- د. خالد معالي
واهم من يظن ان أي حدث عالمي لا يؤثر ببقية دول العالم سلبا او ايجابا، حسب الحدث وظروفه، فنصر طالبان له انعكاساته ليس فقط على الدول المحيطة به، بل على بقية دول العالم وخاصة القضية الفلسطينية.
فقد نشرت صحافة الاحتلال ان حركة حماس نشرت صور للقاءات سرية بين قادة طالبان وحماس، وهو ما يتوجس الاحتلال خيفة منه، كون حركات التحرر تتعلم من بعضها البعض وتكتسب خبرات بعضها وتراكمها وتطورها، وهو ما يعني ان حركات المقاومة ستزداد قوة، وتاخذ نفس عميق، ويزيد رصيدها المعنوي والتعبوي.
ما جرى من اتفاق بين طالبان وامريكا حول الانسحاب، لا ينتقص من اهمية النصر، فامريكا وان هزمت الا انها قوة عظمى، وتريد ان تحافظ على قدر ما من ماء وجهها، وهي بكل الاحوال ستتراجع مكانتها عالميا، كما حصل مع الاتحاد السوفياتي سابق والذي كانت افغانستان احد العوامل المهمة لانهياره.
فلسطينيا، فرح الفلسطينيون بنصر طالبان، كون امريكا قوة داعمة للاحتلال، ومنطقيا عندما يضعف الداعم، يضعف معه دعمه، وتتراجع قوة الاحتلال، والاحتلال منزعج من تراجع اهتمام امريكا بالمنطقة، وتراجع الاهتمام بحلفائه.
لا يعيب طالبان ان امريكا سبق ودعمتها ضد الاحتلال السوفياتي، فعدو عدوي وصديقي، ولا يضر طالبان ان دعمتها روسيا والصين ضد امريكا، فهذه هي المعادلات الدولية لا تقوم بالعواطف والدموع بل بالدهاء السياسي، وكل طرف يحاول ان يكون هو الاقوى باضعاف الطرف الاخر، فما بالنا ان كان الحديث يدور عن رفع ظلم احتلال، فاهلا وسهلا بكل من يدعم الحق ويساهم بكنس محتل ايا كان.
انظر الى هلع الاحتلال من نصر طالبان، فهم يدركون حقا انعكاساته عليهم، فدولة الاحتلال تخشى توحد العالم الاسلامي ضدها، وتخشى وتحسب كل صيحة عليها، واقرا كتاب الاحتلال ماذا قالوا عن طالبان ونصرهم تعرف حجم الازمة والمخاوف لديهم.
في كل الاحوال انتصرت طالبان، ومنظر هروب قادة الجيش وعملاء امريكا يكفي وحده لمعرفة ما جرى من هزيمة لامريكا، وستتوالى الانتصارات على امريكا وحلفائها، كون العالم يتغير بسرعة، فهنيئا لمن ركب بسفينة الحق قبل فوات الاوان.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت