أكد نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن هناك المئات من الفلسطينيين والعرب قد فقدت آثارهم على يد الاحتلال الإسرائيلي منددا بالتصريحات الإسرائيلية العنصرية حول الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في حين يتنكرون لوجود قافلة طويلة من الشهداء والمفقودين الفلسطينيين والعرب الذين تخفي دولة الاحتلال الإسرائيلي مصيرهم أو تحتجز جثامينهم في مقابر الأرقام .
وأفاد أن الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين كانت قد سلمت في يوم الثلاثاء 18 / 6 / 2013 عبر مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان إلى ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة القدس قائمة تضم 65 اسما لمفقودين فلسطينيين للمطالبة بالكشف عن مصيرهم ومعرفة مكان احتجازهم إن كانوا أحياء أو شهداء .
وأضاف نشأت الوحيدي، أن الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين الفلسطينيين قامت بتوثيق العشرات من أسماء أبناء الشعب الفلسطيني الذين فقدت آثارهم على يد الاحتلال الاسرائيلي منذ العام 1967 وما قبل العام 1967 ولم يتم الكشف عن مصيرهم إن كانوا أحياء أم شهداء مشددا على أن قضية الشهيد الأردني محمد كريم الطراونة الذي تم العثور على رفاته بحي الشيخ جراح في الخميس الموافق 12 / 8 / 2021 وكان قد قضى نحبه في معركة تل الذخيرة بمدينة القدس في العام 1967 تفتح مجددا ملف المفقودين الفلسطينيين والعرب الذين فقدت آثارهم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في حين أن مصدر أردني مسؤول نفى ما تداولته وسائل الاعلام وأفاد أن المملكة الأردنية أرسلت لجنة مختصة للتأكد من فحص D N A .
وأشار إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تعترف إلا بوجود 119 جثمانا لشهداء فلسطينيين في حين أن الحملة الوطنية وثقت 326 اسما لشهداء فلسطينيين لا تزال دولة الاحتلال الاسرائيلي تحتجز جثامينهم في مقابر الأرقام الإسرائيلية وفي ثلاجات خاصة ومن بينهم 7 جثامين تعود لأسرى قضوا نحبهم في السجون الإسرائيلية مبينا أن هناك عدد كبير من المفقودين الفلسطينيين والعرب الذين لم يتم الكشف عن مصيرهم حتى اليوم .
وقال إن من بين المفقودين العرب المناضل يحيى اسكاف ( أبو جلال ) الذي فقدت آثاره في 11 / 3 / 1978 وهو من مواليد قرية بحنين في شمال لبنان في 15 / 12 / 1959 حيث إفادة الأسير المحرر خالد محمود ياسين من مواليد نحف بقضاء عكا في 1944 وجاء فيها أن المناضل العربي اللبناني يحيى محمد اسكاف ( أبو جلال ) منفذ عملية الساحل البطولية لا يزال حيا في السجون الإسرائيلية وقد تردد في سجن عسقلان على لسان أسرى تحرروا في عملية التبادل في عام 1985 أنه كان بقي في ذاك المعتقل أحد الأسرى اللبنانيين وكان يعاني من أمراض وإصابة في الرأس ولم يكن أحد في حينها يعلم أنه يحيى اسكاف .
وأوضح نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية بحسب إفادة الأسير المحرر خالد محمود ياسين ومؤسسات حقوقية أخرى أن الأسير المحرر خالد ياسين الذي كان قد اعتقل على يد قوات الإحتلال الإسرائيلي في 9 / 4 / 1973 بعد مشاركته في عملية عين زيف التي انطلقت من القطاع الأوسط – عيناتا في جنوب لبنان مع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وأطلق سراحه في 20 / 8 / 1987 قد التقى بالشهيد الحي يحيى اسكاف مرتين كانت الأولى في سجن عسقلان عام 1985 والثانية في معتقل الجلمة عام 1987 مشيرا أنه أورد شهادته وهو في كامل قواه العقلية والبدنية وأنه لا يبغي سوى إنصاف إنسان مناضل يقبع في زنازين العزل الإسرائيلية منذ عشرات السنين إضافة إلى أنه مستعد لتقديم شهادته وإفادته المراجع المعنية وجهات الاختصاص وقد خاطب الشهيد القائد عمر محمود القاسم برسالة خطية حول الأسير يحيى اسكاف .
وشدد على دور المجتمع الدولي والإنساني في إلزام دولة الاحتلال الإسرائيلي بالكشف عن مقابر الأرقام الإسرائيلية عددا ومكانا وعن السجون السرية عددا ومكانا والكشف عن مصير المفقودين الفلسطينيين والعرب خاصة وأن دولة الاحتلال الإسرائيلي اعترفت بوجود السجن السري 1391 الذي يقع في منطقة مجاورة للضفة الغربية من قبل العام 1967 وهو عبارة عن بناية اسمنتية في وسط كيبوتس إسرائيلي تابع لإحدى القرى التعاونية الاستيطانية ومحاط بأشجار حرجية .
ووصف الوحيدي السجن السري 1391 بحسب مصادر مختلفة أن جدران السجن مرتفعة جدا ويحده أبراج للمراقبة والحراسة حوله مشددة ويقع في سلسلة من المناطق العسكرية المغلقة لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي وأن البناية تبدو للناظر وكأنها مركز شرطة بناه البريطانيون في الثلاثينات وقد قامت دولة الاحتلال بإزالة اليافطات الرقمية التي تشير إلى وجود السجن وتوعدت الإعلاميين والباحثين بعقوبة الإبعاد في حال الكشف عن معلومات حول تلك السجون السرية .
وأشار إلى معلومات تفيد بوجود ما يزيد عن 70 بناية تستخدم كمراكز للشرطة الإسرائيلية كان الانتداب البريطاني شيدها ومنها ما تستخدمه دولة الاحتلال الإسرائيلي كسجون سرية مثل : ( سجن صرفند وكان قاعدة بريطانية وسجن عكا ، وسجن باراك ، واشموريت ، وسجن كيشون ، وزنازين تلك السجون مطلية باللون الأسود ) هذا إلى جانب سجن كان الانتداب البريطاني أقامه في منطقة عسلوج في أقصى جنوب قطاع غزة واستخدم لتصفية عدد كبير من الفدائيين الذين لم يعرف مصيرهم حتى هذا اليوم .
واعتبر أن قضية المفقودين الفلسطينيين والعرب من أبرز القضايا التي يجب أن تأخذ مكانها في البحث والإثارة الوطنية والشعبية والثقافية والإعلامية والسياسية والديبلوماسية كونها تتحدث عن الهوية الوطنية والتاريخ العربي في فلسطين وأن الآمال تراود أهالي المفقودين الفلسطينيين بعودة أبنائهم وأحبتهم أحياء أو شهداء .