أعلن التلفزيون الإثيوبي اكتمال التعبئة الثانية لسد النهضة وبثت صورا لها، كما نشرت وكالة الأنباء الإثيوبية "فيديو جديدا" يظهر الانتهاء من المرحلة الثانية من التعبئة الأولية.
وتظهر الصور دنو مستوى ارتفاع المياه من الممر الأوسط وهو ما يعني أن مرحلة التجاوز هي إيذان باستكمال التعبئة، كما تظهر الصور استمرار تدفق المياه من الممرين السفليين.
وقال مراسل قناة "الجزيرة" حسن رزاق، إنه كانت هناك إرهاصات في الليلة الماضية، حيث واصل التلفزيون بث أغان وطنية وأهازيج، ونشط رواد مواقع التواصل الاجتماعي في بث مقاطع وصور تشير إلى اكتمال التعبئة وذلك على نطاق واسع في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال إن المعلومات المتداولة تفيد بأن التعبئة اكتملت، ولم يبق إلا الإعلان الرسمي، حيث تجاوز الماء الممر الأوسط، وهذا يمثل إيذانا باكتمال التعبئة حسب خبراء ومسؤولين في وزارة الري.
وأضاف أنه وفقا لتك المصادر، فقد تمت التعبئة بشكل طبيعي بسبب غزارة الأمطار، ولم تكن هناك حاجة لإغلاق بوابات السد، حيث بقيت البوابات مفتوحة والمياه تمر بشكل طبيعي.
وذكر أن إثيوبيا تتوقع حدوث فيضانات في شهر سبتمبر/أيلول القادم، وتقول إنها تتحسب وتقوم بالإجراءات اللازمة بشأنها.
ونقلت وكالة رويترز، عن وسائل إعلام حكومية إثيوبية، يوم الاثنين، أن الملء الثاني لسد النهضة، "سيكتمل في غضون دقائق"، وذلك في وقت تشهد فيه المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان تعثراً كبيراً، بشأن قواعد ملء وتشغيل السد.
وذكرت هيئة الإذاعة الإثيوبية التي تديرها الدولة أن مرحلة الملء الثاني لسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق ستكتمل في غضون دقائق.
ويثير السد الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار المخاوف من نقص المياه وبشأن الأمن المائي في مصر والسودان اللذين يعتمدان على مياه النيل.
وكانت إثيوبيا أخطرت مصر في 5 يونيو الماضي رسميا ببدء الملء الثاني لسد النهضة، فيما ردت مصر باعتبار الخطوة خرقا صريحا وخطيرا لاتفاق المبادئء، وللقوانين والأعراف الدولية.
وكان ناشطون عبر مواقع التواصل، نشروا مقطع فيديو أمس الأحد وثق بحيرة سد النهضة وقد امتلأت بالمياه.
وتعهد الجيش الإثيوبي يوم الأربعاء الفائت، بتأمين عملية بناء سد النهضة حتى إتمامها ومواجهة أي قوى ستحاول اجتياح حدود المنطقة التي يقع السد فيها.
وكان مصدر في وزارة الري والمياه الإثيوبية نفى للجزيرة وجود أي إشكاليات في المرحلة الثانية من التعبئة الأولية لسد النهضة، فيما قالت صحيفة "ريبورتر" (Reporter) الإثيوبية إن المرحلة الثانية من التعبئة الأولية لسد النهضة أوشكت على الانتهاء قبل الموعد المتوقع اليوم الاثنين.حسب "الجزيرة نت".
في المقابل، قال مصدر في وزارة الري السودانية للجزيرة إن الوزارة لاحظت زيادة في منسوب المياه الواردة إلى النيل الأزرق جراء الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية.
وأشار المصدر الإثيوبي إلى أن العملية تمضي وفق الخطة المرسومة لها ومن دون الحاجة إلى إغلاق بوابات السد حتى الآن، وذلك بسبب غزارة هطول الأمطار.
وعن الأخبار المتداولة عن اكتمال التعبئة أشار المصدر إلى أن التعبئة وصلت إلى مراحلها النهائية، متوقعا أن تصدر وزارة المياه والري الإثيوبية بيانا تفصيليا عن مسار التعبئة خلال الفترة القادمة.
وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إثيوبيا فيديوهات تظهر عمالا بمشروع سد النهضة وهم يجوبون موقع الإنشاءات احتفالا باستكمال التعبئة.
وكانت أديس أبابا تصر على تنفيذ ملء ثانٍ لسد النهضة بالمياه في يوليو/تموز الجاري وأغسطس/آب المقبل حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد الذي تقيمه على النيل الأزرق الرافد الرئيس لنهر النيل.
في حين تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي ملزم، للحفاظ على سلامة منشآتهما المائية وضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه النيل وهي 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليارا على الترتيب.
وفي 8 يوليو/تموز الجاري خلص مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة إعادة مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.