طالب الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، باعتماد خبراء دوليين لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، مشددا على ضرورة استكمال دور الولايات المتحدة من "موقع الوسيط النزيه والعادل".
كلام عون جاء خلال محادثات مع وفد أمريكي، برئاسة مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية دايفيد هيل، الذي التقاه في قصر الرئاسة شرقي بيروت.
ودعا عون إلى "الاستمرار في مفاوضات ترسيم الحدود واستكمال الدور الأمريكي من موقع الوسيط النزيه والعادل".
وشدد على أنه "يحق للبنان أن يطور موقفه وفقا لمصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقا للأصول الدستورية".
وطالب باعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط، والالتزام بعدم القيام بأعمال نفطية أو غازية، وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل "كاريش" وفي المياه المحاذية.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، انطلقت مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية، برعاية أممية ووساطة أمريكية، إثر نزاع على منطقة في البحر المتوسط غنية بالنفط والغاز.
إلا أنه وبعد انعقاد 4 جلسات، أُعلن تأجيل جولة خامسة كانت مقررة في 2 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إلى "أجل غير مسمى".
وخلال مؤتمر صحفي، قال هيل إن واشنطن على أهبة الاستعداد لتسهيل المفاوضات بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، على الأسس التي بدأناها في هذه المباحثات.
ورأى أن هذه المفاوضات يمكنها فتح الأبواب أمام فوائد اقتصادية كبيرة للبنان، وهذا أمر بالغ الأهمية على خلفية الأزمة الاقتصادية الحادة التي يواجهها.
ومنذ أكثر من عام، يعاني لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية في 1990، فاقمتها تداعيات كل من جائحة كورونا، وانفجار كارثي بمرفأ بيروت، في 4 أغسطس/ آب الماضي.
والإثنين، قال وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني ميشال نجار، في مؤتمر صحفي: "وقعت اليوم مرسوما لتعديل المرسوم رقم 6433، المتعلق بترسيم حدود المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة جنوب لبنان".
وفي اليوم نفسه، حذرت إسرائيل من أنها سترد بخطوات مماثلة على أي خطوات لبنانية، لترسيم حدودها المائية، من جانب واحد.
ويحدد هذا المرسوم، الصادر في 2011، المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان من الجهات الجنوبية والغربية والشمالية، ونص على إمكانية مراجعة وتحسين حدود هذه المنطقة.
وأضاف هيل أن "تكديس جماعة حزب الله اللبنانية للأسلحة الخطرة والتهريب والأنشطة غير المشروعة والفاسدة الأخرى، يقوض مؤسسات الدولة الشرعية، ويسلب من اللبنانيين القدرة على بناء بلد مسالم ومزدهر".
واعتبر أن "إيران هي التي تغذي وتمول هذا التحدي للدولة وهذا التشويه للحياة السياسية اللبنانية".
ولم يصدر على الفور تعليق من إيران على تصريحات المسؤول الأمريكي.
وخلال لقاء مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب، أعرب هيل عن "قلق الإدارة الأمريكية إزاء عدم تشكيل حكومة جديدة"، وفق بيان لرئاسة الحكومة.
وجراء خلافات سياسية، بعضها بين عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، يعجز لبنان عن تشكيل حكومة لتحل محل حكومة دياب، التي استقالت بعد 6 أيام من انفجار المرفأ.