"الأوقاف": أكثر من 1520 مستوطنين اقتحموا الأقصى منذ صباح اليوم

مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك

اقتحم نحو 1520 مستوطنا باحات المسجد الأقصى المبارك منذ الساعة السابعة والنصف صباحا، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فيما لا يزال المصلي القبلي محاصرا، بعد اغلاقه بالسلاسل الحديدية، واحتجاز من بداخله، وقطع أسلاك مكبرات الصوت.

وحسب مصادر مقدسية، اقتحمت قوات الاحتلال باحات الأقصى من بابي السلسلة والمغاربة، واعتدت بالضرب على المصلين والمرابطين في المصلى القبلي وباحات المسجد، وأخلتهم بالقوة، قبل ان تعتقل عددا منهم.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن المستوطنين بهذه الأعداد الكبيرة اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات كبيرة وتجولوا في باحاته بشكل استفزازي، برفقة المتطرفين ايهودا غليك وبن حيفر، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، فيما قام بعضهم بتأدية شعائر تلموديه قبالة قبة الصخرة.

وقال شهود عيان، إن مجموعات من المستوطنين حاولت اقتحام الأقصى من بابي حطة والملك فيصل من حارة السعدية والحي الإسلامي في المدينة، إلا أن المواطنين تصدوا لهم، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال لحمايتهم وإبعادهم عن المكان.

وبالتزامن مع ما يجري من اقتحامات جماعية، فقد أغلقت قوات الاحتلال جميع مداخل الأقصى، ومنعت الدخول إليه، فيما لا تزال تحاصر العشرات من المصلين داخل المسجد القبلي.

وأضاف شهود العيان، ان قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت باتجاه المصلين، وأجبرتهم على مغادرة باحات المسجد بالقوة وتحت تهديد السلاح.

وفي تطور لاحق، قطعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أسلاك مكبرات الصوت داخل المسجد الأقصى المبارك، في إطار سلسلة اعتداءاتها المتواصلة منذ الصباح على المسجد، لتأمين اقتحام مئات المستوطنين.

وأفادت الأوقاف الإسلامية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مآذن المسجد الأقصى، وقطعت الأسلاك الموصولة بمكبرات الصوت، وهو أمر مشابه لما قام به الاحتلال خلال عمليات الاعتداء على المسجد الأقصى في شهر رمضان الماضي.

وحذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس من مغبة ما تقوم به حكومة الاحتلال والمتطرفون اليهود من انتهاكات بحق حرمة المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وخاصة تزامنا مع الأعياد والمناسبات الإسلامية، "ما يعبر عن تطرف وحقد دفين، هدفه جر المنطقة إلى حرب دينية لا تحمد عقباها".

وأكد المجلس، في بيان له، أن هذه الانتهاكات والاعتداءات بحق المسجد الأقصى المبارك جاءت بدعوات مما تسمى جماعات "أمناء الهيكل المزعوم"، وبدعم وغطاء حكومي سياسي.

كما حذر المجلس مما تسعى إليه هذه الجماعات المتطرفة "غير الآبهة بعقيدة أكثر من ملياري مسلم حول العالم، من خلال المساس بأقدس مساجدنا في هذه الديار، مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء".

وشدد على أن جميع ما تقوم به هذه الجماعات المتطرفة وما تسعى للوصول إليه، لن يغير من الحقيقة الربانية "أن المسجد الأقصى المبارك بمساحته البالغة 144 دونما هو مسجد إسلامي خالص لن يقبل القسمة ولا الشراكة، وسيبقى ذلك إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، وسيبقى أهل بيت المقدس والمرابطين في أكنافه حراسا أوفياء لعهد وذمة رسولهم الأكرم صلى الله عليه وسلم ومسراه المبارك".

وأكد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس ومن خلفه المقدسيون وجميع المسلمين، التفافهم ودعمهم والتزامهم بالوصاية الهاشمية للملك عبد الله الثاني بن الحسين، التي تعتبر صمام الأمان للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف

من جانبها، دعت دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، الأمتين العربية والاسلامية الى تحمل مسؤولياتهما ومساندة الشعب الفلسطيني وابناء المدينة المقدسة، الذين يشكلون خط الدفاع الاول في معركة الكرامة العربية والاسلامية في الدفاع عن مقدساتهم الاسلامية والمسيحية والمسجد الاقصى المبارك على وجه الخصوص .

وأكدت في بيان، أن سلطات الاحتلال في تسهيلاتها لاقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الاقصى واستخدام القوة في قمع المصلين العزل ومحاصرتهم واغلاق ابواب المسجد ومنع المؤمنين من اداء عباداتهم والاعتداء الوحشي على النساء، انما تحاول فرض امر واقع في تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا.

وحملت الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينيت، مسؤولية عواقب وتداعيات سياساتها العنصرية تجاه المقدسيين وفي مقدمتها محاولات الاستيلاء على المقدسات الاسلامية والمسيحية، وسياسة التطهير العرقي في احياء المدينة المقدسة، خاصة الشيخ جراح وبطن الهوى والبستان في سلوان .

ودعت المجتمع الدولي الى الكف عن سياسة غض الطرف عما يجري في فلسطين من انتهاكات مخالفة لكافة الاعراف والقوانين والشرائع الدولية والعمل بجدية على الزام سلطات الاحتلال بالشرعية الدولية واحقاق الحقوق الوطنية المشروعة لأبناء شعبنا الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وفق الاسس والمبادئ التي نصت عليها الشرعية الدولية

وكانت قوات الاحتلال، نصبت الليلة الماضية حواجز حديدية على مداخل القدس العتيقة، وشددت من إجراءاتها العسكرية واعتدت على شاب بالضرب قرب باب العامود.

وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، المجتمع الدولي، باتخاذ موقف حازم لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى المبارك.

وأدانت الخارجية في بيان صحفي، الاقتحامات التي نفذها صباح اليوم اليهود المتطرفون لباحات المسجد الأقصى المبارك، والتي جاءت على خلفية الدعوات التي اطلقتها جماعات ما تسمى "اتحاد منظمات جبل الهيكل".

 كما أدانت الاعتداءات الهمجية التي مارستها قوات الاحتلال وشرطته ضد المصلين في المسجد فجرا وملاحقتهم وإجبارهم على الخروج من باحات المسجد لتسهيل اقتحامات المتطرفين اليهود.

وقالت الخارجية في بيانها: إن هذه الاعتداءات والاقتحامات تندرج في اطار قرار إسرائيلي رسمي لتكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك ريثما يتم تقسيمه مكانيا، وضمن عمليات أسرلة وتهويد القدس وفرض السيطرة عليها وتفريغها من المواطنين الفلسطينيين.

وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن هذا الاستهداف المتواصل للقدس بأحيائها وبلداتها وهويتها الفلسطينية، وبشكل خاص المسجد الأقصى المبارك ونتائجه وتداعياته على الأوضاع برمتها.

ورأت الخارجية أن هذا الاستهداف المتواصل، يندرج ضمن محاولات اسرائيلية ممنهجة لاستبدال الصراع السياسي بصراع ديني لإخفاء طابع وصفة الاحتلال عن إسرائيل.

 وأكدت أن محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى لن يمر بهمة وصمود المقدسيين المرابطين الذين يدافعون عن القدس ومقدساتها نيابة عن الأمتين العربية والاسلامية.

وشددت الخارجية على أنها تواصل متابعة تداعيات وتفاصيل هذا العدوان الغاشم على المسجد الأقصى المبارك، وتتحرك سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا على المستويات كافة للمطالبة بتوفير حماية دولية للأقصى والقدس والمقدسيين، وحشد موقف دولي فاعل يجبر دولة الاحتلال على وقف الاقتحامات والاعتداءات والتضييقات التي تفرضها سلطات الاحتلال على المسجد ودائرة الاوقاف الاسلامية والمصلين، ولتنفيذ القرارات العربية والإسلامية والاممية ذات الصلة، بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة