الانتصار ما بين صكوك الوطنية ومفاتيح الجنة

بقلم: عبد الرحمن القاسم

مسيرات حاشدة في غزة احتفالا بانتصار المـقاومة
  • عبد الرحمن القاسم

قبل...1....

كتب احد الأصدقاء على صفحته ساخرا: "هل يعقل سكان "اكس" من الأحياء يعرف معنى الإضراب" وسيل من التعليقات والمزاودات أشعرك كاتبوها أنهم يلبسون بساطير وملثمين ومطاردون في المغر والجبال والوديان, مجردين سكان الحي أو الضاحية من وطنيتهم وربما عروبتهم ولو أتيحت لهم اي "المغرين" الفرصة لأقاموا عليهم حد الخروج عن الصف الوطني والشعور الجمعي وربما الدين. هاتفت صديقي معاتبا فاوضح انه لم يقصد الإساءة وحصل له موقف مع احد سكان الحي دفعه لكتابة ذلك واتفقنا انه لايجوز التعميم  وان البعض قد يكون ليس شعارتيا ومهتما بالسياسة واذا قصدته قد يقدم مالا ودعما كافيا لتسليح والباس كل المعلقين بساطير وليس بالضرورة ان نكون جميعا نسخا كربونية عن بعضنا البعض. وان كثيرا من المعلقين وذوي المواقف النارية والكلمات الثورية بالصمود والتصدي يشعرك انه وسط المعركة وان رائحة القنابل الغازية والدخانية تكاد تخنقه او يصيبه رصاص الجندي الاحتلالي, صحيح ان الدخان كثيف ويملأ أرجاء المكان, دخان السجائر والشيشة حيث يجلس هو وصديقه أو صديقته في مقهى سواء هنا في فلسطين او في المنافي.

بعد......2............

اغلبهم لم يحضر أو يسمع او يتفكر في مفرادات خطبة الشيخ المقدسي خطيب المسجد الأقصى ومفتى الديار المقدسة وعمره اكبر من دولة الاحتلال في العقد الثامن من عمره أطاله الله. واعتقل وأوقف من قبل سلطات الاحتلال اكثر من 650 مرة معروف باعتداله وانه لا ينتمي لأي فصيل سياسي ومن المرابطين بالأقصى الشريف وكانت خطبته استمرارا لموقفه وخطبه السابقة بالمرابطة بالقدس والأقصى وفلسطين والصمود والإشادة بالتضحيات ودماء الشهداء, وهل المطلوب من الشيخ الجليل ان يصعد المنبر والصاروخ على كتفه, وان يترحم على الشهداء كلا باسمه حتى لا يقوم عدد من الغوغاء باهانته وانزاله من على منبر رسول الله عليه الصلاة والسلام وسماعه قبيح القول, وسيل من الاتهامات عل مواقع التواصل استنادا على الثقافة الاشاعية , وهل سمع هؤلاء حديث رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عندما قَالَ :" إذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ : أَنْصِتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ ؛ فَقَدْ لَغَوْت"

............3............

في العصور الوسطى والتي تسمى العصور المظلمة في أوروبا وظاهرة توزيع صكوك الغفران ومفاتيح الجنة من رجال الكهنوت, بعثت هذه الظاهرة في الحالتين من قبل وازدادت شراسة وتغولا في مرحلة ما بعد العدوان على غزة. وبعث كهنوت وسائل التواصل من الجديد يوزعون صكوك الوطنية واتهامات العمالة والخذلان والنصر والهزيمة ومعهم "فورما او استادر" اذا لم تنطبق عليك تمهر بختم اخفه لست "شريكا بالنصر" والمفارقة انهم لم يكونوا من الشهداء او مطلقي الصواريخ او المقاومين لان هذه الفئات لا تتفاخر وليس لديها مواقع تواصل اجتماعي ونعرفها فقط بعد الاستشهاد او الاعتقال.

فالصكوك مرفوضة والتعميم مرفوض وان نكون نسخا كربونية عن بعضنا البعض مستحيل ففي زمن الرسول عليه السلام كنت تجد صحابيا تاجرا غنيا ممولا للجيش وصحابيا يتعرض للتعذيب, وصحابيا قويا يجاهر بالدعوة, وصحابيا فارسا مقاتلا وصحابيا شاعرا.

فصانع النصر والصمود مطلق الصواريخ والمقاوم والشهداء الأكرم منا جميعا وذاك المرابط في ساحات المسجد الأقصى وسكان حي الشيخ جراح. وشهيد ام الفحم واللد والمنتقض في قرى بلدات فلسطين من النهر الى البحر. وذلك الشاب او الفتى الذي قذف جندي الاحتلال على الحواجز بحجر وامتلك شجاعة وجراة لا تقل عن مطلق الصواريخ واكثر لانه وجها لوجه واستشهد او اختنق او اعتقل, ذلك التاجر الذي اغلق محله تضامنا او حداد على ارواح الشهداء. الوف من الناس كانت تدعو بالنصر و متسمرة امام شاشات التفلزيون تتابع بقلق  لما يجري وتودع ابنائها وهم يذهبون الى المدرسة او الجامعة ويساورها الخوف على مصير اولادها من الاعتقال او الاستشهاد خاصة الذين كانوا يتنقلون بين محافظات الوطن

المتظاهرين  الأشقاء والاخوة على الحدود الاردنية واللبنانية وسقوط شهيد هناك.وحناجر المئات التي كانت تصيح في العواصم العربية "افتحوا الحدود" مظاهرات في عديد الدول الاسلامية والاوروبية. كلها شاركت في نصر علينا البناء عليه والمراكمة عليه لانها شكلت حاضنة ورافعة لمعنويات مطلق الصواريخ ومن قاوم او اشتبك وجها لوجه مع الاحتلال

فلا يحق لاحد ان ينزع الغطاء عن اح ويدعي احتكاره االنصر والصمود والمقاومة ولا حتى مطلق الصواريخ ولا الشهيد نعم هم في المرتبة الاولى ولكن استنادا على حاضنة شعبية وتضامن عربي ودولي.

كما ان هذه المعركة ليست الاولى ولن تكون الأخيرة وكلنا بحاجة لاي صوت او جهد اضافي.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت