أكد محمد الهندي، رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي، أن "معركة سيف القدس لم تتوقف بعد، وكشفت انحياز الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده لخيار المقاومة"، مشددا على" أن الفلسطينيين سيفشلون كل محاولات سرقة وتجاوز نتائج المعركة، وداعيا إلى بذل جهد حقيقي ومركز لبناء جبهة وقواعد المقاومة."
جاء ذلك في حديث الهندي خلال لقاء سياسي نظمه مركز أطلس للدراسات في غزة، يوم السبت، بعنوان"سيف القدس تداعيات وعبر" تناول رؤية حركة الجهاد الإسلامي لتحديات ما بعد معركة سيف القدس والمطلوب فلسطينيا وإقليمياً لمواجهة هذه التحديات.
وحضر اللقاء جمع كبير من قادة العمل الوطني والإسلامي، ومثقفون وأكاديميون ومحللون ومتابعون سياسيون.
وقال الهندي : "قبل معركة سيف القدس كانت هناك محاولات حثيثة لطي صفحة الصراع على فلسطين لصالح العدو الصهيوني في سياق هجمة عنيفة على الشرق الإسلامي كله، لتسييد إسرائيل في قلب مستقبل المنطقة وتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية سلام اقتصادي".
وأضاف:" المعركة كشفت انحياز الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده لخيار المقاومة وأعادت الصراع إلى المربع الأول في المدن المحتلة عام 1948، وعززت وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة عدو واحد لدحره بالجهاد والمقاومة"،مشددا على ضرورة أن تكون المقاومة في رأس أولويات أي تحرك فلسطيني قادم."
وأشار الهندي إلى أن معركة سيف القدس أظهرت تحولا كبيرا وعميقا في الرأي العام الدولي والإقليمي لصالح القضية الفلسطينية.
وبيّن رئيس الدائرة السياسية للجهاد أن "الحرب لم تتوقف رغم وقف إطلاق النار"، مضيفا: "العدو الصهيوني لا يريد أن يبتلع هذه الهزيمة ولا يريد الاعتراف بها، ويحاول استعادة زمام المبادرة بمواصلة الاعتداءات في القدس والضفة والأقصى وبمواصلة حصار غزة".
وأكد الهندي أن الفلسطينيين يواجهون سياسة الاحتلال ويتصدون لاعتداءاته في القدس والضفة وغزة، موضحا أن المقاومة بعثت برسائل مختلفة عبر الوسطاء، أكدت فيها جاهزية الشعب الفلسطيني لتحمل المسئولية.
وشدد الهندي على أن السلطة الفلسطينية أصبحت عاجزة عن إقناع الشعب الفلسطيني بأنها تدافع عن مشروع وطني، مبينا أن أمريكا وأنظمة عربية منخرطون في تفعيل مسار الشراكة بين العدو وبين السلطة.
وتابع بالقول:" حتى على مستوى ملف إعادة إعمار غزة، السلطة مصنفة فاسدة وغير قادرة على إدارة هذا الملف".
وأعرب الهندي عن اعتقاده بأن "الغرب وبعض دول المنطقة العربية يحاولون تجاوز نتائح معركة سيف القدس، ولا يريدون للشعب الفلسطيني أن ينهض ويقاتل إسرائيل ، ولا يريدون لغزة أن تضيء بصواريخها طريق الجهاد والمقاومة والانتصار، لافتا إلى أن نتائج المعركة قفزت عميقا في الوعي الفلسطيني والصهيوني والعالمي."
وقال: "الشعب الفلسطيني تمرس وتعايش مع التضحيات والمعاناة على مدار قرن من الزمن، وهو يدفع ضريبة العزة والكرامة والحرية، ويدرك أن هذه التضحيات أقل من ضريبة الذل والمهانة التي يدفعها المستسلمون".
وأكد الهندي أن "الصراع مع الاحتلال هو صراع إرادة يخوضه الفلسطينيون بكل وعي ومسئولية." وزاد بالقول:" نسعى لاستنزاف العدو على كل المستويات وفضح حقيقة الكيان القاصرة وواقعه النفسي الضعيف أمام المطبعين والمرعوبين" مؤكدا أن" صواريخ غزة المحاصرة محلية الصنع أرهقت الاحتلال وغطت كل مدن الكيان وأدخلت المستوطنين إلى الملاجئ، ولا يحق لأحد إدانتها ووصفها بالإرهاب."
ودعا الهندي إلى التصدي لمحاولات تعويم مسار الشراكة مع العدو، وسرقة نتائج معركة سيف القدس.
وأدان عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي تجرؤ السلطة الفلسطينية على الدم الفلسطيني وتكميم الأفواه.كما قال
ووصف الهندي "ارتماء بعض أنظمة الدول العربية في أحضان العدو الصهيوني وفتح سفارات لها في دولة الكيان" بأنه طعنة في ظهر الأمة ومقدساتها.
وأوضح أن "الوحدة الفلسطينية تتحقق في الميدان وتتجاوز كل القيادات الرسمية والشرعيات المزعومة"، مبينا أن بناء "الوحدة الفلسطينية وفق السياسات البائدة، مشاركة في سرقة نتائج معركة سيف القدس".
وشدد الهندي على ضرورة تحديد أهداف منطقية تحافظ على قوة دفع الرأي العام لصالح قضية فلسطين، من خلال الحديث عن وقف الاستيطان وهدم البيوت واقتحامات المسجد الأقصى، وصولا لكنس الاحتلال عن كامل أرض فلسطين.
وتطرق الهندي للعلاقة بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والارتقاء بهذه العلاقة من مستوى التنسيق إلى مستوى متقدم يسمح بحشد كل فصائل المقاومة في مواجهة الاحتلال، وبناء جبهة المقاومة في الداخل وتجاوز كل الحسابات الشخصية والحزبية.
وردا على إحدى المداخلات، استبعد الهندي إمكانية الدخول في جولة قتال جديدة مع الاحتلال في الوقت الراهن، معللا ذلك بعدم جاهزية المنطقة لهكذا جولة.