- رامز مصطفى كاتب فلسطيني
الاحتفال الرسمي اللافت ، من حيث الإعداد المتقن بروتوكولياً ، والمشاركة الواسعة لوفود رسمية ، بما فيهم وفد الاتحاد الأوربي . لتنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي ، قد حمل معه رسائل كان من أهمها ، حرص القيادة الإيرانية على إبراز حضور قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية في الصف الأمامي المخصص للشخصيات البارزة .
في وقتٍ أنّ وفوداً رسمية جاءت للمشاركة قد تمّ تخصيص مقاعدها خلف الصف الأمامي . لم يقف الأمر عند حدود إبراز ذاك الحضور الفلسطيني المقاوم ، بل إنّ الرئيس رئيسي ، وفي اليوم التالي لتنصيبه ، استقبل تلك القيادات ، التي تجاهل الرئيس روحاني بالعمد ألاّ يلتقيها خلال ولايتي رئاسته .
وبحثّ الرئيس رئيسي مع قيادات الفصائل ، الوضع الفلسطيني على أكثر من صعيد ، لا سيما ما تتعرض له القضية من محاولات محمومة من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وجوقة المطبعين في النظام الرسمي العربي بهدف تصفيتها. وما حققته المقاومة في معركة سيف القدس من نتائج أرخت بتداعياتها على الكيان الصهيوني ومجتمع الإرهاب الاستيطاني ، في تعميق مأزقه الوجودي .
بدوره الرئيس الإيراني ، أكد على استمرار بلاده في دعم المقاومة والشعب الفلسطيني ، معتبراً أنّ القدس هي القضية الأهم للعالم الإسلامي . ومعرباً عن اعتزازه بالروح التي يتحلى بها الشعب الفلسطيني ومجاهدوه ، وبالتضحيات التي تقدمها أسر الشهداء ، وتلك البطولات التي يبديها الأسرى خلف قضبان زنازين كيان الاحتلال الصهيوني . ومؤكداً على أنّ المقاومة هي السبيل الوحيد للانتصار على العدو والساعين لتطبيع العلاقات معه . مضيفاً أنّ لتحقيق ذلك لابد من تعزيز الوحدة والتعاون والتضامن بين مختلف فصائل المقاومة ، فإن نتائج وانتصارات أكبر ستتحقق لتيار المقاومة . ولتواصل فصائل المقاومة بعزم راسخ ، وبالاعتماد على الباري تعالى والثقة بقدراتها ، الطريق الوضاء للمجاهدين الذين سلكوا نهج المقاومة .
وتابع الرئيس رئيسي ، إنّ الكيان الصهيوني اليوم أكثر عجزاً ، والمقاومة أقوى مما مضى ، وستزداد قدراتها يوماً بعد يوم ، وأن منطق المقاومة هو السبيل الوحيد لمواجهة من يرفض هذا المنطق .
بتقديري أنّ الرئيس إبراهيم رئيسي وحكومته ، ومن خلفية أنّ فوزه بالانتخابات يعكس إرادة إيرانية لا تقبل التأويل أو الاجتهاد ، على مواصلة نهج الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني رحمه الله ، والتي أعطاها الإمام الخامنئي دفعةً وقدرةً في المحافظة على مكتسباتها ، وبناء وتطوير إيران في شتى المجالات والصعد ، الأمر الذي مكّنها من الصمود الإسطوري في مواجهة أعتى دول الاستكبار العالمي ، الولايات المتحدة الأمريكية وكيانها المصطنع على أرض فلسطين ، والدول والقوى الرجعية . بأن الرئيس الإيراني سيمضي قدماً . أولاً ، نحو تعزيز علاقات إيران مع دول وقوى محور المقاومة ، وعلى وجه الخصوص المقاومة الفلسطينية من أجل استكمال مشروعها في دحر الاحتلال وتحقيق الانتصار عليه . وثانياً ، التأكيد على أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ماضية في مواجهتها المفتوحة ، مع الحركة الصهيونية وكيانها الغاصب والمغتصب لفلسطين .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت