وجه نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "تحية النصر والصمود" للشعب الفلسطيني ومقاومته، مشيداً بما قدمه شعبنا في كل مكان، من "صور نضالية مشرفة، ترتقي، برفعتها وتضحياتها إلى المستوى اللائق بقضية شعبنا، وبوطننا الغالي، فلسطين".
وأضاف حواتمة في بيان صدر يوم السبت: لقد فرض إنتصارنا وصمودنا، قضيتنا مرة أخرى، وبقوة، على جدول أعمال المجتمع الدولي، ليس بإعتبارها قضية مساعدات إنسانية، أو مجرد حقوق إنسان، بل هي قضية شعب حي، له كامل الحق في تقرير مصيره على أرضه، وإمتلاك دولته المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، ودحر الإحتلال، حتى حدود الرابع من حزيران 67، وحق أبنائه اللاجئين في حل لقضيتهم، بموجب القرار 194 الذي يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948.
وقال حواتمة: بإنتصارنا وصمودنا ووحدتنا، طوينا صفحة التذلل والإستعطاف عند أبواب العواصم الكبرى، وفرضنا إرادتنا على التحالف الأميركي – الإسرائيلي، ما دفع واشنطن مرغمة، للبحث عن وسيلة لوقف العدوان، بعد ما كشف إنتصارنا وصمودنا أن الولايات المتحدة لا تملك حلاً لقضيتنا، وأن حديثها عن "حل الدولتين" ما هو إلا ذر للرماد في العيون، وأنها مازالت تراوح عند صفقة القرن، فلا تراجعت عن الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولا هي نقلت سفارتها منها، ولا هي تدخلت لوقف الإستيطان والضم الزاحف، بل تواصل بكل صفاقة، وفي ذروة العدوان الإسرائيلي على شعبنا، التأكيد على ما يسمى "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، ولا تعترف بالمقابل لشعبنا بهذا الحق، وتواصل كذلك دعم إسرائيل عسكرياً بملايين الدولارات، ودعمها سياسياً في مجلس الأمن وباقي المحافل الدولية.
وقال حواتمة: إن إنتصارنا وصمودنا كفيل بأن يسقط الأوهام التي ما تزال تطل برأسها، في حسابات خاطئة، على مفاوضات بائسة، ترعاها الرباعية الدولية، من شأنها أن تلقي بقضيتنا، بإعتبارها مجرد عقار ليس إلا، في عالم المناقصات، التي لا تنتج سوى حلاً أميركياً- إسرائيلياً، لا يتجاوز حدود الحكم الإداري الذاتي، يطلق عليه زوراً وبهتاناً "حل الدولتين".
وقال حواتمة أيضاً: لقد قدم شعبنا ومقاومته الباسلة، في قطاع غزة، والقدس، والضفة الفلسطينية ومناطق الشتات، تضحيات جديدة، أسطورية في معناها البطولي، تحتم علينا، مجدداً أن نحرص على رفع السقف السياسي الفلسطيني، وأن نغلق الطريق أمام أية مساومات، تتجاوز في هبوطها خطوط الحد الأدنى من حقوقنا في هذه المرحلة، حق تقرير المصير والإستقلال والعودة.
وأضاف حواتمة: وعلى قاعدة هذا الصمود، وهذا الإنتصار الكبير والتاريخي، وهذه التضحيات الغالية والتي لا تقدر بأي ثمن، نؤكد حرصنا على مواصلة النضال، بكل الأساليب الكفاحية، للوصول إلى أهدافنا. وفي هذا السياق نؤكد على ضرورة أن نعيد تقديم وحدتنا الوطنية بصيغتها الكفاحية من خلال الشروع في تطبيق قرارات المجلس الوطني والمجالس المركزية واللجنة التنفيذية، للخروج من اتفاق أوسلو وقيوده والتزامه واستحقاقاته المذلة، والعمل على تطبيق مخرجات اجتماع الأمناء العامين في 3/9/ بتشكيل سريع للقيادة الوطنية الموحدة، لإدامة الاشتباك في الميدان مع قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، وصياغة الاستراتيجية الوطنية الشاملة، للمرحلة القادمة، باعتبارها المرحلة التي سوف تقربنا كثيراً من لحظة النصر القادم والفوز بكامل حقوقنا الوطنية المشروعة.
وقال حواتمة: إن مثل هذه الخطوات تتطلب الشروع في حوار وطني لإعادة بناء م.ت.ف، ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية، لإخراجها من حالة الركود القاتل، واستعادتها لموقعها النضالي، ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا وقائداً لنضاله الوطني، في إطار برنامج وطني جامع، يوحد شعبنا بكل طاقاته وأطيافه، تحميه أذرع المقاتلين، وصدور أبناء الانتفاضة، والتحام أهلنا في الشتات.
ودعا حواتمة إلى امتلاك رؤية أكثر عمقاً للحالة الوطنية الناهضة لأهلنا في الـ 48، والذين لم يتوقفوا يوماً عن الانخراط في النضال الوطني في الدفاع عن حقوقهم القومية والمجتمعية في مواجهة منظومة القوانين الصهيونية والمنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وقال حواتمة: لقد تقدم أهلنا في الـ 48 الصفوف في المعركة الوطنية الواحدة، ولن يتراجعوا عن هذا الموقع بعد الآن، وقد شكلوا مفاجأة للعدو الإسرائيلي وللمجتمع الدولي، وكشفوا حقيقة النظام العنصري في إسرائيل والقائم على التطهير العرقي والفاشية.
وسخر حواتمة من القول إن ما يجري في الـ 48 هي حرب أهلية كما قال رئيس الدولة، أو تمرداً على القوانين، كما ادعى نتنياهو، وقال حواتمة مؤكداً "إنها ثورة شعب في معركة مصيرية لصون هويته الوطنية وكيانيته السياسية وانتمائه القومي، وصون أرضه، والتصدي لمحاولات تذويبه أو تهميشه أو إقصائه عن الحياة".
ودعا حواتمة إلى امتلاك الصيغ النضالية التي تصون وحدة شعبنا في كل مكان، وتديم الالتحام النضالي بين مناطقه وقواه كافة، في القدس عاصمة دولة فلسطين، وفي الضفة الفلسطينية، وقطاع غزة والشتات، ومناطق الـ 48.
وختم حواتمة مؤكداً أن الدماء التي روت أرض قطاع غزة وأرض الضفة والقدس والشيخ جراح، ومناطق الـ 48 والشتات، دماء الشهداء والجرحى والأسرى، دماء غالية لن نفرط بنقطة واحدة منها، وأن الآلام التي تعانيها عائلات الشهداء والجرحى، هي معاناتنا جميعاً، ولسوف تكون قضاياهم وحقوقهم وإعادة إعمار ما دمره العدوان، في مقدمة اهتماماتنا الوطنية، فالخلود للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى، والحرية للأسرى وتحية النضال للصامدين، في الخنادق، والأنفاق وخلف المتاريس، وفي المشافي وفرق الإسعاف، ورجال الإعلام، ورجال القانون، وكل من تقدم الصفوف ليحتل مكانه في المعركة البطولية، معركة "سيف القدس" التي ألحقت الهزيمة بـ "لصوص الأسوار".