ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية نقلا عن مصادر عسكرية وسياسية إسرائيلية بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، طلب من ضباط كبار بتقليص حالات إطلاق النار على فلسطينيين في الضفة الغربية، إثر استشهاد أكثر من 40 فلسطينيا في جرائم الجيش، منذ أيار/مايو الماضي.حسب الصحيفة
وحسب الصحيفة، فأن مسؤلين في المستوى السياسي الإسرائيلي انتقدوا قائد المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلي، تمير يدعي، بسبب سلوك قواته وتحسبوا من أن ذلك سيؤدي إلى تصعيد في الضفة الغربية.
وعقد كوخافي اجتماعا مع ضباط كبار في قيادة المنطقة الوسطى، وطلب منهم العمل من أجل تقليص حالات إطلاق النار على فلسطينيين في الضفة الغربية، حسبما ذكرت "هآرتس". وجاء ذلك في أعقاب استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وفي الأسابيع الأخيرة بشكل خاص.
ووفقا للصحيفة، فإن كوخافي طلب من الضباط العمل من أجل تهدئة الوضع، وأن يشارك ضباط كبار في قسم من العمليات العسكرية "والتأكد من أن يتم اتخاذ قرارات كثيرة في المستويات العليا" للجيش. ويعني ذلك أن قوات الاحتلال تطلق النار على الفلسطينيين بشكل تعسفي وأنه بالإمكان الامتناع عن ذلك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في المستوى السياسي الإسرائيلي الذين انتقدوا قائد المنطقة الوسطى وضباطا فيها، قولهم إن سلوكهم في الأشهر الأخيرة من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد في الضفة، وادعوا أن ذلك "سيمس بالجهود التي تبذلها الحكومة من أجل المساعدة في إنعاش اقتصادي وسلطوي للسلطة الفلسطينية".
وأشار مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أنه في الأشهر الأخيرة "عمل ضباط كبار في قيادة المنطقة الوسطى، في عدة مناسبات، بشكل يمكن أن يشعل الضفة"، حسب الصحيفة.
وقالت مصادر مطلعة على مضمون اجتماع كوخافي مع ضباط كبار في المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلي، إن كوخافي تطرق إلى عدة حالات حدثت مؤخرا، أطلق فيها مستوطنون النار باتجاه فلسطينيين بأسلحة تابعة للجيش، وكذلك بأسلحة جنود كانوا متواجدين إلى جانبهم.
وفي حزيران/يونيو الماضي، وثّقت صور ومقاطع فيديو مستوطنا يطلق النار من سلاح جندي باتجاه فلسطينيين في قرية التواني، في جنوب جبل الخليل، بعدما ترجل من سيارة جيب عسكرية تواجد فيها جنود، فيما ألقى مستوطنون آخرون حجارة باتجاه أشجار يملكها فلسطينيون. وأفادت الصحيفة بأن جيش الاحتلال لم يزود أي معلومات حول هذا الاعتداء وكذلك حول اعتداءات أخرى شوهد فيها مستوطنون يطلقون النار باتجاه فلسطينيين بوجود جنود إلى جانبهم.
وبدأت موجة اعتداءات المستوطنين في أعقاب مصادقة جيش الاحتلال على إقامة البؤرة الاستيطانية "إفياتار" في اراضي جبل صبيح قرب نابلس. وقالت الصحيفة إن نقاشا دار بين الجيش والشرطة الإسرائيليين حول الجهة التي صادقت على إقامة هذه البؤرة.
وفي أعقاب إقامة البؤرة الاستيطانية في أراض بملكية فلسطينية، دارت مواجهات عديدة، استشهد فيها خمسة فلسطينيين. ولاحقا، صادق قائد لواء غور الأردن، بتسلئيل شنايد، لمجموعة من المستوطنين بالمبيت في موقع عسكري مهجور في الغور، رغم أنه كان يعلم بنية المستوطنين إقامة بؤرة استيطانية في المكان، وفق ما أكدت الصحيفة.
وفي موازاة ذلك، صعّد جيش الاحتلال من استخدام بنادق من طراز "روجر" خلال مواجهات في الضفة، أثناء العدوان على غزة فيأيار/مايو الماضي. وقالت الصحيفة إن التقديرات تشير إلى أن العدد الأكبر من الشهداء الفلسطينيين سقطوا من جراء استخدام هذه البنادق.
وأضافت الصحيفة أنه ارتفعت وتيرة إطلاق جنود الاحتلال النار في الأشهر الثلاثة الأخيرة، "وعدد الحالات التي قتل فيها جنود فلسطينيين لم يشاركوا في المواجهات، وبينهم أطفال". وقبل ثلاثة أسابيع أطلق جنود النار ما أسفر عن استشهاد شادي شرفا (41 عاما) من سكان بلدة بيتا جنوبي نابلس، عندما كان يمارس عمله كسباك. وبعد ذلك بعدة أيام استشهد الطفل محمد العلمي (12 عاما) إثر إطلاق 13 رصاصة على سيارة تواجد فيها بالقرب من بيت أمر شمالي الخليل. واندلعت مواجهات خلال جنازته استشهد خلالها شوكت عواد (20 عاما).
وحسب الصحيفة، فإن مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي انتقدوا في الأشهر الأخيرة طبيعة العلاقة بين يدعي وجهات متطرفة بين المستوطنين. وذكروا في هذا السياق لقاءات يدعي مع عناصر من التنظيم الإرهابي "شبيبة التلال" الذي استوطنوا في البؤرة الاستيطانية "ماعوز إستير" في شباط/فبراير الماضي، ولقاء يدعي مع خطيبة أهوفيا سنداك، وهو عنصر في "شبيبة التلال"، وقُتل أثناء مطاردة الشرطة له. وجرى هذا اللقاء فيما كانت التحقيقات مع أفراد شرطة وعناصر من "شبيبة التلال" حول مقتل سنداك جارية.
كذلك انتقد مسؤولون أمنيون سلسلة لقاءات عقدها يدعي قبل ذلك في البؤرتين الاستيطانيتين "ملآخي هشلوم" و"كومي أوري"، ويقيم في البؤرة الأخيرة مستوطنون من "شبيبة التلال" الذين هاجموا ضباطا وجنودا مرات عديدة.