ناقش الباحث الجزائري (محمد وهّاب) في قسم اللّغة العربيّة والأدب العربيّ في كليّة الآداب واللّغات في جامعة مصطفى اسطنبوليّ أطروحته للدكتوراه استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الدّكتوراه في تخصّص مناهج النّقد الحديث، وهي تحمل عنوان "الرّؤية والتّشكيل في المنجز القصصيّ لسناء الشعلان".
وأشرف الأستاذ الدكتور الجزائري نور الدّين صدّار على هذه الأطروحة النّقديّة الضّخمة التي تناولت بالدراسة والنّقد المنجز القصصيّ كاملاً لسناء الشعلان، في حين تكوّنت لجنة المناقشة للأطروحة إلى جانب المشرف والمقرّر أ. د نور الدّين صدّار من كلّ من: أ. د مصطفى شويرف رئيساً، وأ. د سنوسي شريط، و أ. د ناصر اسطمبول، و أ. د قادة عقاق، و أ. د فتيحة العزوني.
وعن سبب اختيار المنجز القصصي للشعلان موضوعاً لهذه الأطروحة قال أ. د نور الدّين صدّار: "إنّ أدب سناء الشعلان وخصوصاً أدبها القصصي مادة إبداعية طيعة يوفر للباحث مرونة منهجية تمكنه من مقاربته بسهولة ويسر، كما أنّ أدبها يحمل رؤى عربية وقومية وإنسانية تستجيب دراستها ومقاربتها وفق المنهج البنبويّ التكوينيّ الذي تتبناه الأطروحة، ويتميّز منجزها القصصي بتماثل رؤياها للعالم مع البنية التعبيرية والنسق والتشكيل الفني، كما تعلق القارئ في المغرب العربي بشكل عام والجزائري بشكل خاص بالأدب القصصي لسناء الشعلان، بوصفه أدباً يحمل قضية جوهرية، هي قضية فلسطين، فضلاً عن أنّ العالم القصصي لسناء الشعلان يطرح كثيراً من الأسئلة التي تغوص في الواقعيّ والنّفسيّ والفلسفيّ، تقتضي القراءة الحصيفة والفهم الدقيق والتفسير العميق".
وتكوّنت الأطروحة من مقدّمة وأربعة فصول وخاتمة وعدّة ملاحق بعنوان: "بطاقة فنيّة، وسناء الشعلان، ولوسيان غولدمان. وقد انعقد الفصل الأوّل تحت عنوان "القصة القصيرة في كتابات سناء الشعلان ورؤية العالم"، واحتوى على العناوين التّالية: العالم القصصي لسناء الشعلان، القصة القصيرة وبنيتها السردية، طبيعة الرؤية ومكوناتها في عالم سناء الشعلان القصصي، القصة القصيرة ورؤية العام.
في حين انعقد الفصل الثاني تحت عنوان "تمظهرات الرؤية الإنسانية في البنية السردية "، واحتوى على العناوين التّالية: الرؤية الإنسانية من خلال البنية السردية لخطاب الحب والعشق، الرؤية الإنسانية من خلال البنية السردية للخطاب العجائبي والغرائبي، الرؤية الإنسانية من خلال البنية السردية للخطاب العجائبي والغرائبي.
أمّا الفصل الثالث فجاء بعنوان " البنية السردية للخطاب المأساوي وتجليات الرؤية"، وهو يحتوي على العناوين التالية: فلسطين، وبنية القصة القصيرة، البنية السردية لخطاب القطع والحرمان وتجليات الرؤية، البنية السردية لخطاب الموت وتجليات الرؤية.
وخُتمت الأطروحة بالفصل الرّابع الذي حمل عنوان "الرؤية الثورية وتشكيلات البنية السردية " الذي احتوى على العناوين التالية: مكونات الرؤية الثورية عند سناء الشعلان، الرؤية الثورية من خلال البنية السردية لخطاب الرفض والمقاومة، الرؤية الثورية من خلال البنية السردية لخطاب الرفض والمقاومة، لزومية الرؤية الثورية للرؤية الإنسانية والمأساوية، تشكيلات الشخصية ومأساتها في تداعي الرؤية الثورية.
وعن هذه الأطروحة قال الباحث الجزائري (محمد وهّاب) جاء في هذه الأطروحة الموسومة بـ 'الرؤية والتشكيل في المنجز القصصي لسناء الشعلان بحثُ رؤية القاصة للعالم، والكيفية التي تشكّل بها البناء السردي والتعبير القصصي في مدونتها بفعل تلك الرؤية. فكان التمهيد بمكاشفة العالم القصصي لسناء الشعلان وتحري خصوصية كتابتها في حقل القصة القصيرة مع بيان الخصوصية الفنية لهذا الجنس وحصر طبيعة رؤية القاصة ومكوناتها فيه. وافتراض ما جاز افتراضه في شأنها، ثم محاولة فهم المنهج الحامل لمفهومي 'الرؤية والتشكيل' وبيان ملاءمة المدونة للتطبيق.
وكانت الرؤية الإنسانية وبحث تمظهراتها في البنية السردية وفي الأسلوب وأدوات التعبير من خلال خطابات، الحب والعشق، والأسطورة، والعجائبي والغرائبي مع إقامة علاقة تماثلية بين البنية العميقة الدالة بوصفها البنية التي تؤطر رؤية المبدعة للعالم، وبين البنية السطحية أو الشكل بوصفه القابل.
ومثله كان بحث البنية السردية للخطاب المأساوي وتجليات الرؤية من خلال خطابات: الحزن، والقطع والحرمان، والموت. وبحث الرؤية الثورية وتشكيلات البنية السردية من خلال خطابات: الرفض والمقاومة، والثورة، والانتصار لــ، والوقوف ضد، والتمرد. وكذا بحث لزومية هذه الرؤية للرؤيتين الإنسانية والمأساوية وما أنتجت هذه الظاهرة التي تنتهي إلى الرؤية النواة المتحكمة في النسيج القصصي من تشكيلات تعبيرية.