أصدرت المحكمة الجزائية السعودية أحكامها، يوم الأحد، بحق عدد من المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين، تراوحت بين البراءة، والسجن لمدة 22 عاما، قابلة للاستئناف بعد 40 يوما، فيما وصف أهالي معتلقين الأحكام بأنها "قاسية".
وأفادت مصادر لوكالة "قدس برس"، بأن "السلطات السعودية، منعت حضور عوائل المعتقلين، باستثناء شخص واحد من كل عائلة، وسط حالات من الإغماء والانهيار بين الأهالي، جراء الأحكام الصادمة".
وأوضحت المصادر، أن "المحاكمات لا زالت جارية، إذ يتم الحكم على دفعات، (كل مجموعة 4 معتقلين)".
وحسب وكالة "الأناضول" قضت المحكمة الجزائية السعودية، بالحبس 15 عاما على الممثل السابق لحركة "حماس" لديها، محمد الخضري؛ بتهمة "دعم المقاومة"، ضمن أحكام طالت 69 أردنيا وفلسطينيا، تراوحت ما بين البراءة والحبس 22 عاما.
وقال عبد الماجد، شقيق الخضري، لوكالة "الأناضول"، إن المحكمة أصدرت حكما بالسجن مدة 15 عاما، مع إعفاء لنصف المدة (7 أعوام ونصف)، فيما حُكم على نجل محمد (هاني) بالسجن 3 سنوات".
من جانبه، أكد خضر مشايخ، رئيس لجنة المعتقلين الأردنيين في السعودية، مدة الحكم على الخضري، لافتا إلى أن من صدر بحقهم الحكم من المتهمين (69 أردنيا وفلسطينيا)، حتى الآن، تراوحت أحكامهم ما بين البراءة والحبس 22 عاما.
وعلقت حركة حماس على الأحكام بالقول "لقد صدمنا صباح اليوم الأحد 08 آب/أغسطس بالأحكام التي أصدرها القضاء السعودي بحق عدد كبير من الإخوة فلسطينيين وأردنيين، المقيمين في المملكة، وحيث إن هؤلاء الإخوة لم يقترفوا ما يستوجب هذه الأحكام القاسية وغير المبررة، فضلاً عن المحاكمة، فكل ما فعلوه هو نصرة قضيتهم وشعبهم الذي ينتمون إليه، دون أي إساءة للمملكة وشعبها".
وأضاف الحركة في بيان لها " وفي الوقت الذي نرحب فيه بأحكام البراءة التي صدرت بحق بعض الإخوة، فإننا نستهجن الأحكام القاسية غير المستحقة بحق غالبيتهم، وندعو القيادة السعودية إلى سرعة الإفراج عنهم وإنهاء معاناتهم ومعاناة عائلاتهم التي مضى عليها ما يزيد على السنتين."
والثلاثاء الماضي، حددت السعودية الأسبوع الجاري موعدا للنطق بالحكم على المتهمين، بعد أن أجلته مرتين خلال الأشهر الماضية، وجاء القرار بالتزامن مع زيارة أجراها وزير خارجية الرياض لعمان، التقى خلالها الملك عبد الله الثاني.
وفي 21 يونيو/حزيران الماضي، أجلت محكمة سعودية جلسة النطق بالحكم بحق هؤلاء الموقوفين إلى 3 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وذلك للمرة الثانية، بعد أن سبق وأجلتها في فبراير/شباط 2021.
ومنذ بدء الحديث عن قضية هؤلاء الموقوفين، لم تصدر الرياض أي تعقيب، وعادة ما تقول إن المحاكم المختصة تتعامل مع الموقوفين لديها، وإنهم "يتمتعون بكل حقوقهم التي كفلها لهم النظام".
يشار إلى أن السعودية أوقفت أكثر من 60 أردنيا وفلسطينيا من المقيمين لديها في شباط/ فبراير 2019، بينهم ممثل حركة حماس السابق لدى المملكة محمد الخضري، بتهمة ينفون صحتها، وهي تقديم الدعم المالي للمقاومة الفلسطينية.
وكان مصدر في حركة "حماس" قد أكد في حديث له بأن الخلافات بين حركته والرياض، بقيت على حالها، وأن التدخلات الأخيرة لحل الأزمة القائمة منذ حملة الاعتقالات التي نفذتها أجهزة أمن سعودية، وطالت مواطنين فلسطينيين وأردنيين، بينهم ممثل "حماس" السابق في السعودية، د. محمد الخضري، وعدد من أنصار الحركة، لم تأتِ بأي نتائج ايجابية".
وفي وقت سابق، وصفت الحركة تلك المحاكمات بـ"الجائرة"، خاصة، وأن المحكمة السعودية وجهت لهم تهمة "دعم الإرهاب".
وقالت "حماس" في بيان إنها "تتابع ببالغ الأسف المحاكمات الجائرة، والتهم الباطلة، التي وجهتها السلطات السعودية إلى عدد من أبناء شعبنا الفلسطيني المقيمين في السعودية".
واسستنكر حركة الجهاد الإسلامي بشدة حملة الأحكام التي وفتها بـ"الظالمة" و"الجائرة" التي طالت عدداً من المواطنين الفلسطينيين المقيمين في السعودية، بتهم "دعم صمود شعبنا في الأرض المحتلة".
وقالت الحركة في بيان لها "إن هذه الأحكام الظالمة وغير المبررة لا تتفق وشريعة الإسلام وقيم العروبة في الدفاع عن المسجد الأقصى وشعبنا المظلوم الرازح تحت الاحتلال الصهيوني."
واعتبرت لجان المقاومة في فلسطين أن الاحكام التي وفتها بالجائرة بحق عدد من ابناء الشعب الفلسطيني المقيمين في السعودية "تستهدف صمود شعبنا ومقاومته وعدوان ارهابي على كل مكونات الشعب الفلسطيني" .
وقالت اللجان في بيان صدر عن مكتبها الاعلامي "هذه الاحكام سياسية بامتياز وليس لها علاقة باي تهم جنائية وما يجري هو في اطار محاصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته"، معتبرة بأن "ما يجري من استمرار اعتقال عشرات الفلسطينيين المقيمين في السعودية ومحاكمة بعضهم هو وصمة عار على جبين حكام السعودية وهو يمثل جريمة اخلاقية وسياسية وقيمية ." كما قالت
ودعت الحركة "النظام السعودي" الى "مراجعة نفسه" والغاء هذه "الاحكام الجائرة" واطلاق سراح كافة المعتقلين في سجونه دون قيد او شرط .
كما دعت الشعب السعودي الشقيق الى "اعلاء صرخته في وجه هذا الظلم الذي يستهدف القضية الفلسطينية ولا يخدم الا العدو الصهيوني ." كما قالت