قال رئيس حركة " حماس " في قطاع غزة، يحيى السنوار، " إننا حذرنا بأن ما حدث كان مجرد مناورة لما سيحدث من حرب إقليمية ومواجهة مفتوحة"، لافتا إلى أن الصواريخ التي خرجت من لبنان كانت بتنسيق كامل بيننا وبين المقاومة اللبنانية.
وحذر السنوار في لقاء مفتوح مع عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية مساء الأربعاء، الاحتلال الإسرائيلي من المساس بالمسجد الأقصى والقدس المحتلة، مردفا "جاهزون للمعركة الكبرى، إذا ارتكب العدو حماقة كبرى في القدس والمقدسات."
وأضاف "أننا نفضل مقاومة الاحتلال بالوسائل السلمية، لكن إذا لم يتجاوب الاحتلال، أو تمادى في إجرامه، فإن المقاومة ستقوم بردعه."
وشدد السنوار على أن "العالم لديه الفرصة لإلزام الاحتلال بالقانون الدولي والاتفاقيات الدولية، لتصبح الفرصة مهيأة لهدنة طويلة الأمد."
وتابع: "إذا انسحب الاحتلال من الضفة الغربية، والقدس الشرقية، وأقمنا دولتنا على جزء من أرضنا، ستكون الفرصة متاحة لتوقيع هدنة طويلة الأمد"، مؤكدا أن "فصائل المقاومة ليست في حاجة لأموال الإعمار"، مشددا على "أن حركة حماس جاهزة لتسهيل عملية إنعاش اقتصاد غزة."
وأضاف "أننا أكدنا للوسطاء أننا أوصلنا رسالتنا أن المقدسات خط أحمر، وأن وقف إطلاق النار غير مشروط، وطرحنا للجيمع قضايا القدس والشيخ جراح، وكذلك مشكلة الاستيطان، والممارسات العنصرية ضد الداخل المحتل، ومشكلة الحصار على غزة."
وأردف:" أوصلنا رسالة للعدو، والعالم، أن الفرصة الآن متاحة للمقاومة الشعبية السلمية، ضد الاستيطان والحصار والعنصرية."
وتابع السنوار أن "الفرصة أمام زعماء العالم، إن أرادوا الاستقرار في المنطقة، عليهم أن يرغموا الاحتلال على احترام حقوق شعبنا."
وشدد السنوار على أن "القدرة الصاروخية للمقاومة ما زالت بألف ألف خير، مشددا على أن الصراع الداخلي الاسرائيلي لا يعنينا كثير، وأيا كان رئيس الوزراء القادم، سنفهمه قواعد التعامل مع حقوق شعبنا."
فشل الاحتلال
وأكد السنوار أن "الاحتلال فشل في استهداف المقاومة ومقدراتها، ولم ينجح سوى في استهداف المدنيين، والبنى التحتية، والمنازل."
وقال إن "الاحتلال ارتكب فشلا استخباراتيا كبيرا، وما بعد أيار 2021، ليس كما قبله"، مردفا:" نجحنا في وضع القضية الفلسطينية من جديد على طاولة العالم، وأنه لا يمكن تجاوز هذه القضية."
وأشار السنوار إلى أن "الاحتلال خطط لسنوات لعملية يغتال خلالها الصف الأول للحركة بضربة واحدة، لكنهم لم ينالوا سوى قائد واحد فقط."
وأضاف: "استخباراتنا كانت مطلعة على خطط العدو، ولم تنطل عليهم خدعة الهجوم البري، وعممت بعدم النزول إلى الخطوط المتقدمة"، لافتا إلى "أنه لم ينالوا من مقاتل واحد في هذه الخدعة الكبيرة التي شاركت فيها 160 طائرة."
ونبه السنوار إلى أن" الضرر الموجود في شبكة الأنفاق لم يصل إلى 5%، وسيتم معالجته خلال أيام معدودة"، مشيرا إلى أن "ورش التصنيع، ومخازن الاسلحة، وغرف إدارة العمليات، تعمل بكفاءة تزيد على 95%."
وبين السنوار أن "كتائب القسام كانت تخطط لإنهاء المعركة برشقة صاروخية من 300 قذيفة، لكن إكراما لإخواننا في مصر وقطر والوسطاء قررنا إيقاف هذه الضربة."
وتوجه السنوار بالشكر للقائد العام محمد الضيف وقيادة القسام، "وإخواننا في سرايا القدس، وفي كل أجنحتنا العسكرية."
إعمار غزة
وأكد السنوار أن "فصائل المقاومة ليست في حاجة لأموال الإعمار"، مشددا على أن "حركة حماس جاهزة لتسهيل عملية إنعاش اقتصاد غزة."
وقال "لن ينقضي هذا العام، إلا وقد تحققت انفراجة كبيرة في الحياة الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة".
وأضاف: "لن ينقضي هذا العام والمشاكل الناجمة عن الحصار مستمرة، وسنحرق الأخضر واليابس حتى نحسن من حياة شعبنا."
وأوضح السنوار أن "هناك توجه دولي للتركيز على المشكلة الإنسانية في قطاع غزة، وهم مقتنعون أن هذه المشكلة لا بد أن تحل."
وأكد السنوار أن" حركة حماس ستفتح المجال للجميع في إنعاش الاقتصاد في غزة، ولن تطلب قرشا واحدا لحماس أو القسام."
وتابع: "حماس والقسام لديهم مصادرهم المالية، التي تغنيهم عن أموال المساعدات المقدمة لشعبنا."
وأشار السنوار إلى أن "حاضنتنا الشعبية في قطاع غزة قد دفعت أثمانا باهظة، وهي تحتاج إلى بلسمة جراحها، ونحن من جانبنا لن نقصر، وأمتنا كذلك لن تقصر."
وأضاف "لدينا برامج وخطط لمساندة أبناء شعبنا، ولن نترك شباكا كسر إلا وسنصلحه."
مجرد مناورة
وحذر السنوار الاحتلال من المساس بالقدس والأقصى، مضيفا "إذا ما تم المساس بالمسجد الأقصى، ستنتفض مقاومة غزة بكل ما أوتيت من قوة، وسيهاجم شعبنا كل مستوطنات الضفة مرة واحدة، وسينتفض أهلنا في الداخل المحتل، وستنطلق مقاومة المنطقة لتدك بأكثر ما لديها من قوة."
وأضاف أن "هنية أنذر وقال كفى لعبا بالنار، ولبى الضيف النداء، لكن الاحتلال ارتكب حماقة بمحاولة إخلاء الأقصى من المسلمين، فما كان لنا إلا أن نقول كلمتنا بالحديد والنار."
وتابع: "ضربنا القدس أولا، ليعلم قادة الاحتلال أن للأقصى رجالا يحمونه، وأننا مستعدون أن نضحي بالغالي والنفيس من أجل الأقصى والقدس والشيخ جراح."
ولفت السنوار إلى أن "نتنياهو وغانتس لم تصلهم الرسالة، وأرادوها معركة طويلة، فرأوا ما لم يكونوا يتوقعون بانتفاضة شعبنا في كل فلسطين."
وأكد السنوار أن على الاحتلال أن "يعلم أن ما حدث كان مجرد مناورة لما يمكن أن يكون إذا حاول اللعب بالنار في المسجد الأقصى."
وأضاف: "اغتر الاحتلال بالهرولة إلى التطبيع العام المنصرم، فظنوا أنهم يستطيعون أن يفعلوا ما يشاؤون، وما علموا أن تطبيعهم كان مع الحكام، وفئة قليلة، لكن هذه الأمة قلبها ينبض بحب القدس والأقصى."
القدس والضفة
وطالب السنوار "أهلنا في القدس أن يبقوا على أهبة الاستعداد ليدافعوا عن المسجد الأقصى، والشيخ جراح"، مضيفا "نطمئن أهل القدس بأن وراءهم شعبا أصيلا لن يتخلى عنهم، ومقاومة لن تخذلهم."
ودعا "أهلنا في الضفة الغربية للتصدي لعربدة المستوطنين، ومصادرة الأراضي"، مردفا: "يجب أن نبدأ في مهاجمة المستوطنات المنشأة حديثا، وطرد المستوطنين منها."
وتابع "نحن نثق بأن أبناء شعبنا سيقومون بواجبهم في الدفاع عن حقوقهم، ونصرة القدس والأقصى."
كما دعا السنوار "أهلنا في الشتات أن يبقوا مستعدين للزحف نحو فلسطين."
وبشأن الأسرى في سجون الاحتلال، قال السنوار إن" الأسرى لهم منا العهد والوعد أن نفرج عنهم ليكونوا على موعد مع التحرير."
وتابع:" الحالة السياسية لدى الاحتلال غير مستقرة خلال العامين الماضيين، وهذا ما يعطل من إنجاز صفقة تبادل أسرى."
وأضاف "مقتنعون أنه توجد فرصة الان، لتحريك هذا الموضوع بشكل جاد."
استراتيجية نضالية شاملة
وقال السنوار إن" الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، أو اجتماع هنا وهناك، لا يناسب مستوى المعركة، ويجب أن نجلس على طاولة واحدة لنعيد ترتيب البيت الفلسطيني."
ولفت إلى أن" منظمة التحرير الفلسطينية من غير حماس والجهاد وقوتهما العسكرية، لا تمثل سوى صالون ثقافي وسياسي."
وأكد السنوار أنه "يجب علينا ألا نسمح للأطراف الخارجية باللعب على الشق الداخلي، ويجب علينا أن ننهض لترتيب بيتنا الفلسطيني، ومنظمة التحرير، ووضع استراتيجة نضالية شاملة."
وأضاف: "نأمل أن تستثمر الحالة الفلسطينية لنخرج من الانقسام، ونحن سعداء بتحسن الاتصالات السياسية مع السلطة، ولن تنجح المخططات الأمريكية لزيادة الشقاق."
العبث بأمن غزة
وكشف السنوار عن محاولات للعبث بأمن غزة من جهات تعمل بأجندات لا تخدم إلا الاحتلال.
وأضاف "أننا خضنا معركة أمنية واستخباراتية خلال المعركة، وكشفنا عددا من العملاء والمخططات الاستخباراتية."
مصر
وأكد السنوار أن "جمهورية مصر العربية لها دور حاضر في مواكبة الأحداث ووقف إطلاق النار، والوفد المصري زار غزة فور انتهاء العدوان، وناقشنا نظرتنا لحقوق شعبنا."
وبين أن" مصر وجهت دعوة لرئيس الحركة إسماعيل هنية لزيارة القاهرة، وستنفذ هذه الزيارة خلال الأيام القادمة."
هبة واحدة
وتوجه السنوار بالشكر للجمهورية الإسلامية في إيران،" الذين لم يبخلوا عنا بالمال والسلاح والخبرات، ولعظماء أبناء شعبنا وأمتنا الذين يتبرعون للمقاومة ويجاهدون بأموالهم."
كما توجه بالتحية "لأهلنا في الضفة، والقدس، والداخل المحتل على وقفتهم مع المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، ولأهلنا في الشتات الذين هبوا هبة واحدة للتضامن معنا، وتحية للجماهير التي تدفقت إلى الحدود لتعبر عن انتمائها لهذا الوطن الحبيب."