أهداف فتح الفتحات

بقلم: خالد معالي

خالد معالي
  •  د. خالد معالي

مخطئ من يظن ان الاحتلال كل خطوة يقوم بها تكون عن غير دراسة عميقة، ومعرفة تبعاتها وانعكاساتها، فلو كانت خطوة ادخال مئات الاف الفلسطينيين للداخل المحتل ستضر به لما فعلها.

فقد كان يقتل او يجرح او يسجن كل من يتخطى الجدار، والان عشرات الاف الفلسطينيين، يتدفقوا يوميا من الضفة الغربية الى الداخل المحتل والاراضي المحتلة عام 48، دون ان يتحرك جنود الاحتلال.

تعددت الاراء وراح المحللون يحاولون قراءة الدوافع لفتح فتحات الجدار، ولعل من دوافع الاحتلال هو ما يتعلق بالنواحي السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية ونواحي قيمية، وغيرها مما لا يسمح المقال التوسع فيه.

لعل من اسباب ودوافع الاحتلال هو خلق تناقض لدى جيل الشباب الفلسطيني وضرب ثقته بثقافته وقيمه، وثقته بسلطته وقواه الفلسطينية بشكل عام، فعندما يرى جيل الشباب دولة الاحتلال من الداخل ويرى تقدمها المزعوم- أوهن من بيت العنكبوت – في مختلف المجالات، سيعتقد تلقائيا ان الاحتلال افضل من سلطته وقواه الفلسطينية بالمجموع العام، وستهتز ثقته بالكل الفلسطيني وان القبول بالعيش في ظل الاحتلال والتطبيع افضل له.

ومن ناحية امنية يقوم الاحتلال بدراسة نفسيات الفلسطينيين ومدى استعدادهم للقيام بعمليات ضد الاحتلال، وكذلك وجود حالة من الاريحية بربط او التواصل مع العملاء والجواسيس بكل سهولة مع مخابرات الاحتلال ودون وجود خطر لكشفهم او تقليل المخاطر للحد الادنى، عدا عن اختبار صحة قرائتهم للواقع الفلسطيني من خلال الاعداد الضخمة والتي هي عينة حقيقة للشعب الفلسطيني قد تصل لمئات الاف في محصلتها النهائية في وقت قصير جدا، بهدف رسم خطط وسياسات مستقبلية تتعلق بالضم وغيره.

التطرق للمخاطر الامنية كبير جدا ومتشعب والغوص فيه والتحليل يتشعب هنا وهناك، لكن بالاطار العام لا شك ان ذلك يسهل على مخابرات الاحتلال عملها.

التطرق للناحية الامنية مرتبط بالناحية الاقتصادية، فدخول مئات الاف الفلسطينيين للداخل المحتل تلقائيا سينعش الاقتصاد التابع للاحتلال خاصة قطاع السياحة والنقل وغيرهما، ومن يظن ان ذلك غير محسوب له لدى الاحتلال فهو غير دقيق، وان كان يرى البعض ان الاهمية الاقتصادية لا ينظر لها الاحتلال انها ذات جدوى، فالاحتلال يحسب كل خطوة ويعد لها جيدا ويدرس انعكاساتها مسبقا.

القول ان هناك خلافات وتناقضات داخلية لدى الاحتلال دفعت لهكذا خطوة، فهو ايضا غير دارس جيدا لواقع الاحتلال، فالناحية الامنية هي الاهم لدى كيان قائم على الهوس الامني، فعند امنه ومصلحة امنه يتوقف كل شيئ بالنسبة لهم.

الاسهاب في داوفع الاحتلال طويل جدا، ومتشعب، ومن يظن ان الاحتلال يتكرم على الفلسطينيين بالسماح له بالترفيه والتسلية والتخفيف من الضغوط النفسية، فهو واهم، فمكر الاحتلال بائن لكل ذي عقل، وسياسة الاحتلال بعبور ثغرات الجدار هدفها احباط وخلق حالة من عدم الثقة  بالحالة الفلسطينية.

يمكر الاحتلال ويخطط، الا ان كل اساليبه الخادعة ما عادت تنطلي على الشعب الفلسطيني، فقد خبر الشعب الفلسطيني كل طرق ووسائل الاحتلال، بسبب طول فترة الاحتلال منذ عام 48، وما عاد المحتل الغاصب يقدر على تضليل الشعب الفلسطيني الذي وعى جيدا اساليب مخابرات الاحتلال.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت