- عبد الرحمن القاسم
السُّرْياليّة : اتجاه مُعاصِر في الفن والأدب يذهب إلى ما فوق الواقع، ويعوّل خاصَة على إبراز الأحوال اللاشعورية. ويقال سريالي أي خياليّ مُبْرِز للأحوال اللاّشعورية مشهد سرياليّ يدعو للدهشة
-1-
الشاب احمد جميل عبده 23 عاما جميل دمث الأخلاق جميل الخلقة بهي الطلعة تواجد بالصدفة في طريق عمله او دراسته في حي ام الشريط في مدينة رام الله, وهو من مخيم الامعري للاجئين, أثناء اقتحام قوات الاحتلال الخاصة "المستعربين" فاغتالته برصاص غادر ودم بارد وصل المشفى في الرمق الأخير فاقدا لدمائه التي نزفت طوال الطريق, روج الاحتلال رواية انه "مطلوب" ليعترف الاحتلال فيما بعد:" أنه لم يكن الهدف وأنه قُتل عن طريق الخطأ" تحت بند sorry.
الشاب حسام اسماعيل ابو داهوك 26 عاما احد افراد الامن الوطني الفلسطيني من عائلة مناضلة والده مناضل من رعيل الثورة الفلسطينية وعضو مجلس وطني سابق واخوته ورجل اصلاح عشائري, وإخوته الثلاث نشطاء وطنيين واعتقلوا لسنوات متفاوتة ويعملون بالأجهزة الأمنية الفلسطينية, اقتحمت فجر اليوم قوات الاحتلال مخيم عقبة جبر للاجئين وفتشن عددا من المنازل وعاثت تخريبا وفسادا واعتقلت الشاب حسام وتمكن اخوه الاختفاء والإفلات من الاعتقال.وهو بالمناسبة اي حسام ضمن حملة اعتقالات مسعورة قام بها الاحتلال اليوم الثلاثاء طالت اكثر من عشرين شابا من بينهم 9 مقدسيين اعتقلوا.
المواطن واصف حجير وعلى لسانه يقول: بالأمس وأثناء سياقتي لسيارتي قرب بلدة حارس (قرب مدينة سلقيت بالضفة الغربية) تعرضت لي سيارة مستو،طنين وسحبوا أسلحتهم علي طبعا مع الشتائم والمسبات والتهديد للعرب ..الا أنني أسرعت وأبعدت عنهم .. وبعد لحظات لحقتني سيارة شرطه إسرائيليه وأوقفوني وحاولت ان اشرح لهم ما حصل إلا أنهم قاموا بتحرير مخالفه لي بمبلغ 1500 شيكل (تقريبا 460 دولار)) وحولوني لمحكمه عسكريه بحجة انني كنت مسرعا وقطعت الاشاره الضوئية ..
-2-
مع غروب شمس اليوم الثلاثاء تتحول حياتنا اليومية ومشاعرنا وحزننا لمجرد أرقام وإحصائيات سقوط شهيد, واعتقال شاب ومخالفة مواطن, وقد يعتدل احدهم عضو بارز في حزب الكنبة في جلسته ويضغط على زناد المزايدات والتحليلات والتنظير "شيء طبيعي ومتوقع مجرد ثلاث حوادث منفصلة"
وبما حياتنا الفلسطينيين تحت الاحتلال مزيج بين إصرارنا على التحدي وان نعيش يومنا بفرح وحزن وتوقع كل منا ان يكون هو التالي, قلت لصديقي دمث الأخلاق ورجل السلم الأهلي في المحافظة "ابو باجس ابو داهوك" وهو جار الشاب المعتقل مازحا "اعتقلوا جارك وأنت نايم", تنهد قائلا منذ الثالثة فجرا طوقوا المكان وسدوا المنافذ وإطلاق قنابل غازية كثيفة ويتابع فهرعت الى غرفة امي كبيرة بالسن وتعاني من أعراض تنفسية, لأحكم إغلاق النوافذ والأبواب حتى لا تصل الغازات الى غرفة امي وما يشكل ذلك من خطورة على صحة أمي المعتلة.
وحضرت أمامي كل صور ومعاناة طلبة المدارس اليومية خاصة بالعيزرية وابو ديس وكفر عقب وفي الخليل والمناطق القريبة من جدار الفصل العنصري والمضطرين للمرور عبر حواجز الاحتلال وإصرار جندي الاحتلال على تفتيش حقيبة صبية او صبي في الصف الأول وقلق الآباء والأمهات على حياة أبنائهم اليومي وفقدانهم تحت بند بالخطأ وان الطفل لم ينتبه أو يصغي للجندي الاحتلال عندما صرخ في وجهه. وان يجد المزارع في الصباح الباكر مزروعاته قد جرفت واشجاره اقتلعت من قبل جيش الاحتلال او المستوطنين,
هذه حياتنا اليومية في فلسطين من الظلم ان تختصروها بأرقام في سجلات الشهداء والأسرى والمخالفات المرورية ومن حقنا أن نعيش بكرامة وحقنا بحرية التنقل والسفر وان نمارس حياتنا اليومية لكل تفصيلاتها وباختيارنا نحن, وان ينتابك شعور الفرح وترقب لهفة عودة ابنك او ابنتك من المدرسة او الجامعة حاملا حقيبته المدرسية أو شهادته الجامعية لا مضرجا بدماءه .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت