- بقلم. محمد الفرماوي
رغم كل المحاولات المغرضة للنيل من العلاقات المصرية –السودانية إلا أنها آبت ، فالتاريخ والمصير المشترك يعصى على دعاة الفتنه والتفرقه ، فمنذ أمد التاريخ والشعبين فى خندق واحد، وتمثل أراضيهم عمقًا إستراتيجياً لمرتكزات الأمن القومي للدولتين وللأمن القومى العربى بصفه عامة ،ففى ظل أجواء من التهديدات الإقليمية الموجهة لمصالح الدولتين وفى إطار تعزيز التعاون العسكري المشترك لمواجهتها وصل عدد كبير من عناصر القوات المسلحة المصرية إلى الأراضى السودانية للمشاركة فى التدريب العسكري "حماة النيل" حيث تشارك فيه عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية لكلا البلدين، وهو يعد استكمالاً لسلسلة التدريبات السابقة بين قوات البلدين التى تمثلت فى "نسور النيل 1" ، و"نسور النيل 2" ، وذلك للوقوف على مستوى الجاهزية القتالية والعملياتية للقوات المشاركة ،إضافة إلى زيادة مستوى الخبرات التدريبية للقوات المشاركة ، وقد لاقت القوات المسلحة المصرية المشاركة ترحيب كبير من قبل اللواء الركن مالك الطيب مدير إدارة التدريب بهيئة الأركان السودانية ،وأشاد بما تتسم به القوات المسلحة المصرية من كفاءة عالية وجاهزية قتالية وخبرات تدريبية متميزة ، فالسياسة المصرية والسودانية تتميز بحالة من الإنسجام وبخاصة على مستوى القيادة ، ولديهما رؤية موحدة تجاه مواجهة التهديدات التى تحيط بالمنطقة والتى تهدد المصالح الحيوية للبلدين، كما أن هناك أرث كبير من العلاقات التاريخية والثقافية المشتركة ، وعلى المستوى الإستراتيجي تعد السودان عمق إستراتيجي للأمن القومى المصري وكذلك تعد مصر عمق وركيزة هامة من ركائز الأمن القومي السوداني فى إطار الأمن القومي العربى ، وقد قامت مصر قيادة وشعباً بمساندة الشعب السوداني للعبور من الأحداث التى سادت الفترة الماضية والتى لعبت القوات المسلحة السودانية دوراً كبيراً فى حماية مقدرات الشعب السوداني والحفاظ على وحدته والعمل بكل جهد من أجل تعزيز الإستقرار والتنمية فى الأراضى السودانية ، كما أن الدولتين يمتلكان رؤية مشتركة لحل الخلافات بالطرق السلمية بما يعزز الإستقرار الإقليمي والعالمي ،وقد حرصا خلال الفترة الماضية على الدخول مع أثيوبيا فى مفاوضات طويلة من أجل التوصل إلى إتفاق قانوني ملزم بشأن تشغيل وملء سد النهضة الأثيوبى الذى تم بناؤه فى ظروف مرت بها مصر ثم السودان دون تشاور أو إخطار مسبق ، ورغم التعنت الاثيوبى ورفض مبادرات الحل وهو ما يدفع الأمور إلى التصعيد ، وهذه التدريبات المشتركة إنما تعبر عن الإستعداد التام لقوات الدولتين للدفاع عن مصالحهما وغير موجهة إلى أى طرف ، لكنها تحمل فى نفس الوقت رسالة بوحدة الصف والمصير والدفاع المشترك.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت