- بقلم/ مصطفى رضوان
- كاتب ومحلل اقتصادي
يصادف اليوم 12/9 ذكرى اندحار المحتل من قطاع غزة، هذا الاندحار الذي جاء نتيجة ضربات المقاومة الموجعة له، تأتي ذكرى الاندحار لتذكرنا أن وعد الله قد اقترب وأن زوال الكيان بات أقرب ما يكون بإذن الله.
لكن في خضم هذا الحدث العظيم "وعد الآخرة" الذي لن يكون بعيداً إن شاء الله، ما هو مصير الشيكل "الاسرائيلي"؟
للإجابة عن هذا التساؤل ينبغي أولا معرفة أنّ الثقة بأي عملة نابع من الثقة في الدولة التي تتبناها ومدى القوة السياسية والوجودية لها إلى جانب الاقتصادية، فعندما سقطت بغداد سقط الدينار العراقي وعندما هُزِمت ألمانيا إبان الحرب العالمية أصبح المارك الألماني في خبر كان.
وبالقياس، فإن أي هزة تضرب الكيان "الإسرائيلي" سيكون لها انعكاس على الشيكل، ولكن السؤال: ماذا لو كان هناك تهديد بإزالة هذا الكيان عن الوجود؟ هل سنرى انخفاضاً لقيمة عملته أم تصفيراً لها؟
وهل يوجد كيان يغطي هذه العملة بعد زوال دولتهم المزعومة؟
وهل يسمح الرأسماليون الإسرائيليون بالاحتفاظ بالشيكل، أم سيجمعون مقدرات العملة الصعبة والذهب لترحيلها الى الخارج؟ وما مصير الورق النقدي من الشيكل الذي بحيازة الناس؟ وأي قيمة سيملك؟
هذه التساؤلات وغيرها تنذرنا بضرورة التنبؤ بأزمة قد تحدث في أي لحظة.
ومن هنا لا بد من العمل على تقليل الخسائر المتوقعة من المسألة عبر تقنين حيازة الشيكل وعدم الإبقاء إلا على القدر الذي يخدم الاحتياجات الآنيّة، وتحويل المدخرات وتوجيهها نحو الملاذات الآمنة من الذهب والسندات ذات السيولة العالية مثل الين الياباني والفرنك السويسري.
فـ"الين" يعود لثالث أقوى اقتصاد في العالم وهو "اليابان" حيث معدل الفائدة اليابانية منخفض جداً كما أن الأسواق المالية اليابانية ذات سيولة عالية.
والفرنك السويسري يتبع النظام المالي السويسري الذي يعد من أكثر الأنظمة المالية استقراراً في العالم وسياسة البنك المركزي السويسري تحافظ على مستوى عالٍ من السيولة في السوق.
كذلك ينبغي على الحكومة الإسراع في تنفيذ مقترح تطبيق العملة الوطنية الالكترونية لتكون البديل في الوقت المناسب، لأنه "يا مأمّن لبقاء الاحتلال يا مأمّن للمية في الغربال".
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت