" د. شفيق الغبرا قامة وطنية وعلمية فذة.. ستبقى ذكراه خالدة رغم الرحيل "

بقلم: فراس الطيراوي

د. شفيق الغبرا.JPG
  • بقلم : فراس الطيراوي عضو الأمانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والاعلام/ شيكاغو

شخصيات قديرة كانت بيننا ثم رحلت تاركة اعمالاً، ومواقف مشرفة جديرة بالتكريم بعد ان فاضت ارواحها الى بارئها، وتأبين القامات بعد الممات من التصرفات المحمودة والسلوكيات القويمة لما في ذلك من معاني الوفاء والعرفان بالجميل وتذكير الاحياء بقدرات لا تنسى. ثم هذا لا ينفي ان ثم تقصير سبق في حقهم لانهم كانوا اولى بالتكريم في حياتهم. لكن في عالمنا العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص غالبا ما نلتفت الى تكريم القامات فقط بعد رحيلهم ونغفل عن تذكرهم وهم ما يزالون على قيد الحياة.
لكن ما العمل وذلك جزء من تقصير الاحياء في حق اناس لا نعرف قيمتهم الا بعد ان يرحلوا. ولعله ايضا ناتج عن الطبيعة النادرة لتلك القامات التي كانت تتعفف عن الشهرة، ولا تسعى الى المديح ولا تتنظر التكريم او رد الجميل على ما قدموه. ومن بين تلك القامات العاليات الشامخات المرحوم د. شفيق الغبرا استاذ العلوم السياسية خريج جامعة جورج تاون الامريكية العريقة، ابن فلسطين والكويت البار الذي رحل بالامس نتيجة مرض عضال الم به، وبرحيله خسرت فلسطين والكويت والعالمين العربي والاسلامي قامة وطنية وعلمية فذة ، ومناضلاً وطنيا صادقا، ورجلًا نبيلاً بالمعنى العميق للكلمة، ومفكراً مرموقا، آثر رغد العيش في امريكا والكويت والتحق بصفوف الثورة الفلسطينية وحركة فتح وقاتل في الجنوب اللبناني، وبقي على عهد الثوار والأحرار وكانت دوما وجهته فلسطين وبوصلته القدس لم يحد عنها قيد أنملة، حقا نادرا ما يملك الشخص هذه المجموعة من الصفات الانسانية الرفيعة، ومن الاخلاق الحميدة والكريمة في وقت واحد، وفي نفس الوقت من قرأ  له يعرف انه يمتلك عقلاً مضيئا الى درجة التوهج، و ثقافة انسانية متسعة الابعاد، وصاحب رؤية تحليلة عميقة، وقلب كبير متفتح لا يعرف الانغلاق، وروح سامية تتخطى الزمن، وحس وطني غير محدود، وقدرة على التحليل الغير متوقع.
ان حياة د. شفيق الغبرا مليئة بالإنجازات والإسهامات المختلفة يصعب تعدادها هنا.
ختاما لروحه العطرة الرحمة والسلام ولاهله ولاسرته الكريمة ولمحبيه ولرفاق دربه، ولشعبنا الابي الصبر والسلوان وحسن العزاء، رغم الرحيل ستبقى ذكراه خالدة، وستبقى الأجيال القادمة تذكر إسهاماته وتتطارح أفكاره ودراساته ومؤلّفاته العديدة في مجالات الفكر والتاريخ والعلوم الإنسانية".

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت