كشف مسؤول في الاتحاد الأوروبي يوم الخميس أن الاتحاد يعمل على إعادة التواصل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي واتخاذ إجراءات بناء ثقة بعد أعوام من القطيعة.
وقال مسؤول الإعلام في بعثة الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله شادي عثمان، للصحفيين في مدينة رام الله، "إن الاتحاد يقوم بنقاشات لما يجري مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومحاولة البناء على ما يحدث مؤخرا من تطورات".
وكان المبعوث الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانز، قد بدأ أمس الأربعاء زيارة إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، والتقى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ووزير خارجيته رياض المالكي في رام الله.
كما التقى كوبمانز مسؤولين إسرائيليين في القدس أمس واليوم ضمن زيارته، التي تنتهي يوم غد الجمعة.
وأوضح عثمان أن زيارة كوبمانز إلى المنطقة تأتي ضمن جهد الاتحاد لإحياء عملية السلام وإعادة الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأشار إلى أن كوبمانز التقى خلال جولته الحالية مع القيادة الفلسطينية وأطراف مختلفة من المجتمع الفلسطيني، وكذلك مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، على أن يلتقي مع وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد لاحقا.
وأكد عثمان أن للإتحاد الأوروبي دورا مهما في اللجنة الرباعية الدولية، ويعمل من خلالها على إعادة التواصل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والأطراف الأخرى في المنطقة للبحث عن أسس جديدة وآليات تساهم في إحياء العملية السياسية.
واعتبر أنه "من الممكن أن يتم القيام بالكثير على الأرض، ولكن المهم أن يكون ضمن رؤى سياسية تنسجم مع رؤية حل الدولتين التي يتبناها الإتحاد الأوروبي لإطلاق عملية سياسية تساهم في إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات".
ورأى عثمان أن "الأمور ليست سهلة بسبب الانقطاع لفترة طويلة، ولكن الجهود موجودة ومستمرة"، معربا عن أمله في أن تساهم الخطوات والاتصالات في إعادة إحياء عملية السلام وخلق تغييرات على الأرض تساهم في تعزيز الأمل للطرفين وبشكل أساسي للشعب الفلسطيني.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني قد طالب خلال اللقاء مع كوبمانز الأربعاء اللجنة الرباعية الدولية بمبادرة جدية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدا انفتاح القيادة الفلسطينية على مسار جدي يملأ الفراغ السياسي الحالي.
يأتي ذلك فيما عقد لقاء فلسطيني إسرائيلي ضم الأربعاء وزراء الصحة وحماية البيئة من الجانبين، في مدينة القدس، وهو الأول من نوعه منذ أعوام بسبب القطيعة بين الجانبين، بحسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة.
وجاء اللقاء وسط تزايد الاتصالات رفيعة المستوى بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بعد أداء الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين الدستورية في يونيو الماضي، حيث جرت أربع مكالمات هاتفية بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكبار المسؤولين الإسرائيليين الشهر الجاري.
وجرت مكالمات الرئيس عباس مع كل من الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، ووزير الجيش غانتس، ووزير الأمن الداخلي عومر بار ليف، علما بأن آخر محادثة جرت بين الرئيس عباس ومسؤول في الحكومة الإسرائيلية السابقة بقيادة بنيامين نتنياهو، كانت مع نتنياهو نفسه في يوليو 2017 بشأن الأزمة في المسجد الأقصى في حينه.
ويعتقد مراقبون فلسطينيون وإسرائيليون أن الحكومة الحالية بقيادة نفتالي بينيت تريد انفتاح العلاقة مع السلطة الفلسطينية، بخلاف حكومة نتنياهو التي اتسمت فيها الاتصالات مع الجانب الفلسطيني بشبه المقطوعة عدا التنسيق الأمني.
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.