- كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
حفروا بأياديهم الرمل وشقوا التربة ، حفروا بأظافرهم الصخر ، فانهار الرمل أمام إرادتهم وتفتت الصخر أمام صبرهم ، صنعوا المعجزة بإرادتهم الصلبة وعشقهم للحرية وانتمائهم الراسخ لفلسـطين ،
حطموا كل أوهام الاحتلال وأسقطوا كل نظرياته الأمنية ،
لم تخذلهم الأرض كما هم لم يخذلوها وحملوا البندقية لحمايتها والدفاع عنها والتضحية لأجلها ، فأعطتهم الأرض الطاعة وانشقت لتفتح لهم طريق حريتهم لأنهم أهلها عشاقها ، والأرض تعرف أصحابها فكانت عوناً لهم ، فهذه التربة التي تخضبت بدماء الشهـ،داء والجرحى فأنبتت انتماء ووفاء لأهلها وفرسانها ،
حفروا النفق بكل إرادة وصبر ويقين وثقة بأنهم سيصلون إلي بصيص الأمل والحرية في نهاية النفق ، ويستنشقون رائحة الحرية ، وينطلقوا فهوداً شامخة وصقوراً محلقة في سماء الوطن ، متمردين علي عتمة الزنزانة وعلي أحكام العدو الذي ظن أن حلم الحرية بعيد المنال وأن قيوده قد تكسر إرادة الأحرار ،
فخاب ظن الاحتلال وتحطمت أحلامهم وأوهامهم أمام ثقة الفرسان الستة بأنهم الأقرب إلي الحرية وأن كل أحكام المؤبدات وترسانة العدو وحراساته وحصونه لم تستطيع من قتل الحلم والأمل واليقين لدي الأحرار ،
زكريا الزبيدي ورفاقه الأبطال محمود عارضة ومحمد عارضة وأيهم كمامجي ومناضل انفيعات ويعقوب قادري ، ستة أبطال ، قهروا كل حصون العدو لينالوا حريتهم رغماً عن العدو ، فسطروا أروع آيات البطولة وأعادوا الأمل لشعبهم ، وأوصلوا الرسالة للاحتلال ولكل المتخاذلين بأن هذا الشعب لا يعرف الاستسلام ،
رسالة كُتبت حروفها بأيادي فلسطينية كنعانية قهرت كل القيود لتصبح حكاية فخر لكل ثائر وأسطورة حقيقية صنعت بأيادي فلسطينية طاهرة تفوقت علي أساطير هوليوود وخيالاته ،
فكما الطائر الكنعاني الفلسطيني طائر الفينيق يخرج من بين الرماد ، كانت حكاية الأبطال الستة خرجوا من بين نار الاحتلال وتحصيناته ليرسموا حكاية كنعانية جديدة في التحدي والإرادة ،
عصا شقت البحر وملعقة شقت الأرض ، فكما شقت عصا موسي البحر لينجو ومن معه من فرعون وجنوده ، شقت ملعقة زكريا ورفاقه الأرض لتحررهم من الاحتلال وأعوانه ،
رسالة زكريا ورفاقه رسالة تعلن كفرها بالتخاذل وتلعن الانهزام وتتمرد علي سياسة تغيير الوعي الوطني ، رسالة عنوانها ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وأن أقصر الطرق لفلـسطين هو البندقية والمقـ،اومة ، والحفر بالصخر لنيل الحرية رغماً عن أنف الاحتلال وأعوانه ،
نعم لقد وصلت رسالتكم ... رسالة فخر لكل الأحرار والثوار ، ورسالة رعب وتحدي للاحتلال ولكل المتخاذلين والفاسدين ،
نفق الحرية الذي أخرج الأسري من ظلام سجنٍ دامس إلي شمس الحرية الساطع ، نفقٌ رسم للوطن فلسطين طريق الحرية والانتصار ، ورسم للعدو طريق الهزيمة والاندحار ،
نفقٌ حفر ثغرات برأس المحتل ليمزق كل أحلام هذا المستعمر ومستوطنيه الأوغاد ، إنه النفق الذي اخترق قلب العدو ليتركه ينزف منهزماً مرتعباً متخبطاً ،
لصقور الوطن الأسري الأحرار المجد والفخار ، وللمتخاذلين العار كل العار ، وللمحتل الغاصب الهزيمة والاندحار ، ولشعبنا المناضل الحرية والانتصار ،
حماكم الله أسرانا البواسل ، ورب الكعبة إننا لمنتصرون ،
9-9-2021
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت