شكل الاستيطان مع "نفتالي بينت"

بقلم: خالد معالي

خالد معالي
  • د. خالد معالي

يتوجس الفلسطينيون خيفة؛ من السنتين القادمتين على يد الرئيس الجديد لحكومة الاحتلال بقيادة "نفتالي بينت" خاصة في موضوع الاستيطان؛ فبعد أسبوع من استلامه لمنصبه؛ لوحظ  استعار وتمدد كبير للاستيطان وبشكل غير مسبوق.

كذلك لوحظ صمت الإدارة الأمريكية بقيادة "بايدن" عن استعار الاستيطان، في رسالة لمن عولوا على الدور الأمريكي واعتبروه وسيطا نزيها في حل الصراع؛ حيث لا ضغوط امريكية بموضوع الاستيطان، وهو ما يبرز تحدي "إسرائيل" السافر لقرارات مجلس الأمن، وموقف المجتمع الدولي الرافض للاستيطان، والقانون الدولي الإنساني الذي لا يجيز الاستيطان.

القول بان دولة الاحتلال هي... هي؛ قبل وبعد "نتنياهو" او "نفتالي بينت"؛ هو كلام وتوصيف غير دقيق؛ فلكل حزب في  دولة الاحتلال، نظرته المختلفة وسياساته المتباينة والتي تتمايز عن الأحزاب الأخرى؛ وإلا  لما صار هناك حاجة لانتخابات"اسرائيلية"، ف"نفتالي بينت" مع افراغ منطقة الضفة "ج" واحلال المستوطنين فيها، بل انه نادى بطرد الفلسطينيين الى الاردن صراحة قبل توليه الحكم، وهو ما  يشير الى انه اكثر مغالاة بموضوع الاستيطان من سلفه الماكر "نتنياهو".

ما يخشى صراحة هو مضي الاحتلال في فكرة ضم الضفة الغربية أو جزء  منها؛ كون الوقت والزمن ناضج مع  "نفتالي بيبت؛ والوضع الفلسطيني والعربي منقسم على نفسه، ومرت عمليات تهويد واستيطان مرور الكرام، وصارت أمرا واقعا.

في حال عدم الضغط من قبل أمريكا على دولة الاحتلال؛ وهو الحاصل، فان  بينت " سيواصل العمل  على فكرة الضم؛ خطوة تلو خطوة، وسيفصل خلالها القدس عن الضفة بشكل  نهائي، وسيضم الأربع تكتلات الاستيطانية الكبرى وهي: غوش عتصيون، ومعالية ادوميم، وبيت ايل، واريئيل ومنطقة "ج" بالكامل.

ما أن تنتهي فترة "بينت"؛ حتى يكون الاحتلال قد أكمل فكرة وخطوة افراغ منطقة"ج" من الفلسطينيين،  فقرارات وسياسات  "بينت" تصب في مصلحة هذا المخطط، ففي ايامه الاولى من فترة حكمه سجلت اعتداءات متزايدة، والمستوطنين في حالة نشوة بالمصادرة والعربدة في الضفة الغربية.

التجمع الاستيطاني «بيت ايل» الملاصقة لمدينة رام الله والذي لا  يبعد عن بيت الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكثر من كيلومتر واحد،  هو احد التجمعات الاستيطانية المنوي ضمه، و"نفتالي بينت" طالب صراحة بسرعة ضم تجمع" معاليه ادوميم" هذا قبل انتخابه، والان هو لن يطالب بل سيعمل على ذلك بحكم موقعه.

في حال انتهاء الاحتلال من عزل القدس ضمن مخططاته التوسعية، وضم منطقة"ج"؛ فان "بينت " يكون قد اعطي ضوءاً أخضر لمواصلة تنفيذ خطط الاحتلال الإستراتيجية بالنسبة للاستيطان؛ ويكون حلم الدولة الفلسطينية قد تبخر وانتهى.

ماذا استفاد الفلسطينيون من قرار مجلس الأمن رقم 2334، والذي لا يصح إهماله كما جرى إهمال ونسيان قرار محكمة الجانيات الدولية بخصوص الجدار، فكل القرارات الدولية بخصوص القضية الفلسطينية لم يطبق منها ولو قرار واحد.

فلسطينيا؛ لن يكون هناك رد موجع على  سياسات "نفتالي بينت"، وتوسعه الاستيطاني؛ لان "اوسلو" تكبل الفلسطينيين، ما لم تغير حركة فتح نظرتها للصراع؛ وهو أمر غير متوقع ولم ينضج بعد؛ وسيكون الرد عبر المحافل الدولية، والذي بالمحصلة لن يقود أو يمنع مستوطن واحد من الاستيطان في الضفة.

إن أراد الفلسطينيون الرد على التوسع الاستيطاني ووقف تغوله وقتله لحلم الدولة الفلسطينية؛ فالحل بسيط جدا؛ وهو تفعيل الطاقات الفلسطينية التي لا تنضب، وطي صفحة الانقسام، والعمل ضمن برنامج وطني موحد.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت