب إلى الجحيم .
يا أصدقائي الأعزاء .. إن وجدتم ما بين المرشحين نماذج أياديها نظيفة و تنتمي للوطن وللإنسان ،فعليكم أن تتمسكوا بها وتساندوها حتى تأخذ على عاتقها خدمة الوطن والمواطن الفلسطيني المسحوق الذي خبطوا عليه بأحذيتهم وصعدوا على ظهره ، امتصوا دمائه وعرقه وروحه وانتمائه لوطنه الحر ومنحوه الذل والهوان ،لم يطمح يوما بالقصور والمناصب ،كان يطمح أن يعيش بكرامة ،فعاش الجوع والانهزام .
وأخيرا.. إن كان الهدف من الانتخابات التشريعية مسرحية لتجديد الشرعية للأحزاب والشعب مجرد كومبارس .فيكفينا مهازل أقترح أن نلغي المجلس التشريعي،فنحن لا نريد أجساد ميتة ،يكفينا تشكيل حكومة تجمع بين أفرادها خبراء اقتصاديين ليقوموا بتنفيذ مشاريع تساهم بحل أزمة المواطن الذي تدمر نفسيا واجتماعيا، عسى أن يعيش بكرامة فالمبالغ التي ستهدر على حملات الانتخابات وأجرة النواب الجدد والتي لن تعود علينا إلا بمجموعة من المنتفعين الذين سيطاردوا المواطن الغلبان على قوته اليومي .. أقول وبصراحة الشعب أولى بهذه الأموال المهدورة .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت