أكد الدكتور محمد الهندي، رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي، أن "الشعب الفلسطيني سيفرض نفسه وسيحقق نصره بشهدائه وأسراه ومرابطيه في القدس وفي كل مكان، كما حقق الشعب الأفغاني حريته ودحر الاحتلال الأمريكي بعد أن قدم 50 ألف شهيداً، مبيناً أن إسرائيل وحلفاءها، يحاولون محو الصورة التي تحققت عقب معركة سيف القدس."
جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمتها الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي، في مدينة غزة، يوم الثلاثاء 24/8، تحت عنوان(تطورات الوضع الفلسطيني والإقليمي وأثرها على مستقبل الصراع)، حيث استضافت الندوة الدكتور الهندي، بحضور جمع غفير من قادة العمل السياسي والجماهيري.
وأكد الهندي أن معركة سيف القدس ليست كأي مواجهة سابقة في تاريخ الصراع.
وأضاف: شعبنا أشهر سيف القدس في وجه العدو وحلفائه الجدد بالمنطقة، ورسم صورة مشرفة على مدى 11 يوماً، لا زالت عالقة في أذهان العالم" مبيناً أن رسالة سيف القدس هي أن الشعب الفلسطيني شعب حر لا يمتلك سوى إيمانه وإرادته وسلاحه الذي يصنعه بيده.
وقال الهندي: رغم قسوة الاحتلال وشدة الحصار، استطاع الشعب الفلسطيني أن يدافع عن أرضه وكرامته ومقدساته وعن كل معاني الخير في قلوب أحرار العالم، وظهر الشعب الفلسطيني موحدا خلف المقاومة رغم تشتته ومحاولات عزله" لافتاً إلى أن معركة سيف القدس أظهرت بأن القدس هي البوصلة الوحيدة رغم محاولات تشويه التاريخ التي يمارسها الاحتلال، وأن العدو واحد يمارس كل أنواع القتل والحصار ضد كل المنطقة لإضعافها وإخضاعها لإرادته وإرادة حلفائها في العالم.
وتابع رئيس الدائرة السياسية للجهاد: "هذه الصورة تزعجهم وتحاصر حضارتهم، ولذلك هم يعملون على إزالتها ومحوها بكل الوسائل والإمكانيات" مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني يقاوم محاولات محو هذه الصورة المشرفة التي تحققت في معركة سيف القدس."
وشدد الهندي على أن القضية الفلسطينية عادت بفضل معركة سيف القدس إلى المربع الأول، موضحاً أن الصراع مع الاحتلال هو صراع على القدس والأقصى وفلسطين وليس على حصار غزة.
وبيّن الهندي أن العالم والإقليم شهدوا تغيرات عميقة، ذكر منها الانقسام الأمريكي الداخلي، الذي ترجمه اقتحام مبنى الكونغرس، وتقليص الوجود الأمريكي في بعض المناطق التي تشهد صراعات مسلحة.
وأضاف:" أمريكا بدأت بتقليص وجودها العسكري ونفوذها في العالم، خاصة في مناطق الصراع، لأن حجم الخسائر البشرية والمادية يؤثر على إرادة القتال لدى المحتل الأمريكي."
وفي تعقيبه على الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، قال د. الهندي: أمريكا بكل قوتها وجبروتها وحلفائها وعملائها ورعاياها رحلت عن افغانستان بشكل مرتبك ومذل، ونجحت طالبان في إسقاط الاستثمار الأمريكي الأطلسي الذي استمر على مدار 20 عاماً، واستهلك مئات مليارات الدولارات ومئات عناصر الأمن".
وأشار إلى أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان هو انسحاب بطعم الهزيمة، معربا عن اعتقاده بأن هذا الانسحاب سيتكرر في العراق ومناطق أخرى.
واستطرد الهندي بالقول:" الشعب الأفغاني قدم 50 ألف شهيد، والشعب الفلسطيني سيفرض نفسه بشهدائه وأسراه ومرابطيه في القدس وفي كل مكان" لافتا إلى أن الشعب الأفغاني الآن يقف أمام مفترق طرق، فإما أن ينهض ويصنع حضارته، وإما أن يقع في مصيدة الانقسام والتشتت والتشرذم."
وأكد الهندي أن نهضة أي شعب مسلم في مواجهة أمريكا، هي لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته.
من جهة أخرى، تطرق الهندي إلى التغيرات التي حدثت على صعيد الملف النووي الإيراني، مبيناً أن إيران أصبحت قوة إقليمية صاعدة تمتلك ثرواتها وتصنع سلاحها واستقلالها بنفسها، وتمارس سياستها وفق مصالحها، وصولاً إلى التحدي النووي في مواجهة إسرائيل وأمريكا.
وتابع يقول: إيران بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي تحملت كل أشكال الحصار، وأصبحت على عتبة امتلاك السلاح النووي، واليوم هناك أصوات في إسرائيل تنادي بالعودة للاتفاق النووي، وكأن العودة للاتفاق أصبح طموحا ومصلحة لإسرائيل".
وأكد الهندي أن "القوة الغاشمة مهما بلغ جبروتها، لا تصمد أمام الشعوب الحرة، لأن تلك القوة جاءت لنهب الثروات وليس لديها أي استعداد للتضحية، وفي وقت إحصاء العدو لخسائره تبدأ مسيرة انحساره وتقهقره."
وزاد بالقول: "لا مستقبل لإسرائيل على أرضنا، فهي قد استعمرتنا للنهب لا للموت، وللرفاهية لا للمعاناة، وبدأت اليوم حساب خسائرها وبدأت مسيرة انحسارها وهزيمتها، وغداً سترحل عن فلسطين كما رحلت أمريكا عن أفغانستان، وبفضل المقاومة سيتفكك هذا الاحتلال".
وأردف الهندي: نذكر الاحتلال بأن سيف القدس الذي رفعه الشعب الفلسطيني وأشهره في وجوهكم ليس لفك الحصار عن غزة، بل لرفع الحصار عن الأقصى وعن القدس وعن قلوب ملايين المؤمنين والأحرار في العالم".
وتابع قائلا:" غزة التي تهددونها اليوم، صنعت حريتها بتضحياتها ، ولن تقبل الدنية في قدسها وأقصاها وكل فلسطين" مشيرا إلى أن المسئولية على عاتق الشعب الفلسطيني ومقاومته كبيرة، بينما يد إسرائيل مغلولة وبدأت في حساب خسائرها."
وفي مداخلة له خلال الندوة، أكد عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، خالد البطش، أن" الصراع مع العدو لا يخضع للتفاوض، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته يواجهون العدوان في القدس والضفة، والحصار على غزة."
وقال البطش: "تجربة المقاومة في فلسطين تستفيد من التجارب الأخرى، وأيضا التجارب كلها تستلهم من تراكم وسائل وتجارب المقاومة الفلسطينية الغنية بالبطولة والتميز".
وأعرب عضو المكتب السياسي للجهاد عن إدانته ورفضه لسلوك القمع ومحاربة الحريات الذي تنتهجه السلطة في الضفة الغربية بحق النشطاء وقادة الرأي، مطالباً بمحاسبة قتلة الناشط نزار بنات والقصاص من القتلة.
وشدد القيادي البطش على أن ما حدث في أفغانستان هو هزيمة مدوية لأمريكا وحلفائها.
وأوضح القيادي البطش أن المقاومة بكل مكوناتها هي التي تقود المعركة في مواجهة العدو الصهيوني في كل مكان، مبينا أن هناك محاولات لتصفية الحساب بين زعامات العدو الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني "ولذلك نحن لن نسمح بذلك ويجب أن نكون في أكمل استعداد للدفاع عن كرامتنا وحقوقنا" بحسب عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي.
وختم حديثه بالتأكيد على أن محور المقاومة بكل مكوناته هو الذي يقود اليوم المعركة في مواجهة العدو الصهيوني في كل مكان.