أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن معارضة الولايات المتحدة لإخلاء عائلات من منازل أقامت فيها لأجيال في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة.
وقال بلينكن في حديث لصحيفة "الأيام" الفلسطينية: "لقد كنا واضحين جدا بأننا قلقون للغاية بشأن إمكانية إجلاء الناس من منازل عاشوا فيها لأجيال، إن أي أعمال من أي من الجانبين التي تجعل احتمالية تحقيق حل الدولتين أكثر صعوبة هي إجراءات نعارضها، وهذا يشمل أمورا مثل الأنشطة الاستيطانية، عمليات الإخلاء وهدم المنازل".
من جهة ثانية، فقد اعتبر الوزير الأميركي أن إعادة فتح القنصلية الأميركية العامة بالقدس هي خطوة ضرورية وقال، "لا يمكن ان احدد لك جدولا زمنيا، لقد أعلنا، اليوم (امس)، بأننا نخطط لإعادة فتح القنصلية التي، كما تعلم، كانت هنا لعقود طويلة جدا" وأضاف، "نحن حقيقة نتطلع الى هذا الأمر لأنه سيكون طريقة مهمة نوطد من خلالها علاقاتنا مع الفلسطينيين".
وبشأن إعادة الإعمار في غزة قال، "ينبغي ان تكون السلطة الفلسطينية منخرطة بشكل كبير وبطرق عديدة في الصدارة والمساعدة في تقييم ما هو مطلوب والمساعدة في تقديم المساعدة، إن من المهم أن تلعب السلطة الفلسطينية هذا الدور، وهذا شيء أتيحت لي الفرصة لمناقشته، اليوم (امس)، مع الرئيس عباس ورئيس الوزراء وآخرين في الحكومة".
وشدد بلينكن على ان الأولية يجب أن تكون لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في غزة ومن ثم إعادة الإعمار وقال، "اعتقد ان هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به من اجل إعادة بناء بعض الثقة وإعادة بناء بعض الأمل وهذا بدوره يخلق البيئة التي يمكن أن تكون فيها مناقشات تؤدي الى مفاوضات نحو حل الدولتين، لم نصل الى تلك المرحلة حتى الآن، ولكن نواصل الاعتقاد بأنه يجب أن يكون الهدف".
وفيما يلي نص الحديث الذي أجرته "الأيام" مع وزير الخارجية الأميركي:
"الأيام": هناك اهتمام كبير بإعلانك إعادة فتح القنصلية الأميركية بالقدس والكثير من الأسئلة عن الموعد الذي يجب ان يتوقع فيه الفلسطينيون حدوث هذا الأمر، هل يتم الإعلان قبل ذلك عن تسمية قنصل عام ومن ثم افتتاح القنصلية، ما الذي يدور في ذهنك بهذا الشأن؟
بلينكن: لا يمكن ان احدد لك توقيتا زمنيا، لقد أعلنا، اليوم (امس)، بأننا نخطط لإعادة فتح القنصلية التي، كما تعلم، كانت هنا لعقود طويلة جدا، لا أستطيع ان أضع جدولا زمنيا ولكن يمكنني قوله هو ان هذه الخطوة هي بالكامل جزء من رغبتنا واهتمامنا لإعادة بناء العلاقات مع الشعب الفلسطيني وأيضا السلطة الفلسطينية.
اعتقد ان القنصلية ليست فقط منصة جيدة وإنما ضرورية لنتمكن من التشبيك ليس فقط مع السلطة الفلسطينية وإنما أيضا القطاعات المتعددة في المجتمع الفلسطيني بما فيها المنظمات غير الحكومة وقطاع الأعمال والقطاع الأكاديمي وغيرها.
ولذا فنحن حقيقة نتطلع الى هذا الأمر لأنه سيكون طريقة مهمة نوطد من خلالها علاقاتنا مع الفلسطينيين.
"الأيام": تحدثت في أكثر من مناسبة عن إعادة إعمار غزة، والسؤال ما الذي تخطط له بهذا الشأن؟ هل مثلا سيتم بداية تقدير الأضرار ومن ثم الدعوة لمؤتمر مانحين؟ ما هي خططك؟
بلينكن: اعتقد أن هناك أمرين، هناك الاحتياجات الإنسانية الفورية الملحة مثل الماء والصرف الصحي والكهرباء، واعتقد ان لدينا فكرة جيدة عن الاحتياجات الأساسية التي يجب تلبيتها، ولهذه الأمور حاجة ملحة.
ولكن لاحقا وبعد الاستجابة للمتطلبات الإنسانية الفورية فإن هناك حاجة لإعادة الإعمار، إن المجتمع الدولي يعمل على هذا الأمر، والأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية وأنفسنا وآخرون وإسرائيل أيضا عليهم ان يعدوا تقديرا حول ما هو مطلوب ومن ثم تحديد أفضل السبل للمضي قدما.
"الأيام": هل سيتطلب هذا الأمر أسابيع أو ربما أشهرا؟
بلينكن: مرة أخرى أنا لا استطيع أن أضع جدولا زمنيا، ولهذا فأنا أفرق ما بين الاحتياجات الإنسانية الفورية التي يجب ان تتم، الآن، وبين الجهود الأوسع والأطول مدى لإعادة البناء والإعمار، ولكن هذا الأمر يجب ان يتم بالشكل الصحيح.
"الأيام": لاحظت انك أجريت عشرات المكالمات الهاتفية مع قادة ووزراء في العالم خلال الأيام الماضية بما في ذلك دول الخليج والعالم العربي، هل قمت بحثهم على المساعدة في هذا الجهد؟
بلينكن: أنا لن ادخل في تفاصيل المحادثات التي أجريتها ولكن يمكنني القول بشكل عام، إننا بالتأكيد نأمل ان دولا، بما في ذلك دول في المنطقة سوف تستجيب للاحتياجات سواء الإنسانية العاجلة الملحة وجهود إعادة البناء طويلة المدى، هناك بالفعل مناشدات صدرت عن "الأونروا" وآخرين عن المساعدات الآنية المطلوبة ونحن نأمل بأن الدول ستتجاوب مع هذه المناشدات.
ولكن أيضا مع وضع متطلبات إعادة الإعمار فإننا نتوقع من الدول ان تستجيب أيضا.
"الأيام": هل ستتم من خلال السلطة الفلسطينية؟
بلينكن: اعتقد انه ينبغي ان تكون السلطة الفلسطينية منخرطة بشكل كبير وبطرق عديدة في الصدارة والمساعدة في تقييم ما هو مطلوب والمساعدة في تقديم المساعدة، إن من المهم أن تلعب السلطة الفلسطينية هذا الدور وهذا شيء أتيحت لي الفرصة لمناقشته، اليوم (امس)، مع الرئيس عباس ورئيس الوزراء وآخرين في الحكومة.
"الأيام": قلت في عدة مناسبات، اليوم (امس)، وقبله إن للفلسطينيين الحق بالعيش بسلام وأمن وكرامة في دولتهم، هل لدى الولايات المتحدة خطة حول كيفية الوصول الى هذا الهدف، الكثير من الفلسطينيين يقولون، نحن نريد أفقا سياسيا؟
بلينكن: انا أتفهم ذلك، اعتقد ان الناس بحاجة للأمل، إنهم بحاجة الى الأفق السياسي، كما وضعته، وما يمكنني قوله هو أننا نواصل الإيمان بقوة ان حل الدولتين ليس فقط ممكنا ولكنه ضروري كأفضل جواب الذي من شأنه ان يساعد بالحفاظ على إسرائيل كدولة ديمقراطية ويهودية وتحقيق الدولة التي يستحقها الفلسطينيون.
بقولي هذا فإنني اعتقد ان هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به من اجل إعادة بناء بعض الثقة وإعادة بناء بعض الأمل، وهذا بدوره يخلق البيئة التي يمكن أن تكون فيها مناقشات تؤدي الى مفاوضات نحو حل الدولتين، لم نصل الى تلك المرحلة حتى الآن ولكن نواصل الاعتقاد بأنه يجب أن يكون الهدف.
وكما قلت فإن علينا، الآن، ان نركز بكثافة على الاحتياجات في غزة ومن ثم آمل بأن القادة في كلا الجانبين سيقومون بالخطوات الضرورية للتعامل مع بعض الأمور التي يمكن ان تعيد تنشيط دائرة العنف مستقبلا، ولذا فإنه من خلال خلق بيئة أفضل وربما استعادة بعض الثقة هو أمر ضروري.
"الأيام": على بعد 5 دقائق بالسيارة من هنا (الفندق الذي جرت فيه المقابلة) يتواجد حي الشيخ جراح، لقد بدأ كل شيء من هناك، ما هي الرسالة التي توجهها للسكان هناك؟
بلينكن: انظر، لقد كنا واضحين جدا بأننا قلقون للغاية بشأن إمكانية إجلاء الناس من منازل عاشوا فيها لأجيال، إن أي أعمال من أي من الجانبين التي تجعل احتمالية تحقيق حل الدولتين أكثر صعوبة هي إجراءات نعارضها، وهذا يشمل أمورا مثل الأنشطة الاستيطانية، عمليات الإخلاء وهدم المنازل ولكن أيضا التحريض على العنف وتقديم دفعات للإرهابيين.
هناك مجموعة متنوعة من الإجراءات التي تعتبر رادعة لاستمرار حل الدولتين ويمكن أن تكون أيضا شرارات لتجديد الصراع الذي أعتقد أننا جميعا تعلمنا مرة أخرى من أعمال العنف التي حدثت في الأسابيع الأخيرة هي ليست في صالح أحد.